حوار/ ابتسام غنيم
محامي متدرج لبناني، حائز على شهادة الماجستير في القانون الخاص من جامعة الحكمة، محاضر في مواد القانون في مختلف المؤسسات التعليمية منذ عام 2016، الى دانب ذلك يتمته بصوت مميز واداء متفرد بالالقاء انه الاستاذ باسل طفيلي الذي كان لنا معه هذا اللقاء.
*كيف تعلق على دعاوي المحاميين ضد بعض الاعمال الفنية التي يعتبرون انها تتضمن الفاظاً خادشة او تسيء للمجتمع والاسرة، علما ان للفن حريته وخصوصيته بطرح الموضوعات؟
*كلنا نعلم ان الفن هو تجسيداً لظروف وافكاراً واوضاعاً موجودة بمجتمعنا والمخرج يكون دوره هو القاء الضؤ على تلك المضامين لحلها او للفت الانتباه اليها وتداركها، وهنا تكون تكون فكرة العرض الفني للتوعية او لتحريك الشأن العام لموضوع معين، لذا اقول ان لكل مجتمع قوانينه وقواعده العرفية الغير مكتوبه، فبالتالي لا بد من وجود تقارب بين تلك الفكرة التي تطرح على الصعيد الفني وبين قواعد واعراف المجتمع ، فأذا كان المشروع مخالفاً لاعراف وقيم الناس نجد ان هناك معارضة، لذا اي مشروع فني مغايراً لمجتمعاتنا ويخدش الرأي العام او يحرض على العنف او السلوكيات السيئة ،يجب ردعه للسلامه العامة كي لا نقع بمأزق كبير، اما اذا كان للتوعية فطبعاً يجب التشجيع وتأييده.
*في الستاند اب كوميدي نجد الكثير من المضامين التي فيها تطاول على الذات الالهية كما فعلت شادن فقيه عندما رقصت على سورة الفاتحة ندما تعليقك؟
-اليوم كل ارى ان كل شخصاً هو ابن بيئته، واقصد انه هذا الشخص تربى ببيئة التي فيها تفلتاً فكرياً واخلاقي وتحرر كتطرف، واستشهد بقول عميد كلية الحقوق السابق الاستاذ الدكتور محمد حسن قاسم الذي كان يقول لنا ان للحرية لها حدود اما العدالة فهي بلا حدود،، لذا لا يُفترض ان يكون عندنا تحرراً فكرياً وعقائدياً، ونعيش كما نريد ونحن بمجتمع فيع عدة طوائف، ما يعني انه يوجد اشخاصاً يعيشون معنا لهم معتقداتهم واولياتهم التي ترتكز على معتقداتهم الدينية، لذا مرفوض المساس بالذات الالهية حتى في ” الستاند اب” كوميدي، وتلك الممثلة التي لا اريد ذكر اسمها والتي بحاجة لانتشار وشهرة لا اعرف بأي حق ولمصلحة من تسيئ للذات الالهية، لذا اعتبر انها ” اكلت ضرب ” وصارت قضية رأي عام وازعل على من هم على شاكلتها لانهم فقراء العقل.
*ما رأيك بمحتويات التيك توك خصوصا انه في مصر تم القبض على العديد ممن يقدمون محتويات خادشة وتحديات مسيئة؟
-” التيك توك” سمح لمن هب ودب ان يخاطبون الجماهير، صار لهم صفة الخطباء بلا حسيب او رقيب، لذا الاغلبية التي تسعى للشهرة والكسب السريع تلجأ للمحتوى الخادش والفيديوهات الغريبة ومسيئة من حيث اللفظ والاهانات، ومن هنا كثرت الدعاوي اذ صار البعض يتعرض للآخر للشرف والاعراض وللاهل عبر التيك توك، للاسف انعدمت الخصوصية، وانا مع مراقبة السلطات لما يحصل، وبالفعل في مصر تم القبض على العديد من اصحاب المحتويات المسيئة والغير شرعية ومعاقبتهم.. كما ان بعض المضامين فيها تحريضاً يدفع بالاولاد الذين يتفرجون على التيك توك الى امور لا تحمد عقباها، انا مع تقديم مواضيع هادفة على التيك توك لكن للاسف البعض يتبعون اسلوب خالف تعرف بهدف الشهرة وهذا ما ارفضه تماماً.
*كمحامي الست مع حرية الابداع بالفن والكتابة؟
-اعشق الابداع والرب خلقنا حتى نبدع بأفكارنا وتلك القدرة منحنا اياها الله سبحانه وتعالى حتى نستخدمها فما بالك بالفن والكتابة حيث التعبير عن جمال العقل والروح وانا كمحامي ارى ان القانون اتى ليحمي افكار الناس من خلال الملكية الفكرية واصالة الفرد وابداعه، كون السرقة موجودة.. ليت الكل يستقطبون المتلقي بفن هادف وكتابات راقية بلا نفور او تطرف او خدش حياء ، الاسلوب بطرح الكتابات امر مهم لا سيما اذا كانت صائبة وليست نافرة، وتحاكي الواقع ويكون لها مشروعية امنية وثقافية
*قبل سنوات قدم عادل امام فيلم “الافوكاتو” واقيمت ضده عدة دعاوي من محامين لانه جسد شخصية المحامي المرتشي ما تعليقك؟
-مهنة المحاماة رائعة والقيمين على تلك المهنة يعرفون دورهم جيداً بها، مهنة المحاماة من اعظم المهن من منا لا يحتاج الى محامي او يتعرض للظلم ويريد من يسترد له حقوقه، وبالتالي فكرة الرشوة هي جريمة بحد ذاتها و جناية.. ربما عندما عرض الفيلم وجد بعض المحاميين ان مضمون الفيلم يسيء لهم وهم ابعد عن تلك الصفة اي الرشوة.. لذا اعود واقول ان النجم عادل امام فنان كبير وقدير لكن لو تم “قولبة” الفكرة بأسلوب كوميدي من دون التركيز على رشوة المحاميين لتم تقبل الفكرة وكلنا نعلم ان المحامي لا يأخذ اجراً ولا رشوة لان كل ما يقوم به يأخذ اتعاباً عليه وليس موظفاً او اجيراً، لذا الشخصية التي قدمها عادل امام كانت تغمز لاغراض غير شرعية خصوصاً ان المحامي هو الذي يقف بوجه الظلم ، وكل محامي يعرف اهمية وجوده بالمجتمع لذا لم يتقبلوا العمل.. اتكلم من منطلق حيادي كوني لم اشاهد الفيلم.
*الطلاق كثر في مجتمعاتنا العربية لماذا برأيك؟
-صحيح ، وارجح السبب لعدم التخطيط الجيد لمؤسسة العائلة، وانا ارى لا يوجد اي شخص قادراً عن تأسيس عائلة، كلنا لدينا تضارب بالافكار فمابالك برجل وعروسه، لنجاح الزواج ضروري وجود الاحترام ، والثقة وتلبية الحاجات المشتركة والانسجام.. الطلاق بالسابق نتج عنه الزواج بعمر مبكر ، زمان “كانوا يتجوزوا بكير”، اليوم اختلف الوضع ، ايضاً البيئة الغير سليمة للزوجين تلعب دورها ، عدم التوعية للاولاد كيف يجب ان تكون المؤسسة الزوجية عندما يكبرون ويقبلون على الارتباط لها دورها ايضاً، ايضاً يوجد الخيانة التي تؤدي الى ابغض الحلال.. ارى ان الطلاق يجب ان يكون قراراً يصدر من الطرفين ربما يؤثر على نفسية الاطفال وانا هنا انوه ان الحب يوصلنا الى عتبة المنزل لكن الحب والثقة يجعلنا نعيش براحة واستقرار داخل عتبة المنزل.
*فيلم “اريد حلا” لفاتن حمامه لقوة مضمونه نتج عنه قانون الخلع للمرأة في حال رفض زوجها تطليقها؟
-اريد ان اشاهد هذا العمل لسيدة الشاشة العربية ، (يضحك ويتابع) كل فرد عليه واجبات والتزامات كثيرة ونحن بصر تسوده المساواة بين الرجل والمرأة ولماذا يجب ان نعتبر انه يحق له الحق بالطلاق.. الحق بالحق ومن يملك الحق لا يخاف وفيلم ” اريد حلاً ” أثر بالرأي العام وحرك المياة الراكدة وهذا يعود لاهمية الابداع الذي يحاكي الواقع وكاتب العمل لو لم يرى ان المرأة مضطهدة لما طرح هذه الفكرة التي نتج عنها قرار الخلع كونها كانت مشكلة اجتماعية لم يكن لها حلاً وعلى المرأة ان تكون مجبورة بالعيش مكرهه تحت سقف واحد مع رجل لا تريده، واساس العلاقة الزوجية الحي والاحترام وهو لا يعيرهما اي اهتمام
*في الشق القانوني كيف يحمي الاجير نفسه في ظل الاوضاع التي نعيشها في لبنان حيث لا يوجد ضمانات لشي بظل الازمة التي نعاني منها؟
-نعم الاجير اوجد له المشرع قانون العمل اللبناني الذي حمى الطرف الاضعف بهذا العقد اي الاجير، واعطاه تعويض الصرف وانشأ له محكمة للنظر بقضايا الاجير بلا مقابل وبلا توكيل للمحامي، بالاضافة الى السرعة بفصل المحكمة يتم خلال ثلاثة ايام لان الاجير هو الاضعف، لذا له كل الحماية وكيف يطلب اجر ساعة العمل وحتى الاضافية واقول لكل الاجراء ” نيالكن” صار لهم حقوق لا تذهب سدى واتمنى عليهم ان لا يكونوا ضحية عقود العمل
*تتميز بصوت جذاب والقاء سليم هل يمكن ان تقبل عملا تاريخيا فيما لو عرض عليك، خصوصا ان النجم محمود ياسين ترك المحاماة وصار فتى الشاشة الاول واهم من يقول القصائد؟
*كل من اختار دراسة الحقوق يكون لديه شخصية وكاريزما سواء كانت مكتسبة او تم اكتسابها بعد الدراسة، دراسة الحقوق والقيام بأعمال فنية فيها شراكة مع مهارات الشخص من حيث الكاريزما والثقة بالنفس ومخاطبة الجمهور، الانسان مهما كانت مهمته لاسيما الفنان فهو من يفرغ المشاعر.. سبق وقدمت برامج اجتماعية واذاعية ولا اشعر بأختلاف بتحديد هدفي سواء بالبرامج او عملي بالمحاماة.. ولا اعرف بالنهاية الحياة الى اين ستأخذنا؟ والرحمة للنجم الكبير محمود ياسين صاحب الصوت المميز والي اعتزل المحاماة وكان يتولى مهمة تعليق وتقديم الكثير من الفعاليات الوطنية والفنية، بالاضافة الى تمثيله الرائع.