الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)
شرف لنا بروفيسير حسام أبو العطا أن نرافقك في حياتك فكل يوم نرافقك أيضاً ونتابعك على صفحاتك على السوشيال ميديا التي تحمل معها الكثير من المشاعر العميقة والمرهفة في حب الناس والأرض والوطن والعائلة الكريمة وإيمانك برب العالمين قبل كل هذا أثرى حياتك نِعّم ومحبة من الناس لا توصف ولا تقدر بثمن حيث لا تعنيك الشهرة ولا أضوائها ومن خلال متابعتنا لك أيضاً رأينا فيك بحرٌ كبير من الإنسانية وعالم كبير من المفاهيم الحياتية والاجتماعية والثقافية فأنت تعلمنا الإصرار والصبر والكفاح والقوة على مواجهة التحديات الكبيرة في الحياة ، elmaw2a3.net زارت البروفيسور الجراح التجميلي في مصر في المستشفى الخاص به وكرمناه، وأجريت معه هذا الحوار حيث تناولت فيه حسام أبو العطا الإنسان الذي نقتدي به ونتعلم من تجاربه في الحياة وفي حب وبر الوالدين الكثير من الإنسانية والكثير من الامور التي نرتقي بها في طاعة الله أولاً وأخيراً ، كل الإحترام والتقدير لك بروفيسور
*شاهدت لك فيديو تتحدث فيه بعصبية عن أضرار الخيوط بالانف، علماً ان كثر صاروا يستخدمون الخيوط والفيلر لتجميل الانف بدلاً من الجراحة؟
_صحيح،” وطبعاً اتعصبت” لانه من الطبيعي ان تلك الخيوط تؤدي للتليف، يعني وضع الخيط تحت الجلد لشده في الاشهر الاولى يكون مشدوداً بشكل جيد، وبعدها تحصل التليفات وملامح الوجه تتغير كلياً.. وتلك التليفات تصبح مؤذية فيما بعد عندما نقوم بالجراحة.. يعني” لما بفتح الانف لاول مرة” الذي لا يكون فيه خيوطاً تكون الانسجة ” مظبوطة” وسليمة وهنا اقوم بالعملية بمنتهى السهولة لكن التليف جراء الخيوط ” يلخبط التركيبة”، مما يزود درجة الصعوبة للعملية..
*وماذا عن الفيلر؟
-يوجد نوعان من الفيلر، الاول الذي يزول خلال ستة اشهر وهو جيد من مادة ” الهيالورونيك اسيد”وهي مادة سكرية مكونة من المواد الطبيعية، لكن يوجد فيلر آخر يتم استخدام مادة الكالسيوم مما يؤدي للتليافات وتكون ” بايخة ووحشة” وبعض الناس تصيبهم بالخراج والتهابات لان الجسم يرفضها.
*لنتحدث عن تصغير الصدي؟
-تتم العملية التصغير مع رفع و”تظبيط” شكل الصدر للسيدة، ليعود للشكل الطبيعي أي أن يكون شكلاً مخروطاً على قمة وهالة ممتدة من الضلع الثاني الى السادس، مما يؤدي الشكل الجمالي وبالطبع المقاسات تختلف من سيدة لاخرى وفق شكل جسمها، الفكرة ” احنا لينا رسمة معينة بتترسم وهي اكتر خطوة احترافية بالموضوع، بالبلدي عشان القارىء يفهمها زي ما بينعمل الباترون عشان الترزي يعرف يفصل “، لذا تلك الرسمة التي تُرسم على صدر السيدة هي التي اقوم بعمليتها، ماذا افعل بالظبط؟ أزيل الانسجة الزائدة وما تبقى من الانسجة الموجودة بالثدي أشكلها بغرز معينة، ” مش قطبتين” بل غرزاً تعيد للصدر الرسمة التي صممناها..(ويتابع) الثدي اولاً واخيراً يتأثر بالتغيرات الهرومنية لدى المرأة سواء كان ثابتة لديها الدورة الشهرية، او ستحمل وتُرضع، او إقتربت من انقطاع الطمث، لكن لو كانت هرموناتها ثابتة ولا تتغير طبيعة جلدها هنا شكل الصدرسيدوم طويلاً، ولدي عدة سيدات اجرين هذه العملية قبل 10 و12 سنة ولم يتعرضن للترهلات او تغيير شكل الثدي ” بس طبعاً هن بطلن حمل ورضاعة”.
*وماذا عن عملية بناء الثدي جراء استئصالة من مرض السرطان؟
-الطريقة الجراحية لمثل تلك الحلات اختارها بناء على حالتين، الاولى لو الدكتور استئصل الصدر وترك كمية من الجلد ولم تتلقى عليه المريضة الاشعاع، ولم يتعرض للحرق هنا استخدم ابسط تكنيك وهو ان اضع السيليكون والعملية مدتها تلت ساعة فقط، وبذلك اكون قد اعدت بناء الثدي.. ولو كان الجلد محروقاً من الاشعاع عندها لزاماً عليّ استخدام انسجة من منطقة اخرى من الجسم اما البطن او الظهر، وافضل ان تكون مبينة من عضلة ودهون البطن ونرفع بها الثدي، بعض المرضى يكن قد عملن عملية المرارة أو شد البطن او الزائدة جراء جراحة، هنا الجأ الى الظهر آخذ جلد والعضلة وأعيد بناء الثدي.. وفيما خص الهالة والحلمة اجريها بعد ستة اشهر حتى اطمئن على الشكل النهائي للثدي، وأفضل حالة لبناء الهالة هي الوشم التاتو الطبي، اما الحلمة فأجريها بالانسجة من الثدي لتبدو منتصبة والى حد ما” بالظبط الثدين شبه بعض”.
*الاحظ انك لا تتصور مع مريضاتك ولا حتى فيديو وهن يشكرنك ولا تظهر وجوههن؟
-“خالص” حرصاً على خصوصيتنا، وحتى على مواقعي أحاول بقدر الامكان ان لا اظهر وجوه “العيانين ولا حتى اجسامهن”، يهمني المحافظة على الخصوصية لانها أساس عملي.
*ايضاً لا ارى لك صوراً مع المشاهير علماً انك طبيب المشاهير؟
-” بصي سأشرح لك قصة المشاهير”، الناس العاديين لا أظهروهم بوجوههم، فهل يعقل أن أُظهر المشاهير معي وانا شخصية مشهورة، وهذا يدل على انهن خضعن للتجميل عندي، ولا يزال عندنا في الشرق الاوسط الكثير من الناس التي تخجل ان تفصح عن ان تكون قد اجرت تجميل.. وحتى لو صودف وجودي بمكان او مناسبة وكن موجودات لا اقترب منهن ولا حتى اسلم عليهن.. ” وعايز اقولك لا تقيسي هذه الفكرة على لبنان “، لانه منذ ان كنا اطباء صغاراً كنا نعلم ان اللبنانيات يتباهين بعمليات التجميل ومتصالحات جداً مع هذا الامر، باقي الشعوب العربية لها طريقة تفكير مختلفة وخصوصية اكثر.
*بالعودة الى طفولتك كنت تريد ان تكون طبيباً لانها مهنة نخبوية؟
-كانت حلم حياتي، “وما كنتش افهم وانا صغير ايه يعني مهنة نخبوية”، لم اكن أعي أن الممثل ولاعب الكرة ايضاً لهما رسالتهما المهنية بالحياة، كنت أعشق الطب ولا أعرف لماذا؟ ” حتى لما كنت أجيب اللعب كنت بجيب أدوات طبية على شكل العاب وأجري الكشف على أخوتي”، وصدقيني والداي لم يطلبا مني أن أكون طبيباً، منذ كنت في الابتدائية بدأ هذا الحلم يراودني” ليه؟ ماعرفش”، وحتى في السنة السادسة ابتدائي أذكر اني كنت قد كتبت على الحائط جراح القلب العالمي حسام ابو العطا، كنت أريد ان اكون مثل الدكتور مجدي يعقوب” ربنا يديله طوله العمر”، والدكتور ذهني فراج، وظل حلمي يراودني طوال الوقت،” ولو ما جبتش مجموع بالثانوية العامة “كنت سأعيدها عدة مرات لاحصل على المجموع الذي يخولني لدخول الطب وللاسف رغم صعوبة المهنة وتعبها وانها اخذت حياتي، لكنها بالمقابل جعلتني اقدم رسالة سامية لمجتمعي واعطتني بريستيج وحب الناس ودعوات من الناس ولو عاد الزمن بي الى الوراء” برضو سأختار الطب”.
*كيف تحولت من القلب الى الجراحة؟
-عندما انتهيت من الكلية، وحان تعيني بالجامعة كان يتم هذا الامر بالترتيب، وترتيب جراحة القلب كانت قد إنتهت مدتها، ولم يكن أمامي سوى التجميلية ، لم تكن ببالي لكن من خلالها تم تعييني بالجامعة، أول الامر استغربتها وكنت أريد أن أعود لجراحة القلب، بعدها وفي السنة الثالثة تحديداً اكتشفت اني موهوباً بالجراحة، وكانت علاقتي بزملائي واساتذتي ممتازة شعرت انها عالمي، وبعدها صرت مدرساً مساعداً وأحترفتها عشقتها، وأن هذا هو المجال الذي اختاره لي الرب سبحانه وتعالى.
*هل تذكر اول عملية اجريتها؟
-طبعاً طبعاً،كانت عملية شد بطن لسيدة أرسلها طبيب جلدية زميلاً لي، خفت وطلبت من طبيب زميل يكبرني ببضعة سنوات أن يشاركني بأجرائها وتمت على خير بفضل الله.
*تفتخر بعصاميتك ومنطقتك وتتحدث بتلقائية عن حياتك؟
-هذه ذكرايات الحياة التي عشتها، ومرة لم أشعر اني أقل من غيري، لان مكانتي ليست بالمادة بل بعلمي وديني وأخلاقي وتربيتي ، الغنى والفقر ” بتاعت ربنا” هو الذي يوزع الارزاق، ونحن كنا أسرة مصرية ميسورة الحال وكان لدي تصالحاً بالمكان الذي أعيش فيه ومع أصحابي والناس الذين حولي، وهذا ما كان يعزز طموحي..” يعني عايز أروح لناحية أحلى”، ولم يكن لدي الا أن أتزود بالعلم والنجاح.
*علمك كان سلاحك الوحيد؟
-” بالظبط”، كان العلم سلاحي كوني كنت شاباً وأدرس لكي أكون مميزاً يجب أن أكون ناجحاً وبتفوق بعلمي، وأن أكون دكتوراً شاطراً وانتقل من مكانة لمكانة.
*الاطباء أيضاً يوجد فيما بينهم صراعات تماماً مثل المشاهير ؟
– الصراعات ما بين الاطباء ليست قوية، ولا علنية، الطبيب شخصية عقلانية ومشدودة للحياة العملية، النقطة الثانية منذ بدايتي لم أكن أنظر لغيري كنت بصراع مع نفسي ومنافسة مع حسام ابو العطا فقط ، “وربنا يبارك للجميع”.. والحمدلله ربنا كرمني وصرت الاول بنجاحي كما أن علاقتي بالناس ممتازة، ولم أغلط بأي طبيب، ولا اختلف مع مريضة واصلح التشوهات اذا كانت مصابة به من جراء تعاملها مع طبيب آخر بل بالعكس أقول لها أن المضاعفات واردة.
*لكنك مرة لم تصب احداً بتشوة وكل جراحاتك ناجحة ” ماشألله” علماً أن الخطأ الطبي وارد؟
-الخطأ الطبي وارد صحيح، لكن ان تكون رسمة العملية” بايظة” ويحصل تشوه ” لأ” المفروض اننا تعلمنا وتزودنا بمجالنا من الجامعة.
*الوجه الآخر للدكتور حسام هو حبه لمهنة الطبخ ؟
-(يضحك ويقول) الاكل نعمة من ربنا عز وجل ويزيد من هرمونات السعادة، بطبعي أحب الاكل أن يكون طعمه حلواً ومختلفاً، وآكل بكميات محدودة وهذا الامر تعلمته عندما كنت بفرنسا عام 2006 حيث كنت أُقيم هناك، كنت أشاهد الناس بالمطاعم يضعون القليل من الطعام في صحونهم ويأكلون بهدؤ شديد، يعني ” يمضغون جيداً ويشبعون”، كما لفت انتباهي اكلهم للجبنة والمعجنات والهاي كالوري ويشربون الكحول ومع ذلك يتمتعون برشاقة ولياقة ملفتة، والسبب ان كل هذا يتناولونه بكميات قليلة جداً.
*لكني شاهدت لك فيديو وانت تأكل الحمام المحشي؟
-(يضحك ويعلق) الحمام عشقي و”أحلى اكلة مصرية”.
*في حوارنا السابق حدثتني عن الرازي وابن سينا وشعرت عشقك للقراءة ايضاً؟
-الفضل بعد ربنا لحبي للقراءة هو والدي رحمه الله، معرض الكتاب الدولي الذي يقام كل سنة في مصر كان والدي يصطحبنا اليه منذ كنا صغاراً ونشتري كتباً كثيرة، وكنت بالمناسبة انتقي الكتب التابعة لدار النشر اللبنانية وكان يلفتني الطباعة والشياكة.. وايضاً المكتبة كانت ببيتنا منذ طفولتي، وكنت سعيداً جداً ان مكتبتي تحتوي على العديد من الكتب التي كنت اطالعها بشغف ولعدة مرات، كنت قارئاً نهماً حتى وصلت للسنة الثالثة بالثانوية.
*قرأت حياة العالمة مدام كوري؟
-طبعاً والكثير من حياة العلماء بالطب، وكل ما يتعلق بالطب الى جانب الشعر والادب والتاريخ والجغرافيا والرواية” يعني كل حاجة”، وفيما يتعلق بالطب كنت مدمناً على مجلة شهرية تصدر اسمها ” طبيبك الخاص”، وكان جارنا يملك صيدلية كنت اذهب اليه وامضي وقتي عندة اقراء النشرات الموجودة بعلب الادوية وكان هذا الامر من أمتع اوقاتي.. وفي الثانوية العامي ” غصب عني” أنقطعت عن القراءة وانشغلت اكثر بالدراسة لاحصل على المجموع حتى أدخل كلية الطب.
*كانت قراءاتك متنوعة؟
-طبعاً، جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة من المدارس اللبنانية التي قرأتها بعمق وحب.
*بصراحة لمن تستمع من المطربات؟
-أنا عاشق لام كلثوم.
*وصباحاً الا تستمع للسيدة فيروز؟
-هي الاساس مع القهوة الصباحية لدى اللبنانيين، وهي السفيرة الى النجوم وأسمعها بحب كبير، أيضاً أحب فريد الاطرش وعبد الوهاب وعبد الحليم.
* دكتور حسام كنت تشعر أن تفكيرك أكبر من سنك؟
-عشت طفولتي وشقاوتي، لدرجة انه لا يمكن أن تتخيلي اني طالباً متفوقاً، عشت مراحل عمري ” بالطول والعرض”.
*متى يبكي حسام ابو العطا الانسان؟
-(يصمت قليلاً ويقول) المواقف الانسانية التي بها قهر وظلم.
*بداخلك طفل؟
– طبعاً ودمعتي سخية، يعني ” لو قاعد بتفرج على فيلم وفيه مشهد حزين أندمج وأبكي”.
* يعني فيلم” لا تبكي يا حبيب العمر” لفريد شوقي الذي جسد شخصية الطبيب ويموت ابنه بين يديه بالعملية يبكيك؟
-هذا المشهد كان من أقوى المشاهد بالفيلم، ومنذ شهر تقريباً شاهدته مرة اخرى وبكيت، وفيلم ” حبيبي دائماً برضو اعيط فيه”.
*رومانسيا 
*رغم أن عملك بالجراحة والمشرط؟
-(يضحك ويعلق) ايضاً My Name Is Khan لشاروخان يُبكيني، واكثر فيلم فيلم ابكاني بحياتي هو فيلم cell no 7زنزانة رقم 7
*”العودة الى ايدن” المسلسل الذي عرض بالثمانينات هو الذي عرف الناس بشكل واضح على الطب التجميلي؟
-هذا المسلسل شاهدته فيما بعد..
*هل يمكن ان تسرد محطات بحياتك يوماً؟
-طبعاً وأنتهيت من الكتاب وقريباً سأطبعه..سردت أهم المحطات وعنوانه “قصتي مع المرأة والحياة”؟
-تتفق مع السيدات؟
-” اكيد”، ولو الست عاقلة طبعاً أتفق معها واقصد بالعنوان المرأة ككائن وروح.
*اغلب اصدقائك من السيدات؟
-“لاء “، لكن المرأة بالنسبة لي هي الام والحبيبة والبنت والاخت وزوجة.. لدي الكثير من الزميلات، لكن كلمة صديقة ” كبيرة ومش سهلة” يعني سنكون على تواصل دائم وبيننا اسرار، لذا لحد ما 99 بالمئة اصدقائي من الرجال.
*لا تحب الست الغيورة؟
-الى حد ما، الغيرة تشعرنا بالحب.. ولكن الغيرة القاتلة والوهمية والمرضية أرفضها.
*مثل فيلم” العذاب امرأة” السيدة التي كانت تغار من نجاح زوجها؟
-“بالظبط”..
*اولادك يميلون للطب؟
*لا خالص” مهنة الطب مرهقة وهم لديهم ميولاً لاتجاهات اخرى، ابني الكبير يدرس البيزنس، والبنت ماركيتنغ وعندي ولدين “بثانوي واعدادي”.. الطب لا يورث والمستشفى قد تنتقل من اسم الطبيب الذي أسسها لاولاده ولا يكونون اطباء ويستثمرونها مع “دكاترة” ويتحول الامر لبيزنس.. ” ومش معنى ان حسام ابو العطا جراح تجميل ناجح ومشهور أن أبني يوسف حيبقى زيي، بالعكس ده حينجح بالمجال اللي اختاروا وحبوا”.
*اباً حنوناً او صارماً؟
-” الاتنين” وأتعامل معهم بحنان ” بس كلمتي مسموعة”
*لكن ابنتك لها نصيباً من الدلع؟
-” مش عايزة كلام” مع الكلمة والابتسامة والدلع لا أستطيع ان اكون صارماً معها.
*يتباهون بك جداً؟
-الى ابعد حدود، ويكونون بغاية السعادة عندما يتصور معي الناس، أو يقول لهم زملائهم واساتذتهم انهم يتابعونني.
