اعداد/ حسانة سليم
تنحدر اصول الفنان الكوميدي الشهير عبد السلام النابلسي من .مدينة طرابلس في لبنان وهو من أصول فلسطينية لبنانية، لكنه انتقل إلى القاهرة وهو بعمر الـ 20…وجاء عبدالسلام النابلسي للقاهرة لتلبية رغبة أبيه بالالتحاق بالأزهر الشريف، وبالفعل حفظ القرآن الكريم، وبرع في اللغة العربية، بجانب أنه أتقن اللغة الفرنسية التي تعلمها في بيروت.. ولم يبدأ عبدالسلام النابلسي حياته من خلال الفن والتمثيل، ففي عام 1925 عمل النابلسي بالصحافة الفنيةوالأدبية في أكثر من مجلة ومنها مجلة مصر الجديدة واللطائف المصورة والصباح، ثم جاءته الفرصة الأولى في السينما المصرية على يد آسيا في فيلم “غادة الصحراء”، وهو من إخراج وداد عرفي، وذلك في عام 1929.
وعلى المستوى الشخصي، اشتهر النابلسي بلقب أشهر عازب في الوسط الفني، فلم يتزوج إلا في عامه الـ 60، حيث تزوج من إحدى معجباته فتاة لبنانية جميلة تدعى جورجيت سبات، وأتم إجراءات الزواج بفيلا صديقه فيلمون وهبي دون علم أسرة الفتاة، حيث كان متأكدا أن العائلة سوف ترفض لأنه مسلم وهي مسيحية، بالإضافة لفارق العمر بينهما، فخطفها وتزوجا.. وبعد أيام من الزواج فوجئ بأشقاء زوجته وعددهم 6 أفراد ومعهم ما يقرب من 10 أشخاص آخرين، يدخلون المنزل ووعدوه بأنهم سوف يتأكدون من صحة العقد، وأن يعيدوا له زوجته، ورحب بالفكرة لكنهم لم يحافظوا على الوفاء بالوعد، لذا قام بخطف زوجته للمرة الثانية وهجر المدينة وذهب لمكان بعيد، وبعد ذلك حكمت المحكمة بصحة الزواج وتم الصلح بينهم.
وفي لقاء سابق لجورجيت سبات،(التي اصبحت فيما بعد جورجيت النابلسي ومن اشهر النجمات الممثلات في لبنان) قالت إنها عاشت أسعد أيام حياتها معه، رغم أنها تزوجته وهو في الستين من عمره، كما أكدت أنها كانت إحدي معجباته وطاردته كثيرا، حتى تمكنت من الوصول إليه وإقناعه بالزواج بها وتقول:” كان عدوًا للزواج، حتى عندما كان يشاهد زوجين يقول لهما “معقول ما زهقتم من بعض؟ اتفرقوا اتفرقوا”، وأحببته منذ شاهدته بالتليفزيون، وأحببت طريقته وكلامه، وعندما سألوه بالبرنامج “لماذا لم تتزوج حتى الآن؟”، قال “لم تخلق تلك التي يتزوجها النابلسى”! بعدها حادثته في التليفون وقلت له: لماذا تقول ذلك؟ هذا قد يغضب جمهورك، فتعجب: “عمرك كام سنة وبتعطينى دروس كمان!”، وأصر على مقابلتي، وظللنا نحكي يوميًا، وقابلته بكافيه مع صديقة لي وكنت قد أعطيته مواصفات لي غير حقيقية، وطلب منى الزواج منذ اللحظه الأولى التي تقابلنا فيها، لكن أهلي لم يوافقوا لفرق السن الكبير، فخطفني عبدالسلام وتزوجنا دونهم.”.
وتضيف جورجيت:” عبدالسلام لم يكن شخصًا كوميديا، بل كان “جَد الجد”، بعكس ما كان يظهر على الشاشة، وكان يذهب مبكرًا جدًا إلى التصوير ويخرج دومًا عن النص، ويذكر في مرة أنه تعامل مع المخرج صلاح ذو الفقار وطلب منه أن لا يخرج عن النص، وعندما استجاب لكلامه لم يعجب هذا صلاح ذو الفقار، فطلب منه أن يخرج عن النص ويتصرف بطبيعته، وكان يحب القيلولة ويكتب الشعر، فضلًا عن مذكراته..وكان يتمتع طول بال، وكان يقول لي “أحب أن أساعد الشباب والأجيال الجديدة كما كان يساعدني يوسف بك وهبى”، وكان ينصحهم بكيفيه الوقوف على المسرح، وكيف يتعاملون مع الكاميرا.، وكان له أصدقاء كثر كعبدالحليم وكمال الشناوي، لكن أقربهم الذى كان يحكي لهما أسراره هما فريد الأطرش وصباح”.
وعن يوم وفاته قالت:” كنا يومها “عازمين أصدقاء” لدينا، وفجأة على الساعة 7 أحسسنا أنه ليس عبدالسلام، وكانت تأتيه أزمات، ولم يكن يخبر أحدًا عنها حتى لا يدري المخرجون أنه مريض فيتوقفوا عن طلبه في الأفلام.. “وجه الدكتور لكن لاحظت علامات على وجهه وقلت له شو بك عبد السلام؟، فنظر اليّ وابتسم، ونقلناه بعدها إلى المستشفى، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى”.. رحم الله عبد السلام النابلسي وزوجته التجمة جورجيت النابلسي.