ابتسام غنيم/ القاهرة
حسين تركيبة غنية متفردة من حيثيات عدة لا يُقدم الا ما هو مقتنع به، وهو يعيش حياته على عبارة اللبناني الكبير امين الريحاني” قل كلمتك وامشي”.. من هنا نجد له مواقفاً وأراءً معاكسة للواقع لكنها في خدمة الفن والوطن والمجتمع.. والمعروف عن القدير حسين نوح خوضه غمار الانتاج، الا انه في حال وجد ان العمل لن يصب بصالح المجتمع فهو يستغني عنه في الحال، وسبق انه كان قبل سنوات يُقدم على تقديم مسلسل من انتاجه ورشح له النجم خالد زكي الذي ما ان قراء السيناريو وجد ان الحوار مختلفاً تماماًُ عن الرواية التي اختارها نوح الامر الذي جعل الاخير يوقف العمل تماماً وتنازل عن الـ 300 الف جنية التي دفعها كعرابين..
ومشواره مع الفن التشكيلى منذ 20 عاماً، أقام خلالها أكثر من 20 معرضاً داخل وخارج مصر، تميزت أعماله بالمصرية الشديدة فقد كان يتبنى نفس أفكار كبار الفنانين التشكيليين في مصر.وهو أحد أهم الفنانين التشكيليين في مصر والمبدعين الذي عاش وتربى في أسرة فنية، فهو شقيق الموسيقار الفنان الراحل محمد نوح، إلى جانب دخوله مجال الإنتاج الدرامي من خلال مسلسل “بنت من شبرا”، و”ثمن الخوف” و”سوق الحلاوة” و”الحصيدة” و”أنت المطلوب” لعلى الحجار، و”سحلب “لحسين فهمي، و”عقد الياسمين” لصلاح ذو الفقار، وأقام العديد من المعارض خارج وداخل مصر.
ويقول حسين نوح:” قدمت مسلسل “بنت من شبرا” وكان من اجمل الاعمال الراقية، للاسف اليوم اتسأل اين فكرة حماية السينما” بقوا يجيبوا بنات شبه عرايا ليقفن على شباك التذاكر، “، (ويتابع)” يا جماعة العبقري صلاح ابو سيف لما عمل فيلم الزوجة الثانية في مشهد طلاق شكري سرحان لزوجته سعاد حسني التي تجسد مصر عمل كلوز على فمه ليظهره كبيراً، وهذا البيغ كلوز له توظيفاً”..(ويعلق) المنتج العبيط هو الذي يقدم اعمالاً عبيطة فرحانين بالسكاكين والمطاوي وهذه ليست سينما مصرية”.
*ماذا عن الدراما الرمضانية؟
-بعض الاسماء لفتتني لغرابتها لكن اريد ان اشاهد المضمون لاحكم عليها، ” وياريت المنتجين يعملوا مسلسل عن “طلعت حرب” مثلاً”، في حال لم نهتم بالقيم العظيمة، واقسم بالله العقل المصري مالم يستيقظ مما هو فيه فسيحكمنا العدو لا محال وتتحق فكرتهم من النيل للفرات.. ويمكن مع الوقت فلانة الرقاصة تقدم برنامج واخرى تعتلي منصباً وهي نكرة” وهذا سيضر مصر حتماً..التعليم والثقافة والاعلام مهمون جداً لتعليم الذوق والنظافة..شاهدوا فيلم ” دعاء الكروان” هل فيه شوط قبيح؟ شاهدوا ” الزوجة الثانية” هل فيه الفاظاً نابية؟ هل قدمت سعاد بالفيلم مشهداً مبتذلاً؟ مثل تلك الاعمال قدمها مثقفون.. بينما اليوم الوضع اختلف” عاوزين حد يزغزهم ويضحكهم والسلام” متجاهلين القيمة المضافة.. (ويضيف) للاسف اليوم يوجد سيدات تؤجر شققاً وتجلس طوال الليل على التيك توك ويبعن ملابس داخلية وابقى قابلني على الخاص وهذا هو العار بحد ذاته..
*فقدنا الانتماء؟
-طبعاً وبالتالي الولاء، الولاء للوطن يأتي من الأسرة أولًا ثم المدرسة ثم الجامعة ثم النادي،أحاول بكل جهد إن أضيء شمعة للشباب من خلال معارضي التشكيلية الشخصية ،وللاسف ونتهم الدولة التي ليست مجرد اناساً على الخريطة، والناس يجب ان تتعلم بالتعليم الاعلام وعدم تسويق افكاره الا لما فيه الخير..(ويضيف) في بيتنا كانت لدينا مكتبة عامرة بكل صنوف الكتب، فقرأنا في المسرح العالمي، لهنريك أبسن وكولن ولسون ومكسيم جوركي، وألبرتو مورافيا، كان جيل الستينيات عصرًا ثريًا بالمعرفة، وكنا نستخرج المعرفة من بقايا الجيل الكبير، جيل توفيق الحكيم وفكري أباظة وثروت أباظة، وطه حسين وسلامة موسى، ونقرأ عن رفاعة الطهطاوي لذا الثقافة مهمة جداً لتعزيز الانتماء..(ويضيف) مصر هي من صنعت التاريخ، والموسيقى خير رفيق لها في السفر، ولها الفضل في تكوين تضفيرة الفن الموسيقى والفن التشكيلي لديها.
*اخيراً هل صحيح ان والدتك اقفلت الخط بوجه الرئيس السادات؟
-نعم ولها قصة سأذكرها لك، في يوم رن جرس الهاتف في بيتنا، وكان المتحدث هو رئيس الجمهورية شخصيًا، الرئيس السادات، وكان يريد من محمد نوح السفر لسيناء حين قمنا باستردادها لترجيع كلمة مصر والوطن ومدد، لم يجعل فوزي عبدالحافظ يكلم بيتنا، وأمي اعتقدت أنه شخص يعاكس.وطلب فوزي عبدالحافظ بيتنا مرة أخرى وتحدث معه شقيقي، وتناول منه الرئيس السادات سماعة الهاتف وقال له: “يا محمد قول لأمك لا تغلق الخط في وجه رئيس الجمهورية وإلا سأسجنها” وضحك محمد والرئيس.وطلب منه الرئيس أن يذهب لسيناء ويقول مدد شدي حيلك يا بلد، وذهبت معه إلى سيناء، كانت علاقة محمد نوح بالسادات قوية جدًا