اعداد/ حسانة سليم
فيلم كوميدي بحت بمثابة مشاركة حربية وعملية مخابراتية كبرى منعت العدو الإسرائيلي من تكريس احتلاله بخليج سويس سيناء، في وقت كانت الكوميديا عملا وطنيا يزرع النصر والبهجة بحق في قلوب المصريين، وحينها أصبح المعلم عماشة بطلا قوميا من الرائعة الكوميدية فيلم”عماشة في الأدغال”.. بعد انتهاء حرب يونيو 1967 أصابت النكسة والحسرة قلوب المصريين، ولكن جهاز المخابرات ظل يعمل بكد لاسترداد كرامة الأرض المصرية، حينها كانت إسرائيل في أوج انتصاراتها وكانت تخطط لتكريس احتلالها لأرض سيناء عن طريق البحث عن البترول في خليج السويس بسيناء، وقامت بالفعل بالتعاقد على الحفار “كنتينج” والذي كان من المقرر خروجه من كندا ليتوجه إلى مصر عن طريق ساحل العاج “كوت ديفوار حاليًا”.
ولكن المخابرات المصرية قامت بتدبير خطة لم تخطر على بال أعظم مفكر بإسرائيل، حيث أرسلت إلى المخرج العظيم محمد سالم مبتكر الفوازير الرمضانية ومكتشف ثلاثي أضواء المسرح، وطلبت منه التجهيز لفيلم يتم تصويره في غابات أفريقيا تحديدًا في ساحل العاج، حتى يتخفى رجال المخابرات المصرية وسط طاقم العمل الفني لهذا الفيلم ويتسنى لهم إتمام مهمة تفجير الحفار “كنتينج”، وبالفعل نجحت الخطة وكان الفيلم الكوميدي الذي حقق أعلى نسب إيرادات تصل الى ألف جنيه في اليوم الواحد في سابقة لم تحدث في تاريخ السينما المصرية من قبل “فيلم عماشة في الأدغال”، الذي ضم طاقم عمل من أنجح فناني مصر وكان بطله الرئيسي المعلم عماشة الذي جسد دوره الفنان الراحل محمد رضا وشاركه الراحل فؤاد المهندس و صفاء أبو السعود.
سافر طاقم عمل فيلم “عماشة في الأدغال” إلى ساحل العاج لتصوير مشاهده، ولأن هذه البلدة تعتبر من اهم غابات أفريقيا فكان يجب أن تصاحب فريق العمل هذا سيارة مؤهلة بشكل تام للسير في مثل هذه الطرق المتعرجة والوعرة المليئة بالحشائش والأشجار، لذا ظهرت معهم خلال أحداث الفيلم السيارة الأشهر في غابات العام ذات الهيكل الشرس الشبيه بالسيارات الحربية و أسطورة صناعات قوة الدفع الرباعية ” لاند روفر”.. من المتعارف عليه أن اول من خاض مجال صناعة السيارات ذات قوة الدفع الرباعية كانت الشركة الأمريكية جيب JEEP في العام 1941، وظلت تحتل صدارة السوق العالمية للسيارات رباعية الدفع، إلى أن جاء العام 1948 وانقلبت الموازين وجاءت الشركة البريطانية LAND ROVER التي بدأت قصتها في هولندا تحديدًا في العاصمة أمستردام في أشهر معارض السيارات هناك، وأصبحت منذ ذلك الحين أسطورة ووحش صناعة السيارات رباعية الدفع.
خذت إصدارات الشركة البريطانية لاند روفر LAND ROVER شهرة كبيرة وحققت انتشاراً واسعًا في دول الشرق الأوسط حتى أصبح أهم سوق لبيع إصدارات هذه الشركة، ويرجع ذلك لطبيعة الطرق الوعرة والمتعرجة والصحراوية في كثير من دول الشرق الأوسط، وعلى الرغم من ان LAND ROVER مستوحاة من الإصدار الحربي JEEP WYLLIS إلا انها ميزت نفسها حيث أصبحت أول سيارة مدنية رباعية الدفع وذات هيكل خاص بها مختلف عن تصميم السيارات التقليدية وعن السيارات الحربية.. ظهرت السيارة LAND ROVER لاند روفر، برفقة أبطال فيلم “عماشة في الادغال” من الطراز LAND ROVER SERIES 109، الذي تم طرحه بنسختين منه ذات الأربعة أبواب و الأخرى ثنائية الأبواب، وتوفرت هذه السيارة بعدة إصدارات من المحركات، أولها محرك مكون من 4 أسطوانات بسعة 2.25 لتر، وآخر من 6 أسطوانات بسعة 2.6 لتر، وثالث من 8 أسطوانات بسعة 3.5 لتر، واتصلت جميع محركاتها بناقل حركة يدوي الأداء من 4 سرعات.
يُذكر أنه كان قد شارك بطولة فيلم عماشة في الأدغال مجموعة من كبار نجوم الفن، يأتي من بينهم “محمد رضا، فؤاد المهندس، صفاء أبو السعود، سيد زيان، نبيلة السيد، إبراهيم سعفان، عبد السلام محمد، سيف الله المختار، سهير زكي، نجوى فؤاد، سيد إبراهيم “، ومن تأليف وسيناريو وحوار عبد الرحمن شوقي، و إخراج محمد سالم، وتم تصوير هذا الفيلم في العام 1968 ولكن تم عرضه لأول مرة بدور العرض السينمائية في 6 نوفمبر من العام 1972