الإثنين , سبتمبر 16 2024

اغراء:” كنت انتحارية وأنقذتُ السينما السورية بجسدي، ولست منحلة ومتحررة ضمن الحدود”

متابعة/ حسانة سليم

اختارتِ الممثلةُ السّوريّةُ إغراء الإطلالةَ مجدداً عبرَ منصةٍ الكترونيّةٍ (برنامج إنسان مع عطية عوض)، للحديثِ عن مجملِ مشوارها في السّينما السّوريّة في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، وقالت: “قَدَّمتُ جَسدي جسرَ عبورٍ من أجل السّينما السّوريّة”!ما قالتهُ إغراء كانَ ملفتاً للغاية، فبعض الفنانين السوريين يتنصّلُ من سينما السبعينيات والثمانينات التي كانت تُسمى “السينما التجاريّة”، أمّا إغراء فلديها وجهة نظر أُخرى، تعتبرُ من خلالِها أنّها قدّمت “الإغراء” لإنقاذ الإنتاج السينمائي السّوري..و تحدثت ’إغراء’ عن ذكرياتها مع فيلم “الفهد” بعد 52 عاماً.ورفضها بادئ الأمر تقديم مشهدها عارية، خشية كلام الناس من حولها. إلى أنها عاودت التفكير وقدمته في سبيل وصول السينما السورية وانتشارها.وكشفت  أن حال المؤسسة العامة للسينما كان سيئاً في تلك الحقبة الزمنية.وبحث مخرجه عن طريق لجذب الأنظار للفيلم عند شريحة كبيرة. لكيلا يكون مصيره مشابهاً لما سبقه من أفلام لم تنل أي شعبية.وعلقت:“كنت فخ ومصيدة بسنارة السينما السورية”، لخصت إغراء ظهورها في ’الفهد’ للكاتب الراحل حيدر حيدر والمخرج نبيل المالح.وشددت أن هدفها كان وصول السينما السورية وتعريف الناس بها، وليس المال رغم عرضهم عليها المبلغ الذي تشاءه إلا أنها رفضت، وأضافت “كنت انتحارية بس ماقدمت”..

اغراء في مشهد سينمائي
الفنانة اغراء اليوم

من هي اغراء؟

اشتهرت نهاد علاء الدين المعروفة بلقب “إغراء” بأداء أدوار الإغراء الجريئة والرقص، ونالتِ العديد من الجوائز في مهرجانات في سوريا وخارجها، لها أكثر من أربعين فيلماً. وهي من أبرز الممثلات في السينما السورية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين. كتبت إغراء سيناريوهات الكثير من الأفلام التي قامت ببطولتها وعملت في الإنتاج السينمائي. وعملت سنوات طويلة في القطاع السينمائي الخاص في سوريا، ولها بصمة واضحة في السينما السورية، التي لا يمكن إنكارها. مع ذلك ارتبطَ اسمُها بما يُسمى “السينما التجاريّة”، التي عمّت مجمل الأعمال السوريّة التي قُدمّت في السبعينيات والثمانينات..

اغراء في لقطة تمثيلية

الفنانة السورية إغراء واحدة من فنانات الزمن الجميل، واسمها لا يزال محفوراً في ذاكرة أو وجدان السوريين والعرب حتى اليوم. ساهمت بانتشار السينما السورية، ويضم رصيدها حوالى 70 فيلماً، شاركت في إنتاج وإخراج خمسة منها، بالإضافة إلى 25 فيلماً من بطولتها وتحمل توقيعها سيناريو وحواراً وتأليفاً. عن سبب اختفائها من الساحة الفنية، تقول إغراء: “أنا لم أختفِ، وقدمت آخر أعمالي  قبل 7 سنوات من أحداث سوريا، التي حالت دوننا ودون الإنتاج. عدا عن أن المنتجين هربوا في أواخر الثمانينيات بسبب عدم تلبية وزارة الثقافة مطالبهم، وبقيت وحدي في الميدان واستمررت في الإنتاج. آخر أفلامي “أسرار النساء” من إنتاجي وكتابتي وإخراجي، واستمر عرضه في الصالات إلى حين إقفالها، وهي لا تزال مقفلة حتى اليوم. أين يمكن أن أعرض أفلامي وصالات السينما مقفلة؟”، وفي المقابل، تؤكد أن الظرف ليس مؤاتياً لإنتاج أفلام مشتركة تلعب دوراً في انتشار اسمها عربياً، مضيفة: “الأفلام المشتركة التي شاركت فيها محدودة، بعضها مع ممثلين لبنانيين، وفيلمان مع النجم المصري الراحل عمر خورشيد”.وترى إغراء أن الفنون غير منفصلة، وهذا ما جعلها تتجه نحو الإخراج، وتقول: “كنت أجلس مع “المونيتور” لمتابعة تفاصيل العمل، واكتسبت خبرة. الذي يهوى الكتابة والتمثيل، يهوى كل ما له علاقة بالفن. أنا أحببت الإخراج كثيراً، وأعتبره موهبة ولا يمكن اكتسابه عبر التعليم، وهناك الكثير من المخرجين في كل دول العالم، أفلامهم ليست جيدة، لأن الإخراج إحساس وخبرة وتجارب حياتية”..

مشهد تمثيلي لاغراء

وترفض إغراء أن يقال إن أسمها يعكس الأدوار الجريئة التي تميّزت بها، وتقول: “أنا لم أتميّز بأدوار الإغراء. بدايتي الفنية كانت في مصر، وكنت في سن الـ 12 وأدوار الإغراء لم تكن مناسبة لعمري، والمخرج زهير بكير هو من أطلق علي اسم إغراء، لأنه كان يتوقع أن أصبح ممثلة إغراء. لكني لم استمر في مصر بقرار مني، بعد أن شاركت في فيلمين من بطولتي هما “عودة الحياة” مع أحمد رمزي ومها صبري، و”الحب الأخير” مع هند رستم وأحمد مظهر. كان يقال دائماً “لسة صغيّرة” وهذه العبارة شكلت عقدة لي، ولذلك غادرت مصر على أن أعود إليها عندما أكبر، ولكني لم أعد أبداً لأنني بنيت مسيرتي في سورية. أنا النجمة السينمائية الوحيدة في سوريا، ولا يوجد نجمات سينمائيات لا قبلي ولن تأتي نجمات من بعدي. الجمهور تعلّق بي، منذ أن قدمت أول أفلامي عام 1975. أنا نشرت السينما السورية في الدول العربية وصنعت تاريخاً سينمائياً فيها”. يُذكر انه من من أفلامها كممثلة: الفهد 1970 لنبيل المالح، راقصة على الجراح 1973 لمحمد شاهين، وجه آخر للحب 1973 لمحمد شاهين، المغامرة 1947 لمحمد شاهين، السيد التقدمي 1974 لنبيل المالح، أموت مرتين وأحبك 1976 لجورج لطفي الخوري، الصحفية الحسناء 1976 لجورج لطفي الخوري، الحب الحرام 1976 لخالد حمادة، امرأة في الهاوية 1990 لنبيل شمس ومن أفلامها كمخرجة: بنات الكاراتيه 1987 . وامرأة برسم البيع في الثمانينات ايضاً وغيرها من الاعمال

اغراء اليوم!!

وعن سبب تمنّع هذه المؤسسة عن إنتاج أفلام لها، توضح: ” أنتجت لي في بداياتي 4 أفلام هي الأهم، وفازت بجوائز في الخارج، ولكن ما حاجتي إلى الجوائز، الشهرة في بلدي هي التي تهمني، ولا يناسبني التعامل معها. صحيح أنني قدمت أفلاماً جماهيرية، ولكنها تتضمن فكراً وسياسة ونقداً اجتماعياً، وليس مجرد أفلام تافهة. هم يربطون الجماهيرية بالتفاهة وهذا الكلام ليس صحيحاً. المؤسسة تطرح في أفلامها مقولات يعرفها الكبير والصغير، كما أن أفلامها ليست واقعية 100 في المئة، وتظن أنها تنتج أهم وأفضل الأفلام، ولكن الحكم هو الجماهير”.

الزمن الجميل انقرض!!

من ناحية أخرى، تتحدث إغراء عن سبب عدم تمتع النجوم الحاليين بهالة نجوم الزمن الماضي، قائلة “زمن الفن الجميل انقرض هو ونجومه، والتاريخ لن يأتي بنجمات مثل ـ فاتن حمامة وسعاد حسني وزينات صدقي وعبد السلام النابلسي وغيرهم. هؤلاء عملوا في الفن حباً به وليس من أجل المال. حالياً، نحن نعيش عصر الانحطاط الفني والأخلاقي والثقافي، وفي الماضي كان الفن حقيقياً ومن يعملون فيه كانوا حقيقيين، كما كانوا مبهرين وبمواهب خارقة، أما من يبرزون حالياً، فـللاستهلاك المحلي. هناك مطربات يتقاضين الملايين، مع أنهنّ لا يتمتعن بصوت جميل ولا يقدمن أغنيات جيدة على مستوى اللحن والكلمة، وعلى الرغم من ذلك يتابعهنّ الملايين. هناك انحطاط حتى في أذواق الناس، وهم لا يسمعون بآذانهم بل بعيونهم”.

مشهد لاغراء

لماذا رفضت شارع شيكاغو وعناية مشددة؟

وعن سبب ابتعادها عن الشاشة الصغيرة، توضح: “بدايتي كانت من خلال التلفزيون، وشاركت في أعمال كثيرة، هي محط أحاديث الناس حتى اليوم، وعندما أخذتني السينما لم أعد أملك الوقت الكافي، لأنني كنت أجمع بين الكتابة والتمثيل وأقدم 3 أفلام سنوياً، ولكن في الفترة الأخيرة عُرضت أعمال ورفضتها وآخرها “شارع شيكاغو” لأسباب مادية، مع أنه يضم نخبة من النجوم الذين أحبهم كثيراً ومستواه جيّد. لا أنكر أن الشركة المنتجة قدرتني لناحية الأجر ولكنه لم يناسبني، مع أنه أكبر من الأجر الذي دفعته لغيري، ولكني وجدت أنه لا يوازي الجهد والتعب والإمكانات التي سوف أبذلها، وقبله عُرض عليّ بطولة مسلسل “عناية مشددة” لكنّ الدور لم يعجبني، لأنه عنيف جداً ولا يناسبني نفسياً وبيولوجياً ولا يمكن أن أتعاطف معه، عدا عن أنه لم يكن ممكناً أن تكون عودتي بدور السفاحة. أنا لا أقبل بأي دور ولا يهمني التواجد لمجرد التواجد، بل أحرص على أن  يكون الدور محترماً وعودتي كريمة، احتراماً للجمهور الذي ينتظرني”.

ماذا عن فيلمها الوثائقي؟

عن مصير الفيلم الوثائقي الذي يحكي عنها، تقول: “هذا المشروع من إنتاج شركة فرنسية، اشتغل عليه عمر أميرالاي عاماً ونصف العام، ولكنه توفي بعد أن كنا قد وصلنا إلى مراحله الأخيرة، فاشترته شركة أخرى. أنا ثاني فنانة عربيه ينتج عنها فيلم وثائقي، ولكن لا علاقة بقصة حياتي، بل هو بعنوان “الانتحارية التي صنعت تاريخاً سينمائياً في سوريا”، ويحكي كيف ولماذا صنعت تاريخ سوريا السينمائي. سوريا عُرفت من خلال فيلم “الفهد” الذي يتضمن مشهداً جريئاً لي، جذب الناس لحضوره. الفيلم كان جيداً ولكن هذا المشهد كان مصيدة لهم، وعندما سئلت “ماذا شعرت عندما قدمته؟”، أجبت “شعرت وكأنني انتحارية أفجّر في نفسي لغماً ولكن لا بأس ليكن جسدي جسراً تعبر عليه السينما السورية”.إغراء التي تقول إن فكرة الوثائقي تدور حول مقولة “إن جسد المرأة في العالم العربي، ليس ملكها، بل ملك الزوج والأهل والمجتمع والدولة والقبيلة، وإن المرأة في هذه البلاد مظلومة، مجروحة النفس والكرامة مضطهدة ومسلوبة الفكر والإدارة والتعبير والرأي والحرية والرغبات والمشاعر الإنسانية وحتى الأحلام”، تنفي أن تكون هذه المقولة تنطبق عليها، وتضيف: “لكني لا أمثل كل شرائح المجتمع”. وعما إذا كانت تعتبر نفسها متحرّرة، تجيب: “طبعاً ولكني لست متحلّلة أو منحلّة. هناك حرية مسؤولة أنا معها وحرية غير مسؤولة أرفضها، وأنا متحرّرة ولكن ضمن نطاق المجتمع والعادات والتقاليد، لكن هناك من يدعون أنهم متحرّرون وهم منحلّون في الحقيقية، لأن التحرّر لا يعني ارتداء القصير وإبراز المفاتن. أنا ظهرت بالبيكيني وبمشاهد جريئة في أفلامي لأنها مهنتي، ولكن لم ارتدِ “الميني” أو البيكيني في حياتي الخاصة”.

اغراء بمشهد مع عمر خورشيد

وعن الفرق بين الأمرين، خصوصاً أن الأفلام يشاهدها الملايين، توضح “الأمر يرتبط بتكويني النفسي، وأنا أحب الملابس المحتشمة، ولكن هذا لا يعني أن من ترتدي “الديكولتيه” والقصير غير أخلاقية، بينما عندما أؤدي مشهداً جريئاً في السينما، فلأنه يتطلب ذلك، والمهنة تختلف عن الواقع”. وعما إذا كانت أدوارها تتعارض مع قناعاتها، تجيب: “أنا مقتنعة بكل أدواري ولا أتبرّأ من أيٍ من أعمالي”.

شاهد أيضاً

زوزو محمد قتلت والدها لترقص فكانت نهايتها مأساوية!!

زوزو محمد، ممثلة وراقصة مصرية عملت في الرقص مع بديعة مصابني وببا عز الدين في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *