الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
كتب/ زاهي حميّد/ تصوير وتحقيق/ حسن الخواجة(بيروت)
عبدلله حمصي او أسعد او دويك صاحب الأعوام السبعة والثمانين والذي عرفه اللبنانيون منذ أن عرفوا شاشة التلفزيون، من خلال ستة عقود أمضاها ما بين المسلسلات والأفلام والحلقات التلفزيونية.
أسعد الشخصية الطرابلسية المحببة إلى قلوب المشاهدين من خلال أعمال راسخة في الوجدان اللبناني مثل ” بنت الحارس، الليل الأخير، عودة البطل,بونجور بيروت، مزرعة الفرح، مالح يا بحر،، انسى همومك، الليل الاخير، سفربرلك، غيتار الحب، ايام اللولو، سيارة الجمعية، الزمن دولاب، الدنيا مسرح، دويك، المرمورة، لمن يغني الحب، صح النوم، حبي الذي لا يموت” وغيرها..
هذا طبعا بالإضافة لكونه عضو أساسي في فرقة أبو سليم التي شهدت إنتشارا” واسعا وكانت حجر أساس للكوميديا في لبنان..بعد كل هذه السنوات من العطاء الفني والأعمال التي لا تعد ولا تحصى، تخال أسعد يعيش في منزل كبير يرتشف قهوته في حديقته الجميلة محاطا” بالأهل والأصدقاء ومن يخدمه في أيامه الأخيرة..
هذا ما نخاله أو ما نتمنى أن يكون الحال عليه بعد كل تلك السنين، ولكن للأسف فلا وجود لكل هذا…فإن هذا الفنان الكبير هو اليوم طريح الفراش،أنهكه العجز والمرض، يقضي نهاره وحيدا” في بيت متواضع في طرابلس لا أحد معه سوى زوجته التي تقضي وقتها بين زوجها المريض وبين دكان صغير تحاول تأمين لقمة العيش من خلاله علها تستطيع أن تعيش أيامها الباقية، برفقة أسعد بكرامة يمتلكانها ولكن يفتقدها الكثير من أصحاب السلطة الذين يتركون أسعد وغيره من كبارنا يموتون في كل يوم ألف مرة..
لظروف والأوضاع الإقتصادية المتردية والحروب لم تسمح لأسعد ولا لغيره من كبارنا أن يجمعوا أموالا” تعينهم في عجزهم فهو بالكاد يستطيع تأمين ثمن دوائه وقوت يومه ولا من معيل أو دولة تسأل…ولم يحظ أسعد بأي تكريم يليق به…
elmaw2a3,net ينقل لأسعد الامانة من “الأيادي البيضاء”
لقد قام اـelmaw2a3.net بشخص الزميل حسن الخواجة بزيارة أسعد للاطمئنان على أوضاعه بعد ان علم انه مصاب بوعكة صحية المستشفى، لا سيما وان الزميل الخواجة دائم الاطمئنان والسرال على اسعد، وسبق أن زاره أكثر من مرة في منزله، كما أجرى معه حواراً صحفياً نُشؤ في الـ ثمةشص2ش3 قبل ثلاث سنوات..
وقد سلّم الزميل حسن عربون تقدير واحترام للكبير عبدالله الحمصي من أصحاب الأيادي البيضاء ،الذين يحبون أسعد ويقدّرون قيمته الفنية، ولكنهم رفضوا الإفصاح عن هويتهم، وقد سعت في هذا الأمر مشكورة الإعلامية القديرة ماتيلدا فرج الله، بطلب من رئيسة تخرير الموقع الكاتبة الصحفية ابتسام غنيم.
رغم ألمه ووضعه الصحي الصعب استقبلنا أسعد مبتسماً مرحّباً، كما عادته ولم يغب عن باله أن يحدّثنا عن ذكرياته مع العمالقة مثل الشحرورة صباح وفيروز كما ذكر معظم الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها..
عبدالله الحمصي ليس الفنان الوحيد الذي يعاني ولن يكون الأخير حيث تطول لائحة الفنانين الذين لم يجدوا معيلاً لهم في أيامهم الأخيرة في دولة مهترئة لا وجود فيها لأدنى بديهيات العيش بكرامة ولا لضمان شيخوخة أو حتى تقدير لمن أفنَوا عمرهم لتقديم فنّ راقٍ ما زلنا نشاهده ونستذكره حتى اليوم..
اطال الله بعمر «أبو رشيد» فنان الشعب اسعد الذي افنى عمره بالفن بكل صدق وطيبة، وهو يعي تماماً ان الفن لأمثاله لا يجني ثروة بل تاريخاً واصاله وابدعاً وقيمة فنية ترسخ بالوجدان وسمعة طيبة تدوم على مر الزمن.
