كتب / ماهر عبدالوهاب
كشفت جمعية “مسرح كيف” التعاونية نتيجة مبادرة حصر المنظمات المسرحية عن إحصائية تشير إلى ارتفاع عدد المنظمات المسرحية غير الربحية في السعودية إلى حاجز 100 منظمة، والتي كانت العام الماضي قرابة 60 منظمة، ويأتي ذلك لما توليه الجهات المعنية في السعودية من اهتمام واسع لدعم المواهب المسرحية من الممثلين والمخرجين.هذا وبحسب حديث ياسر مدخلي رئيس تعاونية (مسرح كيف) أن هناك تعاون كبير بين هيئة الترفيه وبرنامج جودة الحياة ووزارة الثقافة وعدد من الجهات ذات العلاقة لرعاية المواهب وتشجيع القطاع الخاص لإنتاج عروض مسرحية والتعاون المشترك الذي يستهدف توفير بنية تحتية لمشاريع الهواة والمحترفين.
• ملتقى المنظمات المسرحية غير الربحية الثاني
ففي ملتقى المنظمات المسرحية الثاني الذي أقيم “عن بعد” الخميس الفائت بتنظيم (مسرح كيف) بالتعاون مع المنظمات المسرحية النشطة وتحت إشراف وزارة الثقافة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أشار مدخلي إلى مجموعة من التحديات التي تواجه هذه المنظمات، منها البنية التحتية، وعدم وجود مقرات إدارية لها لممارسة العمل الإداري والتنظيمي، وعدم وجود ورش ومصانع ومشاغل متخصصة في إعداد وتجهيز أدوات العروض المسرحية، مثل الديكورات والإكسسوارات، بالإضافة إلى التشريعات في الجانب التصنيفي، إذ لا يوجد تصنيفات لممارسي المسرح سواء على مستوى الخبرات أو مستوى القدرات.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات إلا أن “مدخلي” أعلن عن مبادرة باسم (برنامج القيادات المسرحية) لتأهيل رؤساء والإداريين في المنظمات المسرحية وذلك لمواجهة النقص الكبير في الكفاءات الإدارية والمالية في قطاع المسرح، ويقول: الفنان ليس شرطاً أن يكون صاحب كفاءة إدارية ومالية على المستوى العام، ولكن في إدارة العمل الفني نحن بحاجة إلى اكتساب هذه المهارات لتحقيق استدامة عمل منظماتنا وتسويق أعمالها وإنتاجها بجودة عالية، وتوظيف الكفاءات الموجودة في السوق والمساهمة في إدارة وتطوير قطاع المسرح.
• تزايد المنظمات مؤشر احتياج
من جهته، قال هائل عقيل رئيس نادي مسرح جدة “إن زيادة المنظمات المسرحية إلى أكثر من 100 منظمة غير ربحية بسبب وجود عدد كبير من المواهب تريد توصل صوتها وموهبتها للجمهور السعودي فهذا المجال صار أكثر فاعلية وأكثر جاذبية من قبل، نتيجة للرؤية السعودية التي تستهدف تعزيز دور القطاع الثالث والاهتمام بالفنون والإبداع فهناك دعم الكبير تقوم به الجهات المعنية في السعودية، وما تقدمه للفنانين وتحفيز الشباب في تقديم أعمالهم الفنية في مختلف المجالات، وفتح الباب أمام المبدعين السعوديين في المشاركة بالنهضة الفنية والثقافية.
• ملتقى مهم واحترافي
وعن (مسرح كيف) يقول الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي: كيف ، دائما ما تكيّف الظروف بالمبادرات لخدمة المسرح والمسرحيين، هذا الملتقى بادرة مهمة في وقت ينتظر فيه الجميع “من يعلق الجرس؟” لذلك يجب الالتفات للأندية والجمعيات ودعمها؛ لأنها قادرة على قيادة المسرح السعودي ومؤهلة لتنشيطه وتطويره.
والمخرج الكويتي عبدالله عبدالرسول رائد مسرح الشباب يؤكد “نحن بحاجة لمثل هذا الملتقى لأنه مساحة للبحث في كل الجوانب المستجدة وألية عمل المنظمات المسرحية التي نسعى جميعا لتطويرها ودعمها واستمرارها كرسالة انسانية مهمة في الحياة فالاستدامة تأتي بالعمل الجماهيري وحماية حقوق المسرحيين.ويرى الكاتب الصحفي والمسرحي السوري سامر محمد إسماعيل “أن العمل الأهلي فيصل في تنشيط المسرح كظاهرة اجتماعية لا بديل عنها في تشذيب الذائقة وتحقيق الفائدة للناشئة والشباب. من هنا أعتقد أن ملتقى المنظمات المسرحية لتجمع (مسرح كيف) مهم وضروري للغاية، لاسيما في ظل مركزية الأنشطة المسرحية العربية في العواصم والمدن الكبرى. إننا اليوم جميعا كمسرحيين ومثقفين أمام هذا الاستحقاق.المبادرة هي سمة أساسية من سمات الفنان المسرحي، وعليه بمكن البناء لعمل مشترك وطليعي في المنطقة.وعن الدكتور عدنان سلوم المشرف على المسرح في مؤسسات ربع قرن بالشارقة فله رأي مماثل حيث يصف ملتقى المنظمات المسرحية” إنه خطوة إيجابية وجريئة نحو ممارسة مسرحية صادقة وحقيقية في ظل الراهن المتغير حيث تنهل هذه التجربة من هذا الراهن وتعيد انتاجه وتفسح المجال لشراكات إيجابية لمصلحة المسرح ومستقبله، وقد تكيف (مسرح كيف) خلال فترة تشكله مع واقع الحياة وأصبح جزء لا يتجزأ من الممارسة المسرحية المحلية ولديه فهم واضح للتحديات التي تواجه المسرح لذا تراه يبحث فيها مباشرة ويسعى لوضع الحلول ومنفتح على كل أشكال المسرح وفنون العرض ليكون قريب من كل الفئات العمرية والمعرفية.
وعبر الكاتب عباس الحايك عن امتنانه للمسرحيين إذ تم الاحتفاء بمسيرته وعطاءه واعتباره الشخصية المكرمة لهذه الدورة في الملتقى، وأثنى الحايك مؤكدا إعجابه بمهنية هذا الملتقى وعمق محاوره وجديته في تناول واقع المسرحيين والبحث بشكل عملي عن حلول تشجع الجميع على العمل وأداء دور فاعل في مشهدنا المسرحي.
• المبادرات محاولة جادة من (كيف)
ووجهنا سؤالنا عن (كيف) إلى رامي الأحمدي المدير التنفيذي المكلف في (مسرح كيف) وأجاب “إنه سؤال البحث، سؤال الطريقة، سؤال الكيفية والنوعية، كيف محاولة جادة ومبادرة خالصة ومخلصة للمسرح، كيف هو سؤال الموهوب، وإجابة الخبير، في هذه التعاونية نسعى لتعزيز “الكيف” في عملنا بمنهجية تتجه نحو الجمهور المتغير والعالم المتطور بهدف تقديم فرصة جديدة للمسرح وليتمكن من قيمته الحقيقية ثقافيا وترفيهيا واجتماعيا.
الجدير بالذكر أن (مسرح كيف) استطاع لعب دور مؤثر في المسرح السعودي بمبادرات يقدمها سنويا بدعم ذاتي لتحسين أوضاع المسرحيين وتحفيزهم للاستمرار في رفع كفاءة الموهوبين والعمل الجاد للوصول إلى حلول تساعدهم لتجاوز التحديات التي تواجههم.
• التحديات والفرص والتعاون والرخص
ألقى كلمة الافتتاح رئيس مجلس إدارة جمعية ضوء الكاتب والمخرج عبدالله عقيل، وأدار الجلسات والحوار الفنان محمد شوقبي رئيس نادي حكايا، وجاءت المحاور حول تحديات المنظمات والتعاون بينها ورخص الممارسين ومناقشة تطلعات المسرحيين نحو الجمعية المهنية بمشاركة سامي الزهراني عضو نادي مسرح الطائف وتركي باعيسى رئيس نادي جوقة المسرح وأريج الحمدي عضو نادي حكايا وياسر مدخلي مؤسس ورئيس مسرح كيف، واحتفى الملتقى بالكاتب المسرحي عباس الحايك مشيدا بمشروعه “تشاكيل” الذي يستمر منذ ثلاث سنوات في تقديم محتوى بودكاست يستضيف المسرحيين ويؤثق تجاربهم ويرصد آرائهم ويستعرض سيرهم، وأعلن في نهاية الملتقى عن عدد من التوصيات جاءت كالتالي: عقد ورش عمل مشتركة لإعداد اللوائح والسياسات المؤسسية للمنظمات، استمرار اللقاءات بين المستثمرين والمنظمات ومنحهم شراكات تدعم أنشطتهم، تفعيل إسناد المشاريع التابعة للجهات الحكومية إلى لقطاع الثالث، التغلب على تحديات البنية التحتية من خلال إنشاء أشكال مسرحية معاصرة، إنشاء منصة رسمية لدعم الاستثمار في المسرح، تقديم الامتيازات والحوافز للعاملين في القطاع المسرحي، إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية للمنظمات وأعضائها وإمكانياتهم، إبراز أهمية تصنيف المهنيين ووضع معايير دقيقة للتراخيص