الإثنين , نوفمبر 25 2024

قصة توبة نجمة راحلة كما روتها ابنتها:” عادت تترنح من السكر فثرت بوجهها”

صورة تعبيرية

 الحلقة الثانية/ اعداد/حسانة سليم

لاتستطيع الصبية أن تصف شعورها حينما وطأت قدماها الأرض الطاهرة، كان احساسها من انها تمشي على السحاب، كانت الفرحة تغمرها وشعوراً بالهيبة يكتنفنها، وحينما رأت الكعبة لأول مرة انهمرت الدموع من عينيها ووجدت لسانها يردد عبارة:” اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون”، رددتها آلاف المرات، وشعرت بهاتف يؤكد لها أن الله تعالى قد استجاب لدعائها، وأنه سيصلح من أحوال أمها!! وتعجبت الصبية من هذا الشعور،اذ ان امها كان يسيطر عليها الشعور بالملل طيلة الفترة التي قضياها في مكة، وأديتا مناسك العمرة وعادتا إلى القاهرة، وارتدت الصبية الحجاب، واندهشت امها من تلك الخطوة، ولم تعلق عليها  في اول الامر، وانشغلت في تصوير بعض الأفلام والمسلسلات، وحينما انتهت منها وتفرغت لها قليلاً،  بدأ الصدام بينهما، اذ كانت ترمقها بنظرات ساخرة وتقول لها:”ماهذه العمامة التي ترتدينها؟ ماهذا التخلف؟ هل بلغت الستون سنة حتى ترتدين هذا الحجاب؟ ماذا سيقول عني الناس وأنا أسير بجانبك؟ طبعا سيقولون أنني أصبحت أم الحجة وانا التي امثل دور الحبية الجميلة؟ ماذا سأفعل بفساتينك التي أحضرتها لك من أوروبا ؟ هل أسكب عليها بنزيناًوأحرقها؟”.

وذات مرة واتتها الشجاعة وقالت لها، أنها على استعداد أن تعود للعيش مع خالتها حتى لا تسبب كلها احراجاً، وكأنها نطقت كفراً، ثارت الام وهاجت وصرخت قائلة:” زوج خالتك رجلاً فقيراً لن يستطيع الإنفاق عليك، وأقسم لك لوغادرتني لن أنفق عليك قرشاً واحداً، أنا لم أربك حتى تتركيني”،  عندها طلبت منها الابنة ان تتركها تعيش حياتها بالإسلوب الذي يرضيها، فنظرت إليها الام بحدة ثم قالت في سخط:”أنت حرة”.. ومر عام على تلك المناقشات الساخنة، والعلاقة بينهما في فتور حتى حدث تغيراً مفاجئاً على الام النجمة عقب عودتها من تصوير أحد أفلامها في امستردام، كان الحزن يكسو ملامحها والقلق يفترسها، وأمرت ابنتها ألا تقود السيارة بنفسها، ثم استأجرت لها سائقاً خاصاً، وصارت الام النجمة لا تنام  ليلاً الا وابنتها الوحيدة بين أحضانها وحينما كانت تسألها عن سر هذ الحزن والقلق، كانت تصطنع الابتسامة وتقول:”ليس هناك حزناً أو قلقاً”، وحاولت البنت أن تعرف سر هذا التغييّر من مديرة أعمال امها والتي كانت تلازمها كظلها، وبعد ضغط وإلحاح منها قالت لها:” لقد حدث موقفاً في امستردام فقد قابلت والدتك ابن عمها المهندس هناك صدفة، وكان يعقد إحدى الصفقات لشركته، وعندما اقتحمت عليه المكان لتصافحه قال لها في جفاء إنه سيء الحظ أمام هذه المصادفة، وأنها صديقة للشيطان وأفلامها تثير غرائز الشباب وتدمن الخمر ولا تستر عوراتها، ثم اضاف بالقول انه يعلم تماماً مدى تعلقها بأبنتها الصبية الطاهرة وكل الخوف أن ينصب غضب السماء على ابنتها لتكتوي هي اي الام النجمة بنارها.

وما ان أنهت مديرة الأعمال حديثها مع الابنة، حتى شعرت وكأن أحدا ضربها بمطرقة فوق رأسها، اذ كان قريبها محقاً فى نهيه لها عما تفعله  الام النجمة من منكر، لكنه  في الوقت نفسه كان قاسياً وغير عادل حين هددها بأن يحل انتقام الله في الابنة ، لأن  الرب سبحانه وتعالى لا يأخذ أحداً بجريرة آخر،ألم يقل فى كتابه الكريم ( بسم الله الرحمن الرحيم/ ولا تزر وازرة وزر أخرى/ صدق الله العظيم )؟ وانهارت الصبية من البكاء ورثت لحالها ولحال امها معاً. بعد عدة شهور حدث مالم يدر بخلدها، ففي يوم من الأيام ! ظهر لدى الام ورماً فى الصدر، وهاجمتهما الهواجس وتشككتا في كونه مرضاً خبيثاً ، وسافرت مع امها إلى لندن لإجراء العملية، وحالتهما النفسية في الحضيض وقبل لحظات من دخولهما غرفة العمليات أمسكت بيدها وقالت لها:” أنا أعلم مدى عمق صلتك بالله، وأعلم أنني لا أستحق إبنة طاهرة مثلك، وأنني أسأت إليك كثيراً بتصرفاتي، لكن أرجوك ادع الله لي بالرحمة لو خرجت من الغرفة وقد غادرتنى الحياة”..وهنا وجدت الصبية نفسها تبكي بشدة وترتمي بأحضان امها وهي تقول لها:” ستعيشين ياماما، ستعيشين لأني أحتاجك ولأن الله لن يحرم إبنة من أمها”،  وابتسمت النجمة وقالت :” لو عشت فسوف أعلن لك عن مفاجأة”..

ونجحت العملية، وتعافت النجمة وسألتها ابنتها عن تلك المفاجأة، فنظرت إليها نظرة طويلة  مليئة بالحنان ثم قالت:”المفاجأة هي إقلاعي عن شرب الخمر والسغائر كمرحلة أولى وستتبعها مراحلاً أخرى”، وقفزت الصبية من السعادة ،واحتضنت  امها وامطرتها بالقبلات، وصارت الأم تؤدي فريضة الصلاة وتسأل ابنتها عن مقدار الزكاة، وعما خفي عليها من أمور دينها، وكانت البنت تجيب امها بسعادة بالغة، لكن دوام الحال من المحال، فلم يمض شهراً على تحسن أحوالها، حتى عادت إلى سيرتها القديمة مرة أخرى!! ووجدتها ذات يوم عائدة إلى البيت في الرابعة صباحاً وهى تترنح من الخمر، ومديرة أعمالها تسندها وتمنعها من الوقوع على الأرض، فصرخت فيها والمرارة تعتصرها :”خمراً مرة اخرى”، وأشارت لها مديرة الأعمال بأن تساعدها لإيصالها إلى غرفتها، فردت عليها من انها هي لا تريد مساعدة نفسها فلن يستطيع احداً ان يساعدها،. وبعد قليل دخلت غرفتها مديرة الأعمال وقالت:”أنا أعرف أن حالتك النفسية الآن سيئة، لكن صدقيني هذه أول مرة تعود فيها إلى الخمر منذ الوعد الذي قطعته على نفسها، لقد كنا فى حفل لزوجة نجم من كبار نجوم الصف الأول، وظل ذلك النجم يسخر من اقلاعها عن الخمر، ويقسم بالطلاق أن يحتسي معها ولو كأساً واحدة، وقد رفضت في البداية، لكن كبار المدعوين صفقوا لها بحرارة حتى تشجعت وشربت كأس الويسكي والكأس جر كؤوسا أخرى، صدقيني أمك تتمنى أن تتغير، لذا قفي الى جانبها”.. حاولت  الصبية أن تتشبث بكلمات مديرة الأعمال، وأن تقنع نفسها بأن امها تجاهد نزواتها، حتى كانت سلسلة أفلامها الأخيرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير!!

(يتبع)

عن admin

شاهد أيضاً

ماتت محترقة و برقية كشفت للموس.اد علاقتها بالملك فاروق.. خبايا بحياة كاميليا

رحلت النجمة كاميليا عام 1950، وهي كانت من أصول يهودية، واسمها الحقيقي هو ليليان فيكتور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *