حوار/ ايناس الشامي
بدايتها من تلفزيون لبنان،ثم انتقلت الى الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج، وكتبت في شؤون الفن والمجتمع والثقافة في عدد من الصحف اللبنانية والعربية..قدّمت برامج إذاعية وقامت بإعداد العديد من البرامج الفنية والاجتماعية في أكثر من محطة تلفزيونية..متزوجة من الإعلامي اللبناني جوزيف طوق و ام لولدين…انها الإعلامية اللبنانية رنا اسطيح التي معها هذا اللقاء الحصري.
* الإعلامية اللبنانية رنا اسطيح عرفينا عن نفسك…
– بدأت مشواري في عالم الصحافة منذ أيّام الدراسة الجامعية. البداية كانت في تلفزيون لبنان حيث اكتسبت خبرة مهمّة في أصول العمل التلفزيوني، قبل أن الانتقال الى الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج. وأشعر اليوم بالرضا والسعادة لتنوّع مشواري الإعلامي على مرّ أكثر من 15 عاماً ما بين الاعلام المكتوب والمقروء والمسموع. فقد عملت على إعداد مجموعة كبيرة من البرامج التلفزيونية ولعلّ أبرزها كان برنامج “حديث البلد”، عبر شاشة الـ “ام تي في”. كما أن لي مقالات فنية، ثقافية ونقدية منشورة في عدد من الصحف اللبنانية والعربية. أما العمل الإذاعي فقد خضته من خلال عملي لنحو سنيتن في الإذاعة اللبنانية وهي تجربة لها خصوصية كبيرة عندي وأعتزّ بها.. (وتضيف) بعد أكثر من عقد من الزمن من العمل في كواليس إعداد البرامج التلفزيونية والصحافة المكتوبة، انتقلت مؤخراً الى أمام الكاميرا، حيث أقدّم حالياً فقرة “سبوت لايت” الفنيّة المنوّعة، ضمن برنامج MTV alive الصباحي عبر شاشة “أم تي في”، كما أنني أقدّم برنامجي الخاص بعنوان “ما بتقطع” بشكل أسبوعي عبر منصّة “هنا لبنان” وأتناول فيه، أبرز أخبار النجوم، القضايا الفنية والثقافية الجدلية وآخر أخبار السوشال ميديا، بإطار نقدي موضوعي.
* كيف توفقين بمهامك كونك أم، ربة منزل، زوجة وإمرأة عاملة؟
-لقد مرّت فترة في حياتي، كنت أعمل خلالها أكثر من 14 ساعة في اليوم. مسألة تنظيم الوقت ليست سهلة بالنسبة لي لأنني أجد نفسي دائماً أمام مسؤوليات متعدّدة وعلى أكثر من صعيد، كما أنني شغوفة جداً بالعمل ولا أقبل إلا بتقديم مستوى احترافي متقن في كل ما أقوم به وهو ما يتطلّب جهداً ووقتاً مضاعفين. بالطبع العائلة هي أولوية بالنسبة لي وعلى أساسها أقبل أو أرفض عروضاً مهنية أتلقاها بين الفترة والأخرى، لأنني أحرص على التوفيق بين الاثنين. ولا أعتقد أن عملي يقف في طريق مسؤولياتي كأم لا بل على العكس هو يكمّلها ويقوّيها، فبدلاً من أن أحدّث ابنتي عن أهمية العصامية والاجتهاد والطموح، أظهر لها ذلك من خلال ما أقوم به وأعلّمها ألا تستسلم للصعاب وأن تكون قويّة ومستقلّة ومليئة بالأحلام والطموح والشغف. دورنا كنساء لا يقتصر على الأعمال المنزلية، فهي على الرغم من أهميّتها، ليست وحدها المطلوبة منّا. لا بل يجب أن نبذل جهوداً مضاعفة لترتيب أولوياتنا المهنية أيضاً تماماً كما نهتم بترتيب منازلنا وغرف جلوسنا وثياب أولادنا. المجتمع لا يجعل هذه المهمّات سهلة بالطبع، فنحن نواجه يومياً أشكال مختلفة من التنميط والتحجيم وتحطيم الأحلام وقص الأجنحة من قبل مجتمع ذكوري يسعى بأشكال مختلفة لوضعنا في علب نمطية صغيرة تخدم هيكليته وتعزّز سلطته الأبوية، ولذلك نجد أنفسنا دائماً في حرب ربما لم نخترها ولكننا خلقنا لخوضها من أجل إثبات أنفسنا كأفراد ومن أجل توظيف طاقاتنا بما يخدم تطلّعاتنا وأهدافنا. والهدف بالنسبة لي واضح، أن أوفّق بين نجاحي في المنزل ونجاحي في المهنة ولهذا أحارب يومياً من أجل نفسي ومن أجل عائلتي.
* برأيك من هي مقدمة البرامج الأولى في الشرق الأوسط؟
-لا أؤمن بالمراتب الأولى ولا بالألقاب المكرَّسة، ولذلك لا أرى أن هناك إعلامية واحدة تستحق لقب أفضل مقدّمة برامج في الشرق الأوسط، فالتجارب الناجحة متعدّدة وتقترن بأسماء عديدة، ولكن ربما هناك أسماء تلفتني أكثر من سواها. أحبّ مثلاً أسلوب وفاء الكيلاني في البرامج الفنية الحوارية لأنها تعتمد غالباً على المقاربة السيكولوجية لخرق دفاعات ضيفها وحضّه على البوح، كما تلفتني منى الشاذلي التي تعرف كيف تخلق في برامجها مناخات مناسبة، تقرّب المسافات بينها وبين ضيفها وجمهور الشاشة. تلفتني الإعلامية رابعة الزيات بحضورها الراقي على الشاشة ومنى أبو حمزة باطلاعها ومقاربتها الإنسانية للمواضيع، كما أحب ريما كركي وناديا بساط وكارين سلامة التي برعت كل منهن في مجالها واستطاعت أن تصنع هوية خاصة بها … وفي البرامج السياسية أنا معجبة بالإعلامية اللبنانية جيزيل خوري فهي سيدّة الحوارات السياسية وتقارب ملفاتها دائماً بمعايير مهنية عالية ومعجبة أيضاً بإعلاميات قد يكنّ غائبات حالياً عن الشاشة ولكن كان لهنّ تجربة مهمّة فيها أبرزهن سعاد قروط العشّي التي أعشق حضورها ورقيها ومها سلمى صاحبة الحضور العفوي المحبب ومي متّى التي كانت مشعّة ببساطتها وقربها من الناس وسرعة بديهيتها.
*أين ترين نفسك خلال بضعة أعوام؟ ولو لم تكوني مقدمة برامج ما كانت ستكون مهنتك؟
-لا أجد نفسي سوى في مجال الاعلام فهو شغفي الأكبر وأنا أعشق مهنتي على الرغم من كل الصعوبات التي نواجهها اليوم في لبنان والتي تضعنا أمام مسؤولية ملحّة وربما أكثر من أي وقت مضى وهي أن نقول الحقيقة ونكون أمناء في نقلها وفي نقل صوت الناس وتطلّعاتهم على مختلف الصعد. وأنا لا أستعجل الخطوات بل أجد نفسي منفتحةً على الفرص التي تساعدني في التقدّم في مهنتي بإيقاع هادئ وإنما واثق. لذلك أستمتع بما أقدّمه اليوم على الشاشة ولا أستخفّ بمادتي ولا بمن يتابعني وأتطلّع إلى المستقبل وأتمنى أن تسنح لي فرصة تقديم برنامج تلفزيوني خاص بي أوظف فيه طاقتي وخبرتي الطويلة في مجال العمل التلفزيوني.
*من قدم لك الدعم في مسيرتك؟
-أشعر بالامتنان لكل شخص آمن بي وشجّعني سواء من العائلة والأصدقاء وأوّلهم أمّي ملهمتي ومصدر قوّتي. كما أنني أعتزّ بدعم عدد كبير من الزملاء الذين لطالما تبادلت وإياهم كل التقدير والاحترام وأوّلهم الإعلامي إيلي أحوش الذي أفتخر بصداقته ومهنيته وأخلاقه العالية. وعلى الصعيد الشخصي، زوجي ورفيق أحلامي، جوزف طوق، هو السند الأكبر والداعم الأوّل لي وهو مصدر إلهامي بنجاحه وحكمته وإنسانيته.
* ما هي نصيحتك الى المرأة؟
-للمرأة أقول كوني حرّة، كوني أنتِ وثقي بقدراتك وطموحك وأحلامك ولا تستسلمي. لا يمكنني ان أنصحها بغير ذلك فلا سبيل للنجاة أمام النساء سواء أنفسهن وتضامنهنّ مع بعضهنّ. المرأة ليست نصف المجتمع ولا نصف العائلة ولا نصف الحبّ، بل هي الحياة بحدّ ذاتها شأنها في ذلك شأن أي انسان ذكر أو أنثى، لان كل شخص فينا هو بطل في قصّة حياته الشخصية وقادر أن يلعب دور البطولة هذا على أكمل وجه إن تحلّى بالشجاعة الكافية ليكتب قصة حياته بما تمليه عليه أحلامه. صحيح أن في شرقنا التعيس هذا ما زالت المرأة بعيدةً جداً عن التمتّع بالحدّ الأدنى من حقوقها البديهية، وهذا حال المرأة في كل مكان وإن بنسبٍ متفاوتة، ولكن الاستسلام ليس خياراً متاحاً أمامها وعليها أن تستمرّ بمشوار نضالها الحقوقي مهما كانت الأثمان غالية وأن تحصّن نفسها بالعلم والطموح والاجتهاد فهذا طوق النجاة الوحيد. ويبقى الأمل في النماذج المشرقة للنساء الرائدات من مختلف أنحاء العالم وفي مختلف المجالات لتشكّل قصص نجاح ملهمة تثبت أن المرأة متى شاءت استطاعت.
*هل يمكن أن نرى رنا في مجال التمثيل يوما ما؟
لا يمكن أن أفعل ما انتقد سواي على فعله. فلسنوات طويلة رفعت الصوت ضد الدخلاء في مجال التمثيل وإعطاء الأولوية للحسناوات على حساب الأكاديميين والموهوبين وأبناء المسرح. وقد سبق وعُرض عليّ الموضوع من قبل أحد المنتجين اللبنانيين ولكنني اعتذرت في حينها لأنني لطالما حملت هذه القضية في مادتي الإعلامية واليوم إن كنّا نشاهد نهضةً معيّنة في مجال الدراما اللبنانية، فهي تعتمد بشكل أساسي على الاستعانة بالممثلين المحترفين الذين أثبتوا أنهم قادرين على النهوض بالدراما المحليّة وتعزيز قدرتها التنافسية عربياً لا سيّما إن توفَّر الإنتاج الواعي والمثقف الذي يستثمر في المواهب الحقيقية وليس فقط في الأرقام التجارية. ولكنني لا أخفي عليك أن جرعة الأدرينالين التي تمنحني ايّاها مشاهدة أداء تمثيلي متقن لا أجدها في أي مكان آخر. وفي حين افتقدت الناس للسهر والمطاعم في فترات الاقفال العام، كنت أنا في المقابل أشعر بنقص كبير بسبب إقفال المسارح وحرماني من هذه المتعة الخاصة جداً التي كنت أجدها في متابعة الأعمال المسرحية. قد أتشجّع يوماً ما وألتحق بصفوف خاصة أو ورشات تدريبية على التمثيل، ولكنني لن أدخل المجال إلا من باب احترافي..
* كلمة أخيرة..
-أنا سعيدة بما أقدّمه حالياً وأسعى يومياً الى تطوير نفسي في مجال العمل التلفزيوني والصحفي، وأتمنّى أن تلقى المادة التي أقدّمها إعجاب الناس واستحسانهم وأن أبقى على قدر المسؤولية.. وأود أن أتوجّه لك ولقرّاء elmaw2a3.net بكل الشكر والتقدير.