حوار/ابتسام غنيم
علي الديك اسم اشهر من نار على علم لكن من يتقرب منه يدرك انه امام فيلسوف تعلم من مدرسة الحياة ويتمتع بالوفاء والمصداقية كما انه متصالحا مع نفسه وفنه وماضيه ومتفائلاً بمستقبله، معه كان هذا الحوار الذي اجريته معه قبل فترة وأعيد نشره اليوم بخانة الارشيف.
*حصدت جماهيرية كبيرة بالوطن العربي وبالخارج الهذه الدرجة انت فنان من الناس ووللناس؟
– الله سبحانه وتعالى يعطي كل واحد منا وفق نواياه، ومحبة الناس من رضى الله ورضى الوالدين، كما ان المصداقية بالتعاطي مع الآخرين ينتج عنها الاحترام والتقدير من الجمهور وهذه نعمة من الرب واتمنى ان اكون على قدر تحملها، (ويضيف) اليوم يوجد اثنان من عائلة الديك اي انا وشقيقي حسين نقوم بأحياء عدة حفلات بلبنان وكلها “سولد اوت”، وكذلك الامرعندما نسافر للخارج لأحياء حفلات للجالية العربية، وهذه النعمة منّها عليّ وعلى عائلتي رب العالمين واتمنها لكل انسان طيب ومحب وان يرزقه الرب كما يرزقنا.
*البعض علق بالقول ان الشعب السوري يستمع لاعمال الرحابنة وفي لبنان اللبنانيين يسمعون علي وحسين الديك فما تعليقك؟
– لا تقل من انت بل دع الناس يقولون، الرحابنة مدرسة كبيرة كلنا نعشق اعمالها، واليوم يوجد البعض يقول ان علي الديك تخصص بلون معين بالغناء منذ العام 1997،انا لست صاحب مدرسة والكلمة كبيرة عليّ لكن اعترف وبفخر اني رسمت لوناً لمشواري الفني واخذته على عاتقي ونجحت به والدليل الحضور الكبير لحفلاتي ونجاح كل اعمالي والحمدلله.
*علي الديك درس الموسيقى؟
– رسمت لوني الغنائي بدقة، لم تكن مغامرة مني لاني لا املك شيئا اخسره لم اكن غنياً ولم اعتمد على احد، توكلت على رب العالمين وسرت بدرب الفن وكان النجاح والتوفيق.
*كيف تتعامل مع الحرتقات بصراحة؟
– لا شك اني ازعل لكن بالوقت نفسه لا اضع مثل هذه الحرتقات بحسباني طالما واثق من فني ومما اقدمه للناس التي تقدرني، لا اهتم لكن ضمنا اتمنى ان يفرحوا لي ولنجاحي بدلا من الحرتقة التي لا تقدم ولا تؤخر، وانا شخصيا لا اسمح لنفسي ان استغيب احداً او اغار من نجاح اي فنان ولا اقبل ان تقال كلمة ضد احد عن لساني، لكل منا له جمهوره ومن هنا لا اكترث للثرثرات لاني اعرف نفسي جيداً وتربيتي واخلاقي تمنعاني من ان يزعل احداً مني، وبالمقابل اسامح كل من ينتقدني.
*انتقد البعض بالقول انك تغني وتلحن وتتقدم برامجاً وماذا بعد؟
-“معليش، معليش” ماذا افعل الرب اكرمني ولكل مجتهد نصيب.
*اخترت لوناً لا يستطيع احداً ان يقلدك به؟
-انا العب بملعبي ومنذ اول يوم احتراف لي بالغناء قلت على الملاء هذا ملعب علي الديك.
– قد يظهر مع السنوات المقبله منافسون لك؟
– “معليش مش غلط المنافسة حلوة وياريت بيظهر حدا بيشبهني لتكون المنافسة جميلة” وتفرز فناً اجمل واجمل، (ويتابع) الفنان الكبير جورج وسوف اطال الله بعمره مرة لم يزعل من احداً والسوبر ستار راغب علامة ايضاً يفرح لنجاحات الاخرين وعاصي الحلاني يشجع المواهب الواعدة وهاني شاكر الذي صار اليوم نقيبا للمهن الموسيقية يكرس حياته للفن ووليد توفيق لازال بقمة عطائه وألقه وكل هؤلاء نجدهم على صداقة وطيده مع بعضهم البعض.
*هل يمكن ان نراك يوما بلجنة تحكيم برنامج للمواهب؟
– لا شك من اني اعرف كيف اقيم الاصوات لكني لا احب التنظير ومن ان اقول لاحداً صوتك مش حلو اذا ما كان غير موهوباً، لكن اذا وجدت في المكان المناسب لكي اوجه موهبة ما، اتشرف بذلك بل واساعدها من كل قلبي،(ويضيف) قبل سنوات خرّج برنامج “استديو الفن” عددا من المواهب البعض لمع على الساحة والبعض الاخر اختفى ما يعني ان الميدالية والمرتبة لاتحددان مسار الفن الذي عليه ان يتعب ويجتهد ليحقق لنفسه مكانة جيدة، بالنسبة لي تخرجت من ضيعة صغيرة فيها ثماني بيوت من الحجر وافتخر من كل ذلك.
*يتملكك نوستالجي للقرية والام والبيت الصغير؟
– اعشق الارض واحب قريتي جداً ولا اخجل من ذلك بل اتباهى بطفولتي ونشأتي وعائلتي، الفقر ليس عيبا ومرة لم يكن فضيحة، عشنا بكرامة وكان لنا مبدأ بالحياة والرب وفقنا،(ويضيف) نحنا بيت الديك انطلقنا من ضيعة صغيرة اسمها الزيتونه بمحافظة اللاذقية وجلنا العالم، ومع ذلك احن لقريتي للجبل وللمياه وللطبيعة والبيوت الجميلة وحتى الى خيمة الخشب التي كنا نفترشها على شجرة الصنوبر لننام بظلها اما العرزال فأعشقه اكثر من القصور التي لاتعني لي شيئاً.
*الشهرة لم تغيرك؟
– “ليش بدها تغيرني؟” مرة كنت مع اخي حسين فشاهدنا رجلا فقيرا ينظر الينا فاقتربت منه وسلمت عليه وقبلته وقلت لاخي حسين اقترب واحضنه هذا الفقير الكريم احسن مني ومنك، الفقير هو فقير العقل بينما فقير المادة شريفا لكن ظروفه ربما تكون صعبة، ثم من انا لاتكبر على الفقير؟.
*اعطيت شقيقك حسين اغنية “ناطر بنت المدرسة”؟
– صحيح وكانت مفتاح شهرته وانطلاقته وانا وحسين على تواصل دائم والحمدلله والاضواء لم تغيرنا ابداً، اما اخي حسن فهو ملحن خطير.
*ببرنامجك وحدت اللبنانيين على مشاهدتك؟
– انتم شعب متحد ومحب، لبنان كتلة طائفية محببة لبعضها هذا الوطن للجميع ومحميا بالجوامع والكنائس وبالتراتيل.
*المطرب الشعبي المصري الذي يلفتك؟
– امينة مطربة رائعة،ومن الجيل السابق احمد عدوية فنانا كبيرا ليس له مثيلا وايضا حسن الاسمر كان صوته مميزا، ومن قبلهما محمد عبد المطلب الذي اعشق اغنيته “السبت فات والحد فات وبعد بكرا يوم التلات”، ومحمد رشدي و”عيون بهية”،(ويضيف معلقاً) احب كل الالوان اعشق السيدة ام كلثوم واذوب بصوت خوليو اما وديع الصافي فهو مثلي الاعلى واعتبره مدرستي التي تربيت على سماعها الى جانب نصري شمس الدين وزكي ناصيف، فهؤلاء غنوا للضيعة وللارض وانا احذو حذوهم، وزغلول الدامور حبيب قلبو لعلي الديك هو مدرسة قائمة بالزجل حتى وديع الصافي قال له مرة اخطاء من اسماك الزغلول فانت النسر اللبناني، وانا قناعتي مطلقة بوديع الصافي كما اذوب حين اسمع صوت صباح فخري اطال الله بعمره.
*التقيت اكثر من مرة بالفنان الكبير وديع الصافي؟
– الله يرحمو انا مثله عاشقا للضيعة (ويغني) “فوق سطوح ضيعتنا عنا براج للحمام”، حنجرة وديع الصافي كانت نعمة في حياتنا اطربتنا وامتعتنا، كان قديسا للفن (يدمع ويقول) “الله يرحم ترابو” حبيب قلبي زارني ذات يوما في البيت وجلست قبالته انظر اليه باندهاش ويومها قال لي واقسم برب العالمين اني لا اقول كلمة محرفة” يا علي صوتك جرد وكبير ودسم”، بعدها ذهبت لاحضر له احدى الحفلات وما ان دخلت حتى صفق لي الحضور خجلت ومشيت من دون ان التفت الى احد وصعدت الى المسرح ووقفت خلفه وغنيت مع الكورال.
*والصبوحة وفيروز؟
– الشحرورة الله يرحمها جننت الكون ولن يجود الزمن بمثلها،اما الست فيروز فهي نجمة من السماء او ربما مثل كوكب عطارد، فيروز هبه من الرب واسم على مسمى.
*انت فيلسوف؟
-الزمن علمني ولطالما قلت لاخوتي الفن لا يقتصر على الغناء الجيد بل على الثقافة والمطالعة بالحياة ودرست الموسيقى منذ كان عمري عشر سنوات بالمدرسة الموسيقية التخصصية بالاضافة الى الصولفاج والفوكاليز وعزف العود والغيتار واكرر اني لا اتفلسف وكلمتي دائما على طرف لساني اقول ما اشعر به، واذكر انه في احد المرات طلب مليونيرا كبيرا ان يعرف اين تعلمت فكان ردي عليه”ما عندي استاذ خصوصي مدرستي قودة وعلييّه/ بعدني على ضو البصبوصه اقرا بعز الصبحية/ على مدرستي الدرب بعيد شنطة بكتفي وحطبة بايدي/ وحق المنجل والتنور وخاطر ضيعتنا المكسور/ رح اكبر وصير دكتور وارفع راسك يا بيي”(ويضيف) “بحبك كتيرابتسام” وأكن كل الحب لقراء صحيفتكن “هلا ماغازين” وكل الاحترام لكم واتمنى ان آخذ بيدكم لنعبر سويا الى اماكن اجمل واجمل.