محمد زكي/ القاهرة
مرت علاقة الفنان أنور وجدي وفيرجينيا السينما المصرية ليلى فوزي بالكثير من المراحل من حب وحزن وألم وفراق سببه الموت، وكانت أشهر قصة حب درامية مرت على الوسط الفني.. بدأت العلاقة عندما كانت ليلى فوزي، وعمرها 16 عامًا آنذاك،تمثل فى فيلم “من الجاني” ووقع أنور وجدي في غرامها، ولكنه لم يصرح لها لأن والدها كان دائمًا بصحبتها، كان ينظر إليها طويلًا ويشيد بأدائها بشكل دائم، ويهتم بكل ما يمت لها بصلة.. وذهب أنور ذات يوم لوالدها لطلب يدها منه لكن والدها قال له: ابنتي ليست للزواج، وكرر وجدي إلحاحه على والدها، ولكن الرد كان أنها صغيرة فى السن، ورد عليه أنور: “أنا لا أريد الزواج منها الآن إنما بعد عامين أو ثلاثة”، فاضطر والدها لأن يتحدث معه بقسوة وقال له: “أنا لن أزوجك ابنتي أبدًا فأنا أسمع عنك إنك لعبي بتاع ستات وكل شوية مع واحدة وابنتي صغيرة لن يصلح معها ذلك”، وقتها غضب وجدي ورحل.
وتزوجت ليلى من شخص يكبرها بـ30 عامَا وهو الفنان عزيز عثمان، ولكن سرعان ما جرى طلاقهما، والتقت بأنور وجدي مرة أخرى عام 1954 لتصوير فيلم “خطف مراتي” وهنا طلب منها أن تسافر معه في رحلة علاجه إلى فرنسا، فوافقت وبمجرد وصولهما إلى باريس تم زواجهما هناك عام 1954، ولكن الزواج لم يدم سوى 4 أشهر، حيث اشتد المرض على أنور وسافر إلى السويد للعلاج.
ورغم اشتداد المرض على “وجدي”، إلا أن “ليلى” تمسكت بالأمل في إنهاء علاجه وشفائه وانقطعت عن العمل وعن الجميع، ومنع الأطباء دخول أي أحد عليه فوضعت كرسيا خارج غرفته لتجلس وتنام عليه”>>وصرحت ليلى فوزي خلال لقاء معها قائلة: “الأطباء المصريون قلقوا جدا على أنور وجدي وشعروا أنه يعيش أيامه الأخيرة لكنهم أيضًا تمسكوا بالأمل في علاجه فأجروا اتصالات واسعة بأوروبا وعرفوا بوجود طبيب في السويد اخترع جهاز غسيل الكلى وكان الجهاز الجديد الموجود في السويد هو الأول من نوعه في العالم، أجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي، ولكنها لم تفلح في إنقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء أنه لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، فقد بصره وساءت حالته، لترجع به جثة هامدة”.
ولم يعرف أحد سوى ليلى فوزي أن أنور وجدي أصيب بالعمى بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى استكهولم وهو يرقد على فراش المرض، وقضى أيامه الأخيرة في الحياة في شبه غيبوبة، ورغم ذلك فلم يكن يتصور أنه سيموت بعيدًا عن الوطن.
وعن تلك اللحظة التي كانت من أصعب اللحظات في حياة ليلى قالت: “كانت من أصعب الساعات في حياتي على الإطلاق أن أعود على طائرة واحدة مع أنور وجدي وهو جثة، وعشت في انهيار تام فالرجل الذي أحبني وأحببته مات، عندما امتدت يدي لتمسك بيده وهو يحتضر، وهمست له: “أنا هنا”، فرد أنور “حاسس إني دلوقتي أول مرة أحب بجد”.ويرحل أنور وجدي عن الحياة التي أحبها، ولم يتبق منه سوى نعش تصطحبه معها ليلى فوزي في رحلة حزينة إلى القاهرة ليشيع الآلاف من معجبيه جثمانه..
كواليس الجنازة
أهم ما حصل في جنازته في شهر أيار\مايو عام 1955: كان فى استقبال الفقيد في المطار 300 فنان وفنانة وقد علا صوت البكاء عندما وقعت الأنظار على أرملته ليلى فوزي..أعد المنزل رقم 118 في شارع فؤاد الأول لاستقبال السيدات وهو منزل زوج شقيقة الفقيد.. كانت بداية الجنازة أمام جامع الكخيا ونهايتها أمام البنك الأهلي، وامتلأ شارع قصر النيل بعدد لم يسبق له نظير فى جنازة فنية.أغمي على أرملة الفقيد ليلى فوزي عندما أصرت على التوجه إلى المقبرة، ولم تعر اهتماماً للنصيحة بألا تذهب إلى الدفن، وقد اضطرت السيدة شقيقة الفقيد للعودة بليلى إلى المنزل لإسعافها.لم تشارك أمينة رزق في الجنازة لأن أعصابها لم تكن تقوى على مشاهدة المناظر المؤلمة. ولكنها ما كادت تعلم بإغماء ليلى فوزي حتى أسرعت إلى منزلها للاطمئنان عليها..صاحب الراحل إلى مثواه الأخير كل من تمكن من الذهاب، لأن حركة المرور أعاقت الكثيرين عن متابعة السير إلى المقابر.