ما تزال قضية مقتل المطربة سحر المقلي زوجة الفنان خالد تاجا لغزاً كبيراً الى جانب عدم معرفة الكثيرين من الجيل الحالي بالزواج بين الفنّانين السوريين.
واليوم عادت قصة #مقتل_ الفنانة_ السورية_ فضيلة _مقلّي، التي عُرفت بسحر الى الواجهة، بعد نشر تعليقات في الفيسبوك عن حياتها.. الفنانة قتلت العام 1981، في #دمشق ولم يتناول احداً الموضوع بأي من الصحف او الجهات الاعلامية.. والعودة إلى سيرتها ترافقت مع انفجار الاحتجاجات ضد #الأسد ونظامه، ومعظم المعلومات عنها ما زالت في أرشيف المجلات..
#قضية_ مقتل_ سحر لغزاً صحافياً يوظف في الإثارة والصحافة الصفراء والسياسة، فقد ذكرت الصحف المحلية، في تاريخ مقتلها، بأن الجريمة وقعت تحت عنوان “غرام وانتقام”، معتبرةً أن عاشقاً قتل معشوقته الفنانة سحر المقلي انتقاماً. وذكرت مصادر اعلامية أخرى أن #جندياً _سورياً كان بين الحضور، طلب من المقلي أن تغني له، فرفضت، وطلب منه الحاضرون الصمت، فدفعته حالة الثمالة الى تهديد الجمهور بتفجير قنبلة يدوية كانت في حوزته، ونفذّ وعيده..وتذكَّر الكاتب خيري الذهبي، هذه الحادثة في صفحته الفايسبوكية العام 2014، فكتب: “هل تذكرون الفنان المرحوم خالد تاجا؟ وهل تعرفون أن زوجته السابقة كانت المطربة الحموية (معلومات أخرى تقول انها ولدت في إدلب) المرحومة سحر؟ والتي كانت إحدى ضحايا سرايا الدفاع. كانت السيدة سحر تغني في #ملهى_ سميراميس، وكان بين الجمهور #جندي من سرايا الدفاع وقد شرب حتى الثمالة، فأخذ يعربد واضطرت المسكينة الى تجاهله، لكنه لم يحتمل أن تتجاهله، فهددها إن لم تغنّ اغنية، فلم تُرِد سحر أن تنحط الى غنائها، وعربد ثانية، وصرخ الحاضرون يطلبون اليه الصمت ليستمعوا الى ما جاءوا لسماعه… كبر الأمر على# الجندي في سرايا الدفاع، وهناك في المدينة الراكعة أمام سرايا الدفاع، من يجرؤ على إسكاته؟ فانتصب وصرخ كالذبيح إن لم يخرسوا جميعاً فسيفجرهم ويفجرها بقنبلة يدوية انتزعها من خاصرته.. ولما لم يكترثوا لتهديدات السكران، حرر الصاعق ورماها على المسرح، وكانت الكارثة في تمزق المطربة وإصابة عدد من عازفي الفرقة الموسيقية بالجراح.. ولم يجرؤ أحد على سؤال مسؤولي الملهى كيف سمحوا له بدخول الملهى وهو يحمل قنابل يدوية في خاصرته! وخسر الفن مطربة متميزة!”.
وعلقت حزام زهور عدي على ما كتبه الذهبي: “تلك المطربة عاشت طوال عمرها مأساة مستمرة… حتى الإعلام الفضائحي في الدول العربية كافة لم يذكرها بكلمة رحمة، والنادر من الناس من عرف الحقيقة…”. واعتبر إعلام المعارضة السورية، خلال السنوات الأخيرة، أن الصحافة الفنية في حينه، اخترعت قصة عشق و(غرام وانتقام) كي تغطي على الجريمة الجنائية ذات البُعد السلطوي المرتبط برفعت الأسد وسراياه. و نشر محمد منصور كتاباً بعنوان #مطربات _بلاد _الشام، تراجيديا الحياة والفن والسياسة”(دار الريس)، يروي أيضاً، قصَّة سحر ومقتلها: “لعل نظرة سريعة على تراث سحر الغنائي المُسجل أو المُصوّر، كفيلة بدحض صورة المغنّية اللعوب، والتي حاول إعلام النظام البعثي في سورية إلباسها لها، بعد موتها، للتغطية على جريمة قتلها. خصوصاً أن عشرين شخصاً قتلوا، وهو أمر كانت السلطات بغنى عن إثارته في تلك الفترة التي شهدت تنامياً للغضب الشعبي في #الشارع_ السوري، على خلفية الصدامات الدامية التي شهدتها سورية، وأخمدها حافظ الأسد، أخيراً، بمجزرة حماة الكبرى في شباط/ فبراير”.
صوت العدالة فبركت القصة
الوثيقة الإعلامية الوحيدة المتوافرة في الانترنت عن #مقتل_ سحر، تعود إلى “صوت العدالة” التي كتبت:” وقعت جريمة عاطفية انتقامية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الغرام والانتقام، فقد أحب شاباً المطربة سحر التي تعمل في ملهى سميراميس لدرجة الجنون وراح يتردد على الملهى الذي تعمل فيه ويتودد اليها. والفنانة بطبيعتها تبحث عن الثروة. لذلك تنصب شباكها حول الذين محفظتهم مفتوحة… اي الذين يملكون المال الوفير… ولاحظ الشاب العاشق ان حبيبته سحر تغدق النظرات والابتسامات على آخرين فأراد ان يمتلكها وسارع إلى بيع قطعة أرض بما يقارب النصف مليون ليرة… وبدأ يفتح الويسكي والشمبانيا تحت قدميها على المسرح مكان التقارب… وكان اللقاء بعد الابتسامات والغمزات، وعرفت سحر، كما هي الحال مع معظم الفنانات، كيف تجتذبه إليها وتجعله أسير هواها … حتى انتهت الأموال، وبدأت تبحث عن غيره”… وحصل ما حصل.
نبذة عن الفنانة الضحية
ولدت سحر في #إدلب العام 1956، وعملت مطربة وممثّلة في مسارح حلب والفرقة الشعبية للفنون. ثم سكَنَت في دمشق منذ العام 1960، ومارست نشاطها الفني في #التلفزيون_ السوري، وغنت الموشحات والقصائد. ومن أهم مسرحياتها “الحرب” و”غداً تُشرق الشمس”، كما أحيَت مجموعة من الموشّحات. ولها تسجيلات كثيرة بمفردها أو مع مطربي حلب في ذلك الوقت ومنهم: محمد خيري، مصطفى ماهر، ربيعة عز الدين، وصباح فخري. ومن أغنياتها الشهيرة “يا طيرة طيري يا حمامة”، التي غنتها في ما بعد الفنانة المعتزلة شادية، وأغنية “شلنا يا هوى عند المغيب”، وأغنية “يا صياد السـمك صِدلي بنية”، و”دزني واعرف مرامي”، و”فوق النخل”، و”قدك المياس”، والأغنية التراثية المعدلة “عالصالحية يا صالحة” التي غُنيت في ما بعد في مسلسل “#باب_ الحارة“. ومن الموشحات التي غنتها الفنانة سحر “لا تعذليه فإن العذل يوجعه” لابن زريق البغدادي، ووصلة “جعلت الشوق بي يلعب”، وتقاسيم وقصيدة “رشأ صافيته ثم صفا وبه قد هام قلبي كلفا”.
عُرف صوت سحر بنبرته الحماسية، وسُجّلت لها أيضاً أغنيات وطنية في زمن الصعود القومي والعروبي. غنَّت من أشعار صالح الهواري للعمل #الفدائي_ الفلسطيني أغنية “فدائيون”، من ألحان سليم سروة. وأعادت سحر غناء مجموعة من الموشحات والقدود الحلبية. وكانت لها تجربة غنائية ثنائية مع المطرب الراحل، فهد بلان، بأغنية “آه يا قليبي”، من كلمات وألحان الفنان شاكر بريخان، الذي غنت من كلماته وألحانه أيضاً “بترول العرب للعرب”،تزوَّجت سحر من الممثّل السوري الراحل# خالد_ تاجا، مطلع السبعينيات. وقد نشرت الصحافة السوريّة صورته، وهو يشارك في تشييعها، مع الفنان شاكر بريخان والكوميديان زياد مولوي والفنان رفيق سبيعي والمطرب صباح فخري والملحن سليم سروة.