السبت , نوفمبر 23 2024

حصريا ابنة ناهد شريف باتريسيا: الاقلام ذبحت أمي وطعنوا والدي الذي ضحى لاجلي ولم يرثها ولن أسمح لأحد ان يقلل من شأنهما.

حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)

 

كنت قد أوردت في مقال سابق عن النجمة الراحلة ناهد شريف والعذابات التي واجهتها في حياتها الشخصية، وكيف ان سؤ الحظ كان يلازمها، وحتى بعض الاقلام لم تتركها تسعد بزواجها الاخير من ادوارد جيرجيان شقيق راقص الدبكة الشهير كيغام، اذ قيل حينها انه قد سلبها مالها وتركها في عز مرضها، ولكن الجديد الذي لم نكن نعرفه ولا أحد على علم به هو أن إدوارد جرجيان ظل يحب ناهد شريف وأخلص لها بعد الطلاق حيث رفض الزواج ثانية وبعكس ما أشيع، كما انه لم يأخذ مال ناهد ولم يرث شيئاً منها بل أهلها هم من ورثوها وإدوارد كل ما طلبه هو أن يأخذ لينا او باتريسيا إبنته من ناهد ليربيها.. وهذا ما حصل فقد عاشت الإبنة مع والدها الذي أحسن تربيتها مكرساً حياته لها ولتعليمها، فكان مثال الأب الصالح الحنون، وبعد كل هذا العمر لم يتزوج غير ناهد شريف وهو لغاية مماته كان كلما يتذكرها تدمع عيناه، فقد أحبّ ناهد حباً كبيراً..ناهد التي كانت بسمة الشاشة وجميلتها ولكنها الجرح الذي ينزف دماً طوال سنوات عمرها القصير.. في هذا اللقاء الحصري ويعتبر في أول منبر اعلامي لبناني تطل باتريسيا او لينا جيرجيان ابنة ناهد شريف وادوارد وتتحدث عن امور عدة وتوضح اشياء كثيرة لم يكن احداً يعرفها سواء عن والدتها النجمة الراحلة او والدها الحنون الذي أفنى حياته لأجلها فألى مجريات الحوار الشيقّ مع باتريسيا.

*ايهما احب اليك اسم باتريسيا ام لينا؟

-لأسمي حكاية طريفة، والدي كان يريد ان يسميني لين وكان هذا الاسم نادراً في تلك الحقبة، وعندما وضعتني امي بالمستشفى تشاورا واختارا لي اسم باتريسيا، لكن الاغلبية بمصر ينادونني بلينا، وكلا الاسمين عزيزين على قلبي فماما كانت تدللني بلينا وبابا يناديني بـ باتي.

*كنت تذهبين معها الى التصوير؟

– ذكرياتي معها مثل الحلم الجميل الذي لا يمكن أن انساه، اذكر انها اخذتني معها مرة الى لوكيشن التصوير وكانت حينها تصور فيلماً في الاسكندرية، وبينما كنت الهو وقعت وجرحت قدمي فأصيبت بالهلع وحملت المطهروصارت تركض لتضمد جرحي، وانا أهرب منها وأضحك، رحمها الله كانت تخاف عليّ من نسمة الهواء، وعندما كان يأتي المساء تضمني الى صدرها وانام طوال الليل في حضنها.

*أكثر فيلم تحبينه لناهد شريف؟

” بيت العز” اذكر اني كنت اشاهد هذا الفيلم معها دائماً، وفي مشهد الموت كنت ابكي بشدة وكانت تطبطب عليّ وتقول لي :” يا حبيبتي ده تمثيل انا قدامك زي الفل”.

*هل اخبرتك بمرضها؟

-كنت صغيرة جداً عندما داهمها السرطان، لم أكن أعرف ما معنى هذا المرض، ومع ذلك وفي عز اوجاعها كنت اراها تضحك وتسايرني وتمازحني.

*اين كنت عندما ماتت؟

-مع عمتي وصرت اسأل عنها، استفقتدها كثيراً ومرة قلت لعمتي ” هي ماما مش عاوزة تشوفني” فبكت عمتي وقالت لي:” امك تحبك وهي اليوم تسكن في السماء”.

*الاقلام قست على والدك ادوارد خصوصًا انها عندما ماتت كانا مطلقان؟

-لكنه بقي يحبها حتى مماته ولم يتزوج من بعدها، من الطبيعي ان تحصل خلافات بين اي زوجين لكن يبدو ان أولاد الحلال تدخلوا وفرقا بينهما، وبالمناسبة بابا لم يرث امي ترك كل ما تملك لاهلها واخذني الى باريس وافنى حياته لأعيش حياة كريمة مع عمتي وعائلتها.

*البعض قال انه اخذ اموالها؟

-اعوذ بالله

*كيف علاقتك بأهلها؟

-معدومة لا يوجد اية علاقة

*ناهد شريف لم تقع في ادوار النمطية؟

-صحيح، ماما لعبت كل الادوار الكوميديا والتراجيديا والاستعراض والتاريخي كانت تتلون وتتقمص الشخصية الى أبعد تفاصيلها.

* عندما تشاهدين مشاهدها الماستر سين ” الموثرة”؟

-أبكي، لاني اشعر ان دموعها كانت حقيقة ونابعة من جرحها.

*هي الفنانة السمراء الوحيدة الذي كانت كل الوان الشعر تليق عليها؟

-بالفعل وانا كنت احبها باللون النحاسي.

*ناهد وفق المراجع التي بحوزتي عانت في منزلها اهلها لكنها مرة لم تصرح بذلك؟

-كانت شخصية كتومة وتعض على الجرح ولا تحب ان تحمّل احداً همها.

*هل تعلمين انها تعرضت للاعتداء وهي صغيرة؟

-عانت كثيراً رحمها الله

*وهل تعلمين انها تزوجت وهي صغيرة من المخرج حسين حلمي المهندس لتهرب من مشاكل اسرتها؟

– اعرف أنها كانت متزوجة منه ولكن لا أعلم تفاصيل كما أنني أعلم ان جدي كان صاحب مركز مرموق بالدولة، وعمها كذلك الا ان سؤ الحظ  كان من نصيبها للأسف.

*نجوى فؤاد كانت مقربة منها وتحدثت لي عنها حلو الكلام؟

-اشكر السيدة نجوى فؤاد ولها مني كل الامتنان والتقدير لانها انتجت لأمي فيلماً أبان ازمة كانت تمر بها، وفي اقرب فرصة عندما اقصد مصر سأزور مدام نجوى.

*كان لها شقيقة مريضة وتكفلت بعلاجها؟

-صحيح كانت مصابة بشلل الاطفال وعالجتها ولم تقصر نحوها لكن القدر خطفها فصدمت امي.

*النجم كمال الشناوي كان زوجها في مرحلة معينة؟

-لا اعرف تفاصيل ارتباطهما وطلاقهما كل ما اعرفه انه احبها جداً، وهي حتماً كانت تبحث من خلاله عن صورة الاب الذي افتقدته كونه كان يكبرها بـ 25 سنة.

*وهي احبته لكنه كان يعذبها وعاشت معه معاناة؟

-لا اعرف، ربما، لكني سمعت من كثرين انه ندم كثيراً فيما بعد.

*والدك كان يغار من كمال الشناوي؟

-ابداً، بالعكس كان يقدره ويحترمه كنجم كبير، ثم ان الزواج قسمة ونصيب.

*سمعت انك قصدت شركة الفنانة اسعاد يونس مع خالتك ايناس لبيع فيلمين لوالدتك؟

-ابداً لم يحصل هذا الامر على الاطلاق لم أذهب الى مصر منذ أكثر من 15 سنة.

*عندما تزوجها والدك هل وضع عليها محظورات بالتمثيل؟

-اطلاقاً كان متفتحًا ويعشقها وواثقا من اخلاقها ولكنه كان يغار عليها مثل كل رجل يحب زوجته ويخاف عليها

*ناهد شريف لم تتورط بقضية آداب ولم يشاع عنها اقاويل؟

-بالفعل لان علاقتها بكل زملاء الوسط كانت اخوية، وهي كانت بيتوتية خصوصاً بعدما تزوجت بابا كانت تقسم وقتها بين عملها وبيتها فقط. وقد أخبروني أنها كانت تجيد طبخ “الحمام المحشي والفتة”.

*الا تحتفظين بمقتنياتها؟

لقد حرمت من قبل عائلة أمي من كل ما يخصها من أغراض ولكن أولاد عمتي أعطوني ما كانوا يحتفظون به من فساتين لها.

*فيلم ” ذئاب لا تاكل اللحم” هوجم بشدة رغم ان مخرجه سمير خوري اخبرني ان الفيلم يتضمن اسقاطات سياسية رغم مشاهده الجريئة؟

-ربما اقلية يعلمون انها مثلت هذا الفيلم للحاجة المادية بسبب مرض اختها مثلت فيلماً يحمل رؤية مستقبلية رغم مشاهده الجريئة، وعلى فكرة كثيرات ظهرن بأدوار ومشاهد جريئة قبل وبعد ناهد شريف ولا اعلم لماذا لا يضعون نصب اعينهم الا امي رغم انها مثلت اهم الاعمال مثل ” اللصوص” اخواته البنات” البحث عن المتاعب”، “القادسية”،”انتبهوا ايها السادة” وغيرها من الاعمال، ثم ان المعاناة التي عاشتها في حياتها الشخصية جعلتها تتمرد على الواقع من خلال اعمالها، (وتضيف) لسوء حظها جاءت نكسة 1967 ماجعلها تهاجر للبنان وتقدم أفلام تجارية لتعيش وتصرف على خالتي المريضة بالشلل، و هوجمت بسبب هذا الفيلم واعتبره النقاد نقطة سوداء في تاريخها إلى أن عادت لمصر، وقدمت أفلاماً كبيرة مع أهم المخرجين مثل “وضاع العمر يا ولدي” و”العمر لحظة” وغيرهما.. وعلى فكرة ليست ماما الوحيدة التي قدمت افلاماً فيها مشاهد جريئة بل كثيرات قدمن افلاماً عدة. ومع ذلك لم يتم انتقادهن كما حصل مع والدتي بسبب ” ذئاب لا تأكل اللحم”. بينما ناهد شريف للأسف الشديد تمت مهاجمتها بمفردها خصوصاً بعد وفاتها حيث لا تستطيع الدفاع عن نفسها (وتعلق) ناهد شريف تعاونت مع مخرجين كبار مثل علي عبد الخالق وأشرف فهمي وعاطف سالم وحسام الدين مصطفى وحسن الأمام وكان نتاج هذا التعاون افلام مهمة مثل “نوع من النساء”، “الحب وحدة لا يكفي”، “القتلة”، و”دنيا الله” وهذا العمل بالذات من الأعمال المهمة لها، وهو مأخوذ عن قصة لاديب نوبل لنجيب محفوظ واخرجه، لكن للاسف لا يعرض كثيراً وقدمت أيضاً قصة حياة فاطمة رشدي الملقبة بسارة برنار الشرق في فيلم “شهيرة”.

*اليوم كيف خطر ببالك ان تتحدثي عن ناهد شريف؟

-اولادي يعشقون جدتهم لي ثلاث اولاد هم ليا وغيال ومارك، ولدي ابنة تشبهها وانهم دائماً يسألوني عنها ويحبونها كثيراً رغم انهم لا يعرفونها،كما أنني متزوجة من نيقولا الذي يحثني دائماً على الكلام عنها  وبصراحة هم جميعاً شجعوني على هذه المقابلة لأتكلم عن امي وان أسترجع كل ذكرياتها وأوضح الحقيقة  لكل من اتهم أبي أنه سبب بعذابها صدقيني ظل لآخر أيامه اذا كلمته عنها يهرب من أمامي ويدخل الى الغرفة ويبكي، يكفي انه أفنى حياته لاجلي ولم يفكر ان يتزوج ثانية من بعدها

*كيغام رحمه الله كان يحبها؟

-كل عائلة بابا تحب ماما وتحترمها وتقدرها ويحدثونني عنها حلو الكلام.

*هل تفكرين بتقديم عمل عن حياتها؟

-طبعاً شرط ان اتطلع على كل حرف يكتب عنها، وان أزود الكاتبة او الكاتب بالتفاصيل والأسرار التي بحوزتي.

*ناهد شريف تعذبت ؟

-سأظهر ذلك بالعمل وأنوه اني طوال تلك السنوات غبت ولم أفكر مرة بأجراء اي حوار عن ماما لاني لا أسوق نفسي من خلالها ولا أحب ان اتبروز على حسابها، هي ناهد شريف التي تعبت وبنت مجدها وماتت بصمت ووجع، وانا باتي التي علي ان أُظهر حقها ووالدي ادوارد الذي هو اغلى ما في حياتي.

عن admin

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *