الإثنين , نوفمبر 25 2024

تجسدان معنى الشرف والكرامة والاستغناء.. الست نعيمة ورشا ابنة سامي العدل ما هي قصة كفاحهما؟

كتبت/ منى عشماوي(القاهرة)
هما نموذجان يجسدان معنى كلمة استغناء ,سيدتان رغم اختلاف كافة الظروف بينهما الا أن ما جمعهما هو الاحساس بالعزة والكرامة والعمل بجهد، في هذه الحياة التي لم تكن سهلة على أي منهما فكانت لكل منهما قصة رصدت بمحض الصدفة، لم تبحث عن بروباغندا أو تصفيق الجمهور، لأن لكل واحدة منهما  ببساطة حكاية صادقة عادلة، قصة حياة التقطها الناس للحديث عنها وتداولها المجتمع بين كل قصص النساء المحترمات في هذه الدنيا ..
كلتاهما أم وجدة ورغم ذلك لم تبخلا على نفسيهما من الحلم مجرد الحلم، بأن الدنيا ستكون غدا أفضل وأن القدر وان رضيا به لكنه سيبتسم لهما ذات يوم !هن المستغنيات العفيفات صاحبات غنى النفس اللاتي يستحقين كل تقدير واحترام وماهما الا نقطة بسيط بين سيدات وبنات مصر اللاتي يضربن مثلا كل يوم في العفة والكرامة والرضا بعيدا عن الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي .. وليس من قبيل الصدفة أن يكون يوم الشهيد في مارس شهر المرأة ,أليس كل بطل دفع دمه فداء للوطن ومن أجل عزة وكرامة وشرف نساء هذا الوطن ..
الست نعيمة
قصتي الأولى عن الست نعيمة التي شاء القدر أن تجدها عيون الكاميرا أمام منزلها وهي تقوم برص أرغفة الخبز كما اعتادت أمام المنزل حتى يجدها الجعان فيشبع .. كل يوم تخرج الست نعيمة منذ الصباح الباكر في عز برد قارس أو حر مزمهر ليست مشكلة بالنسبة للسيدة ذات الثمانين سنة لتأخذ بيدي ابنها (مينا) الذي جعلته الحياه الابن الأخرس الأعمى.. كل يوم توصله الى عمله ثم تعود تتذكر أرغفة الخبز التي ترصها على صندوق صغير أمام منزلها تلتقطها سيدة جائعة أو طفل جائع !عندما سألتها لماذا ترص العيش للفقراء أجابتني لأني شاهدت ناس غلابة كانت تبحث عن لقمة عيش من القمامة فقررت بيني وبين الله أن أعطيهم الخبز النظيف الصابح كل يوم ورغم ان حصتي من التموين لا تتعدى خمس أرغفة الا أنني أشتري العيش وأخذ ما يكفيني والباقي لربنا !وتكمل الست نعيمة :”أنا لو أقدر أساعد بأكتر من كده مش هتأخر “.
الاعلامية منى عشماوي والست نعيمة
الست نعيمة اذا شاهدت منزلها والحي البسيط المتواضع  الذي تسكن فيه بالجيزة، لن تصدق أن هذه السيدة التي شاء القدر أن تلتقطها عدسة برنامج يعرض عليها ثلاثة الاف جنيه لتسأله السيدة نعيمة “هو مش فيه ناس غلابة أكتر مني محتاجين الفلوس دي ؟”، ليرد المذيع “ولكن أحنا عاوزين نديكي الفلوس دي” .. ترد الست نعيمة :”لكن أنا عندي معاشي ومكفيني !”(تقصد هنا معاشها من زوجها المتوفي الذي كان يعمل في الشرقية للدخان ) وفي النهاية الست نعيمة ترفض الفلوس وتقل للمذيع شوف حد غلبان اديله الثلاث الالاف جنيه !تخيل ست مستوره ترفض الفلوس وانت تتخيل تذكر كم غني غناءا فاحشا وممكن جدا يسرق ماليس له من الناس مستحلا أموالهم !انتظرت الست نعيمة 12 سنة حتى أنجبت ابنها مرقص وبعده مينا الذي بالنسبة اليها هو معجزة من السماء تثبت كل يوم مع صبرها وخدمته له معنى الرضا بالقضاء والقدر أيا كان !تظل الست نعيمة تكافح في الحياة راضية بما قسمه الله لها لديها خمس أحفاد في سنوات التعليم المختلفة تعلمهم جميعا معنى تقديم الخير والعطاء والصبر والعزة والكرامة وعيش الحياة بشرف ورضا ..
رشا ووالدها الفنان سامي العدل
القصة الثانية التي أقصها  هي قصة رشا سامي العدل ابنة الفنان الراحل سامي العدل، والتي أرادت أن تكسر كل طوق عن نظرة الناس لها وكيف أنها ابنة ممثل مشهور ومن عائلة فنية كبيرة تخرج عن مألوف العائلة لتتجه الى صنع المأكولات والحلويات في منزلها، وتقوم ببيعها من خلال مطاعم وكافيتريات أصدقاء لها الا أن مافعلته رشا وجد رد فعل متباين في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ظنا من البعض أن رشا لديها ظروف مالية صعبة اضطرت معها للعمل في بيع الطعام !
رشا في طفولتها مع والدها الفنان الكبير
تحكي لي رشا سامي العدل وتقول : :”صعب قوي أن الناس تربط ان علشان بابا فنان كبير وأنا بأشتغل في بيع المأكولات يبقى محتاجه فلوس ! ده مش شرط والشغل مش عيب وأصبح العمل والانتاج المهني هو توجه من الدولة ومن الرئيس ان الناس تحاول تنتج علشان كده فكرت أن أشتغل حاجه بحبها مثل ستات كتير جدا  النهاردة, أنا في الاصل خريجة ادارة أعمال وقبل كده كنت باشتغل على خيم رمضان، وبيعها يعني أنا أصلا في لاين البيزنس من زمان!
لا أعرف لماذا يهاجموني علشان أنا من عائلة العدل، مبدئيا أنا مستوره وأنا مش غنية ومش طبيعي أن انتظر أن حد يصرف علي وعلى فكرة وحتى بابا موجود وحي أنا طول عمري معتمدة على نفسي وباصرف على عيلتي وأربي أولادي واتعود أهلي علي أن أعرف أقف على رجلي في الدنيا وأكون قوية بمجهودي وشغلي”،
(وتتابع):” أنا بأعمل أكل من البيت ورحت عند ناس أصحابي في دهب في كافيه طلبوا مني أجيب حلوياتي وأكلي علشان الناس تجرب والحمدلله الناس عجبها الاكل ، أنا من فترة كنت باشتغل في الأكل البيتي وأضفت للموضوع حلويات خفيفة وحطيتهم في علب بلاستيك وقلت أوزعهم على أصحابي وأنا ماشية في الطريق صادفت حد من أصحابي على موتوسكل وطلعت لايف معه وجرب الحلويات اللى باعملها، وكنت مبسوطة بنفسي ,من انزعجوا هم متخيليين أني عويلة ولازم حد يشغلني ,كان هناك هجوم جامد جدا علي وقلت لهم ياجماعة أنا عندي نقابة المهن التمثيلية من يريد أن يسمع كلام  الحق يقول لي نقابتي ليه مش بتشغلني مش أهلي”..(وتضيف) “الطبيعي ان النقابة مسؤولة عني وتشغلني وللأسف بقى موجود الشللية والصحوبية في كل حته وممكن جدا حد يدخل لغريب  علشان يشتغل وحد مايدخلشي للقريب !وهقول الحق مفيش حد من أهلي لما حصلت الضجة دي حولي  الا واتصل بي وجدت كل أهلي كلموني  وعرضوا علي المساعدة لكن أنا فعلا فرحانة بنفسي وفخورة بكل اللي بأعمله  وعلى فكرة ابني  بيشتغل مع ال العدل ومفيش أي مشكلة خالص، سأستمر في عملي الذي أحبه وأشتغل بكرامتي وفيه ناس كتير بتشتغل من بيوتها في الأكل وأون لاين وفي الشارع فيه بنات وستات بتيبع الاكل وكل حاجة سواء ملابس ومشروبات وخضراوات”.
تعمل بفخر
(وتضيف):”حاليا أنا أعمل على مشروع مهم جدا هيوفر المساعدة لكل من يريد فتح مشروع صغير وسأقف بجانب كل من يحتاجني وهو جدير بذلك وصادق فيما يريد  حتى يقف على رجليه، أنا أم لمحمد وحبيبة ولدي حفيد واحد حمزة عنده ثلاث سنين ومحمد مساعد مخرج حاليا في مسلسل من انتاج ال العدل.. أنا عاوزة أعتمد على نفسي وأشتغل حاجة بحبها وأمنية من أمنيات حياتي أن أساعد الناس كلها وأوفر فرص عمل لمن يريدها والفترة الجاية أنا هشجع كل من تخاف أو يخاف من الناس ومنظره أمامهم ويشعر بالخجل أنه لو اشتغل أي شغل بسيط أن من حوله هينظروا له نظرة دونية !أنا عاوزة أقول لكل واحدة مكسوفة ومحتاجة للشغل، انزلي اشتغلي والشغل طول ماهو بالحلال والشرف مفيش حاجة فيه تخجلك، ومصر تحتاج النهاردة لكل يد تبني وتنتج وتشتغل ولا يخجل الانسان من نفسه، الا لو كان عاله على غيره أو عالة على المجتمع”.
رشا سامي العدل

شاهد أيضاً

رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسين فهمي:”متضامنون مع الشعببين الفلسطيني واللبناني، ومن حقنا أن نبرز قضايانا للعالم من خلال المهرجان”

النجم #حسين_ فهمي_ رئيس_ مهرجان_ القاهرة_ السينمائي_ الدولي في دورته الجديدة التي ستقام بين 13 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *