حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
بات اسم ماريتا الحلاني من أبرز اسماء النجمات الصاعدات بقوة في التمثيل الدرامي، وهي من حيث الشكل تجمع بين الجاذبية والبراءة في آن، وفي التمثيل بيّنت ذكائها بأختيار الادوار التي تناسبها سناً وشكلاً ومضموناً، كما انها تعمدت ان تصعد سلم النجومية درجة درجة ليقينها من ان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة.. وماريتا هي فنانة شاملة كونها تملك الصوت الجميل وتكتب الاغاني وتُجيد التلحين ومستمعة متمرسة وذواقة للموسيقى، هذا بالاضافة الى عشقها للتمثيل، ومن هنا نجد كيف ان تلك الصبية الصغيرة قادرة ان تقدم لنا عملاً غنائياً وبالتالي دوراً درامياً فيه انفعالات وتحولات، ما يعني انها تبشر بمستقبل نجمة حقيقية في السنوات القليلة المقبلة.. مع العروس الحلوة ماريتا كان هذا الحوار العفوي مثل شخصيتها تماماً فألى مجرياته.
*بيرلا الى أي مدى تشبه ماريتا؟
-ظروف بيرلا مختلفة كلياً عن ظروف ماريتا الحياتية، لكنها تشبهني من حيث الهدؤ والطيبة ومحبة الناس وتمسكها بالعائلة وثقتها بالمحيطين بها..(وتتابع) لكني كماريتا لا أنخدع كما حصل مع بيرلا، علماً انه يوجد اشخاصاً كثر قد يمثلون علينا الحب والمودة ويتقنون النفاق، لكن “حبل الكذب قصير”، ومهما انطلت الحيل على الآخر، لا بد أن تنكشف.. كلنا نمر بقصص وعقبات لكن لا نلبث أن ننساها.. وبيرلا أكلت الضرب لكن بالنهاية ظهرت الحقيقة وعاشت بسعادة واستقرار.
*”عشرة عمر” كان العمل اللبناني الوحيد في رمضان”؟
-صحيح، وقد تم عرضه قبل حلول الشهر الفضيل بأسبوع على “الجديد”.. ومن ثم عرض ثانية على الـmtv ونال استحسان المُتلقي.. العرض الاول كان في زحمة الماراتون الرمضاني ومع ذلك كثر تابعونه لانه عُرض قبل السباق الدرامي الرمضاني.
*لكن اقلاماً كثيرة غيّبت الكتابة عن المسلسل؟
-“معك حق”، علماً اني مع النقد البناء الذي يرتقي بالعمل الفني، لكن التغييّب لا أعلم اذا كان مقصوداً أم سهواً، لكن ما يُسعدني من أن الناس شاهدت المسلسل وكثيراً ما التقي بأشخاص في أماكن عدة وينادونني ببيرلا.
*الشبه والانسجام بينك وبين الممثلة بولين حداد التي جسدت دور أمك كان واضحا،ً هل التقيتما قبل التصوير وقمتما بعمل ” بروفة ترابيزة”؟
-بصراحة لا، والمنتج مروان حداد كان مصراً على أن تقوم بولين بدور “كارما” بسبب الشبه الذي يجمعنا، بالاضافة الى انها ممثلة مُتمكنة من ادواتها، كما انها لم تقم بأية عملية تجميل وملامحها طبيعية وانفعالاتها عفوية، وهنا كانت ضربة معلم لاستاذ مروان اذ عرف انتقاء الادوار للشخصيات التي في العمل حيث ضم مجموعة من الممثلين اللبنانيين، وكلنا كنا نعمل بهمة وجهد ليخرج العمل بأبهى صورة..(وتضيف) أعلم ان الانتاج اللبناني يلزمه الدعم الاكبر لكن في ظل الظروف التي نمر بها نشكر شركة ” مروى غروب” لمثابرتها على تقديم دراما لبنانية صرف.
*أول مشهد جمعك ببولين كان مؤثراً؟
-صحيح ، كارما كانت ذاهبة للقاء ابنتها التي قالوا لها انها دانا، لكنها لا شعورياً احتضنت بيرلا من كل قلبها وقبلتها وبكت، لتتفاجأ بالجميع يقول لها ” هيدي مش بنتك” المشهد كان قوياً وشكل صدمة لكل من بيرلا وكارما، اذ بقيتا طوال الاحداث تشعران ان شيئاً ما يجمعهما الى أن بانت الحقيقة.. المشهد بعد ان صورناه تفرجنا عليه كان فيه بكاء وعاطفة ومشاعر مختلطة ومن هنا ترك أثره عند المشاهد.
*كتبت مقالاً عن مدى تشابه الاحداث بين ” عشرة عمر” والمسلسل المصري” جعفر العمدة”؟
-قرأت المقال وبالمناسبة والدتي كانت تشاهد العمل المصري ولفتت انتباهي الى تشابه الاحداث بكلا العملين، ولاني كنت منهمكة بالتصوير وبعدها بتحضيرات زفافي لم أتمكن من مشاهدة “جعفر العمدة” الذي سأبدأ بمشاهدته على اليوتيوب منذ الغد انشألله.. لكن تابعت ما كتب عنه وكيف انه دراما شعبية قوية ونال نجاحاً كبيراً بالوطن العربي واقول لصناع العمل ” الف مبروك”.. (وتتابع) وبالفعل كان يوجد تشابهاً بين العملين وبالتالي الاحداث ومضامين الشخصيات مع فارق من ان ” عشرة عمر” نخبوي و” جعفر العمدة” شعبي، وتوارد الافكار في الدراما يحصل في كل زمان..(تضحك وتعلق) علماً ان مسلسل ” عشرة عمر” عُرض قبل رمضان ما يعني أن التوارد بين الكاتبة لبنى مرواني والمخرج محمد سامي كان واضحاً وبحت صدفة.
*كل السوشيل ميديا كتبت عن “جعفر العمدة” وتحديداً احمد داش الذي جسد دور سيف الضائع من والديه، بينما بيرلا ظُلمت اعلامياً؟
-لدي وجة نظر، اولاً “عجقة” العروض كانت كثيرة ربما قلة قليلة ممن تنبهت للمسلسل مثلك، لكني شخصياً سعيدة بردود افعال الناس لاني اوصلت شخصية بيرلا بأمانة، وانا على يقين من ان المنافسة كانت قوية في رمضان المنصرم لكن ما يسعدني اننا بذلنا مجهوداً وحققنا نجاحاً و”عشرة عمر” عزز مكانته وسط زحام المسلسلات وتم عرضه ثانية.
*انت ديبلوماسية؟
-دائماً احاول الابتعاد عن السلبيات
*الا تؤمنين بنظرية المؤامرة؟
-انا عفوية وبسيطة واتنبه لكل شيء بنفس الوقت، أعلم أن سني لا زال صغيراً، وامامي الوقت الكافي لاقدم الكثير من الاعمال، ولاستغل طاقتي بالغناء والتمثيل لكن بتروي وهدؤ.. وفيما خص ” المؤمرات” كثر يعلقون فشلهم على أن هناك من يحاربهم ويقف عائقاً في طريقهم ، علماً أن الحرتقات موجودة في كل المجالا،ت لكني اؤمن تماماً ان لكل مجتهد نصيب وبالنهاية لا يصح الا الصحيح.
*في ” عشرين عشرين” برعت بدور سعاد المنكسرة ومع ذلك البعض هاجمك وقال أن الدور غير مناسباً لك؟
-صحيح، علماً انه كان شخصية محورية وانا أحببت سعاد بأنكسارها وقلبها التواق للحب وحياتها المليئة بالمشاكل في القبو الذي تعيشه.. كما اني أريد أن أصعد سلم النجاح خطوة خطوة، وليس من المعقول أن اتصدر البطولات من أول عمل.. لذا لا التفت للمهاترات واركز على كل ما هو ايجابي لاني فعلا أريد أن أعزز أسمي أكثر بالغناء والتمثيل.
*ما حكاية فاتن حمامة وشخصية سعاد؟
-(تضحك وتقول) عندما مثلت “عشرين عشرين” البعض شبه شخصية سعاد الخجولة والمكسورة بشخصية لعبتها سيدة الشاشة العربية بفيلم مصري
*اسمه “اليتيمتان” وكان اسم الشخصية سنية وتتعرض للخطف وتُجبر على الشحادة بالطرقات..
-(تضحك كثيراً وتقول) سأتعمد أن اشاهد الفيلم.. انا من محبي الافلام القديمة حيث الزمن الجميل والعصر الاصيل للفن.. كما اني اعشق سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي تُعد من اهم العلامات البارزة في السينما العربية من حيث الذكاء والموهبة لتمكنها من اختيار أدوارها بحرفية شديدة على مدار مسيرتها الفنية.
*الاحظ انك تعتمدين على نفسك كثيراً؟
-من صغري أعشق الفن بكل مجالاته اكتب والحن وأغني وأمثل واقراء كل ما هو يتعلق بالفنون، يعني الثقافة الفنية تعنيني كثيراً وهي من اولوياتي “لانو ما بحب حدا يقول لانها بنت عاصي الحلاني عم تمثل وتغني”.. كلي فخر اني ابنة فارس الغناء لكن بالمقابل أعتمد على نفسي لاثبتها واكون عند حسن ظن والدي الذي هو ناقد لاذع من الدرجة الاولى، وبالتالي للجمهور الذي أولاني ثقته..
*لذا انت مع النوعية على حساب الكمية؟
-بالظبط مضمون الدور وهدفه ورسالته واهميته كل هذا يهمني اكثر من كلمة بطولة، لان العمل القوي والقيم والراقي هو الذي يبقى بذهن الجمهور..
*مع الادوار الشرفية؟
-لازلت صغيرة على أن أقوم بها، لكن لو كان يوجد مسلسلاً ودوري فيه يحتوي على مشاهد “المستر سين” طبعا سأوافق.
*مع الادوار المركبة؟
-طبعا ومؤخراً انتهيت من تصوير مسلسل لبناني سوري بعنوان “نزيف” ودوري فيه مختلفاً كلياً، اذ انه مركباً ويحتوي على تحولات في نفسية الشخصية
*يعني ستتمردين على دور البنت البريئة؟
-اليوم انا في عمر ومرحلة تسمحان لي أن اقدم هذه الشخصيات التي بتنا نفتقدها بالمسلسلات، وطبعا تباعاً لا بد ان أغير من جلدي لان التنوع مطلوب كما ان بداخلي طاقات كثيرة لا بد ان ظهرها بالاعمال الفنية.
*لديك محظورات؟
الفن للفن، لكني كماريتا لدي مبادىء لا يمكن ان أحيد عنها، وفيما خص المشاهد التي تتطلب جرأة لخدمة السياق الدرامي قد استعيض عنها بالايحاء بنظرة عين او لفته ما.. ربما تلك الشروط او المحظورات تقلل من الفرص لكن من يتبع قواعداً وأُسساً في حياته لا يمكن أن يحيد عنها.
*ماذا عن الاعمال الاستعراضية؟
-احبها جداً خصوصاً اذا كانت من خلال مسرح ميوزيكال او فيلم غنائي يحتوي على قصة مميزة.
*اشعر من خلال كلامك بالرضا؟
-الحمدلله راضية الى أبعد حدود عما حققته خلال الثلاث أعوام منصرمة سواء بالتمثيل او الغناء.
*الاعمال التي شاهدتها برمضان؟
-تابعت “النار بالنار” القصة رائعة وكاريس بشار احبها جدا وقدمت شخصية مبهرة، وجورج خباز كان متميزاً، وايضاً ساشا برعت بدورها وفكتوريا كانت قريبة من القلب وطارق تميم كان حالة خاصة بالتمثيل المسلسل ككل كان محبوكاً من كل الحيثيات ، (وتتابع) شاهدت” للموت 3″ وفعلاً كان أكثر من رائع وفيه شخصيات جديدة وتطور قوي بالاحداث .
*مسلسل ” تحت الوصاية” لمنى زكي اثار ضجة وغير بقانون الوصاية لحضانة الارملة لاطفالها؟
-سمعت عن المسلسل وسأشاهده على اليوتيوب ومثل تلك الاعمال احبها واؤيدها لانها هي ثورة بحد ذاتها، ايضا الاغنية احيانا تشكل انقلابا بالمجتمع نحو الافضل، والدراما لطالما كانت من الاساسيات التي تؤثر على الناس، والسينما ايضاً كثيراً ما القت الضؤ على نبض الشارع والمشاكل الاجتماعية او الاسرية، الفن بشكل عام سلاح ذ حدين والفنان الحقيقي هو الذي يختار الحد الذي يسعى للاصلاح والارتقاء
*ماذا عن السير الذاتية؟
-احبها جدا شاهدت عمل عن داليدا وايضاً عن الليدي ديانا، كما اتابع كل الاعمال الوثائقية.
*الشخصية التي تتمنين تجسيدها؟
-ليس ببالي احداً لكن أحب أن تكون أعمالاً تحتوي على مضمون قوي ولها تأثيرها بالمجتمع، وبالتالي تكون القصة محبوكة بواقعية وبلا زيف.
*ماذا عن الغناء؟
-أحضر لمجموعة من الاغاني اللبنانية والمصرية، كما اني أكتب الافكار وأُلحن.. كل ما له علاقة بالموسيقى أعشقه وصدقيني أحلامي كثيرة وطموحاتي بالفن بلا حدود وتباعاً سأحققها بأذن الله.