حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
فاديا ابي شاهين ممثلة ومخرجة، عشقت الفن منذ نعومة اظافرها، واختارت في مسيرتها كل ما هو صعب لانها تعشق التحدي ويهمها ان تبرز مكنوناتها وما يختزنها من مواهب متعددة.. معها كان هذا اللقاء .
-من طفولتي اعشق التمثيل، وخصوصاً الماريونيت، كان يُلفتني مسرح العرائس جداً، لم أكن أُحب لعبة الباربي، اذ كنت أُفضل علها اللعبة المصنوعة من القماش وكنت البسها في يدي وأُحركها وأُقلد الاصوات، وبالمناسبة مسرح العرائس من اقوى واهم المسارح وكان ناشطاً في مصر كثيراً وله رواده..
*اذا كانت باربي لا تُغريك هذا يعني ان البطولة الاولى لا تهمك؟
-لا أُحب دور المُسالمة والاميرة والجميلة، احب الادوار الصعبة حتى لو كانت صغيرة، تهمني النوعية وماذا يرسخ في وجدان المُتلقي، لا سيما واني دارسة فن التمثيل والاخراج، وأًدرس في في جامعة liu، وتضيف أُحب الشخصيات التي فيها معاناة ومرتبطة بالواقع ووجع الناس، وحتى الشخصيات الشريرة احبها لأبين ابعادها النفسية.
*لكن الاميرات ايضاً يُعانين من الوجع مثل الامبراطورة فوزية، الليدي ديانا، الاميرة عزة بنت الملك فيصل والاميرة فتحية وغيرهن؟
-صحيح، هن مثلنا تماماً لهن مشاعرهن ومعاناتهن ، وهذه النقطة التي احب أن أقدمها في حياتهن التي يعتقد الاغلبية أن حياتهن وردية.. لكن للاسف حتى اليوم لم نشاهد كاركتير لاميرة تعذبت، دائماً هي الآمرة الناهية والسلطة في يدها..(وتتابع) قد اجسد حياة فنانة تعذبت وعانت ووصلت الى نجومية كبيرة، يعني مثلاً حياة النجمة هيفاء وهبي مليئة بالدراما وعلى الصعيد الشخصي والفني، وكيف بيّنت موهبتها بالتمثيل ونجحت، مثل فيلم ” دكان شحاته”، ” حلاوة روح” مسلسل” مريم”، ومسلسل ” الحرباية” وغيرها.. ما أريد أن اقوله أن الدراما في حياة هيفاء تُصلح لعمل فني.
*كنت الفتاة اللئيمة في مسلسل ” عشرين عشرين”؟
-(تضحك وتقول) صحيح، ودائماً على صراع مع حبيبة قلبي ماريتا الحلاني ولكن امام الكاميرا وليس خارجها، ماريتا ممثلة موهوبة بالسليقة وانا احبها جداً.. (وتتابع) الدور رغم مساحته الصغيرة احببته جداً كنت الفتاة التي يلتقطها قصي خولي من الشارع وتعمل بالممنوعات تحت أشراف “رسمية” النجمة كارمن لبس التي برعت بمهارة بتمثيل هذه الشخصية، جسدت دور عتاب المعقدة، القاسية التي عاشت معاناة، وتتنمر على رفيقتها التي لعبت دورها ماريتا التي هي صديقتي خارج الكواليس، (تضحك وتقول) كنت اعنفها أمام الكاميرا وأحبها خارج التصوير، هي شخصية طيبة ومتواضعة وانشالله ستصبح ذات شأن بالمستقبل لانها تحب الفن، وتسأل عن كل شاردة وواردة وتتقبل الارشادات والنصائح.
*لمست بكلامك اعجابك الشديد بكارمن لبس؟
-طبعاً، هي رائعة بكل المقاييس، وحتى بالاعمال المصرية برعت فيها لاسيما دورها في مسلسل ” الزيبق”، اما رندى كعدي في دور الحجة بمسلسل ” عشرين عشرين” فهي ” ست الكل” وكلنا نتعلم من تمثيلها السهل الممتنع.
*بنفس الوقت عرض مسلسل” للموت1″ الذي كنت مشاركه فيه بدور فتاة ليل؟
-صحيح، ما حصل اننا صورنا ” عشرين عشرين” قبل مسلسل ” للموت1″ وصودف ان عُرضا بنفس التوقيت، لعبت دور بنت الليل بأسلوب راقي لا يخدش الحياء، كنت سوسو التي تُساير الزباين الذين يقصدون منزل روزي الخولي بحثاً عن المتعة، وكلا الدورين كانا لا يُشبهان بعضهما.. والكل كان يستغرب كيف كنت لا اشبه نفسي بالشكل في العملين.
*في مسلسل “عنبر6” كنت قاسية على النجمة سولاف فواخرجي؟
-“حبيبة قلبي ست سولاف”، العمل عُرض على منصة شاهد ، وقريباً سيُعرض الجزء الثاني منه على نفس المنصة، احببت الدور جداً لاني بطبعي أُميل لتقديم الشخصيات النافرة لما فيها من تركيبة صعبة، علماً اني في الحياة شخصية طيبة ومُسالمة.
*انت مع المنصات؟
-لي وجهة نظر في هذا الامر، المنصات مهمة جداً للشباب الذين صاروا يقبلون عليها، لكنها مُقلة بتقديم الدراما اللبنانية، لذا تجدين شريحة مُعينة من الناس اي جيل امي وخالاتي لا يشاهدان الا التلفزيون، لذا الشاشة الفضية لا غنى لنا عنها مهما تطورت التكنولوجيا.
*لديك محظورات فنية؟
-أؤمن أن الفن للفن، وأحترم كل الممثلات، لكن اذا كان المشهد الغرامي اي القبلة مُقحمة لماذا عليّ أن أُقدمها؟ لكني كفاديا لن أُجسد القبلة لسبب انه بالامكان أن أقدمها بالايحاء، كما اني لا أحب اولادي في المستقبل أن يروني في تلك المشاهد، مع كامل احترامي لكل النجمات الممثلات..(وتتابع) في الفيلم العالمي ” ذهب مع الريح” رغم قصة الحب التي تجمع سكارليت التي جسدتها فيفيان لي مع البطل كلارك غيبل لم تجمعهما اية قبلة، واحرز الفيلم 8 جوائز عالمية.. العمل القيم سينجح سواء ابقينا على القبلة أم حذفناها.
*وماذا عن بدلة الرقص؟
-اين الغلط اذا كانت مُحتشمة؟ عندما كنت في مصر شاهدت راقصة روسية ترقص ببدلة كأنها فستان سوارية ، رقصت بلا ابتذال ولا عُري وقدمت تابلوه بلغة الجسد الرقص احد اهم الفنون التي اقدرها.
*من تحبين من نجوم لبنان؟
-كثر رندى كعدي، كارمن لبس، تقلا شمعون، غبريال يمبن، نقولا دانيال، ندى ابو فرحات، واحببت جداً نادين نجيم في “غشرين عشرين” دورها كان خليطاً من المشاهر وقدمته بحرفية عالية، ودانيللا رحمة بهرتني في ” للموت” وريتا حايك ممثلة رائعة..
*نادين جابر هي دينامو ” للموت”؟
-كاتبة متميزة، وأشد على يدها لانها قدمت عملاً محبوكاً بأسلوب يتضمن توليفة وكاريكتيرات مُلفتة للغاية.
*من النجوم مصر من تحبين؟
-احب يسرا كثيراً، وكثر يشبهونني بها واعتز بهذا التشبيه كثيراً، اعشق تمثيل احمد زكي، نيللي كريم رائعة، هند صبري(من تونس) شاطرة، ايتن عامر موهبة كثيراً وفاء عامر رائعة، ودينا الشربيني تجذبني بكل الشخصيات التي تجسدها، اما ريهام عبد الغفور فهي فلته بنات جيلها، احب اسلوب المخرج محمد ياسين لاسيما في مسلسله ” افراح القبة” التي تابعته بشغف عن رواية نجيب محفوظ اديب نوبل، واياد نصار المُبدع، وصبا مبارك (كلاهما من الاردن) مُتمكنة من ادواتها، اما منى زكي فشهادتي بها مجروحة.. ومن سوريا احب باسل خياط كثيراً.
*قلت انك تابعت ” افراح القبة” الذي اثار جدلاً أي دور كنت تتمنين تجسديه لو كنت ضمن فريق العمل؟
-دور صبا مبارك، لانها كانت شريرة، ونجد انها اصبحت كذلك بسبب قسوة زوجة ابيها، كما انها تتحدث اللهجتين السورية والمصرية بالعمل.
*تتقنين اللهجة المصرية؟
-جداً، وأقمت في مصر لمدة عامين ونصف العام، لكن بعد الازمة ومع ارتفاع الدولار لم اسافر الى القاهرة، لكن بالمستقبل اتمنى ان يكون لي محطة في مصر.. التي هي ام الدنيا وهوليوود الشرق.
*كمخرجة ما رأيك بفيليب اسمر الذي تعاونت معه بعملين؟
-فيليب من اقوى المخرجين في لبنان، يعرف كيف يُحرك الشخصيات ويستخرج المكنونات، يملك قوة مُتفردة بتلوين الحبة برؤيتة المميزة، ويعرف كيف يضع الفنان في اطاره المناسب ويجعله يُعطي أفضل ما عنده.
*عملت بالمسرح؟
-قدمت ثلاث اعمال مسرحية خاصة بالاطفال للمدارس، وقدمت مسرحية ” سيرين وعلاء” حيث تم عرضها مع مسرح كركلا ومن اخراج برونو جعارة. وجسدت دور الساحرة الشريرة ” شربوكة” واحببته جداً، بعدها قدمت مسرحية مع مخرج فرنسي، ومسرحية ” هيدا مش فيلم مصري” مع لينا ابيض،ومسرحية ” فكرن لعبة” مستوخاة من مسرحية ” الدرس” لليونيسكو، يومها اشتغلت عقب تخرجي على نص العمل الذي اخرجه غسان حداد وقدم العمل مجموعة من التلامذة المتخرجين.