حوار/ ابتسام غنيم/القاهرة(من الارشيف)
ليلى غفران فنانة صادقة مع نفسها ومع الاخرين تتصرف بتلقائية،تتكلم بعفوية،ترفض اللف والدوران، وهي اليوم بوضع مختلف وليس كما عهدناها اذ بنيتها فكرة الاعتزال وبعد اصدار البومها الاخير”شكرا يا جرح” معها كان هذا اللقاء الحصري الذي خصتني به بالقاهرة قبل سنوات ونشرته حينها في مجلة ” الجرس” واليوم أُعيد نشره في خانة الارشيف في elmaw2a3.net
*نلاحظ انك غيرت بشكلك كثيراً؟
-الفكرة ليست تغييراً، احياناً اميل لأكون طبيعية، وبهذه الفترة اشعر اني اريد ان اعود كما كنت صغيرة،نزعت “الاكستنشن” وقصصت شعري بيدي، ونزعت الاظافر”آكليريك”،حتى زوجي استغرب تصرفاتي واردت ازالة التاتو الذي على كتفي” اقوم بمحيه”، هذه الفترة اميل للزهد لا اعرف لماذا.
*نفسيتك تعبانة؟
-لا لا،”حابه شوف نفسي وانا طبيعية من دون مكياج”.
ندمت لاني اصبحت نجمة وآخر اعمالي “شكراً يا جرح”.
*سعيدة؟
-قمة الجمال بالبساطة، لكن هذه الايام تراودني فكرة غريبة،(تصمت ملياً ثم تقول) قد اترك الفن، والتقيت بالمنتج محسن جابر وقلت له ان هذا الالبوم سيكون الاخير ليوزعه لي، تفاجأ وقال لي”بلاش الكلام ده يا ليلى” فأكدت له على نيتي بالاعتزال.
*تشعرين انك ستمرين بازمة ما؟
-فعلاً”وما اعرفش ليه حاسه كده”، انا لا اريد ان اكون متوفاة وينزعون عن رأسي ويدي وكتفي”الاكستنشن والاظافر والتاتو”، اريد ان اذهب الى ربي كما انا.
*لكنك نقية من الداخل ومتصالحة مع نفسك؟
-اوكي معك حق”بس بكرة يمكن اموت وعايزه اكون على طبيعتي”، وعلى فكرة انا كنت بالمغرب من ثلاث اسابيع ولم اخرج من البيت سوى اليوم لاقابلك، اصبحت بيتوتية اكثر من اللزوم.
الثورات خربت الدنيا فهلت موجة التكفير وجاء الفيلم المسيء للنبي ليعزز الفتنةّ!!
*تشعرين من ان الزيف اصبح سيد الموقف؟
-بالظبط والاقنعة سقطت عن وجوه كثر، يوجد نفاق غير مقبول
*لكنها الدنيا فيها الحلو والمر؟
-“بس ما بحبهاش كده”، اريد ان اعيش بسلام داخلي ولطالما تغاضيت، لكن لم اعد استطيع ان انافق نفسي.
*تستطيعين ان تحددي صداقاتك مع الناس؟
-لكني لست الاهاً ولا نبياً، انا بشر مثلهم اخطاء، ويمكن لو نصحتحم يقولون”مين دي حتت مطربة وبتتكلم”، كلمتي لن يفهموها صح وسيظلون يترصدون لي،اعلم انه يوجد اشخاصاً يحبونني ويفهمونني لكني(اتخنقت ومش قادره الا اكون صريحية وطبيعية وما يرضي الله سبحانه وتعالى) ومع ذلك هناك من يتصيد لي الاخطاء مع اني”زي كل الناس بغلط واعيش عادي جداً كسائر السيدات”، لكن البعض مصر على ان يعاملني بلؤم لمجرد اني فنانة.
قال انه سيعتزل ثم تراجع وبعدها اعتزل فلماذا التطاول على الكبار؟؟
*فكرت بكتابة مذكراتك؟
-انا كتاب مفتوح وكل اسراري اصبحت مشاعاً، مرة لم اتبرىء من شيء او انكر او اكذب حتى في زيجاتي وحياتي الخاصة
*مثل الصبوحة؟
-بالظبط ولا اخجل واخاف الا من ربي عز وجلّ
*الم تندمي على شيء سواء على المستويين الشخصي والمهني؟
-ندمت على اني اصبحت نجمة
*لكن هذا انجاز كبير؟
-اوكي لكن كان بأمكاني ان اعيش “زي اي حد وامارس حياتي بشكل طبيعي” لكن النجومية اخذت مني الكثير، كنت اتمنى ان اكون انسانة بسيطة وعادية ومرتاحة، بدلاً من ان اكون مطربة وتعيسة(تقولها وتغص).
*ما الذي يتعسك؟
-ياه اشياء كثيرة، موت ابنتي هبة، قسوة الناس عليّ، المناخ الفني،انا اريد ان اقدم رسالة فنية واليوم الجو تغير ولم يعد هناك من رسائل، اصبحت كل من هبت ودبت تتعرى وتغني هذا بحد ذاته تعاسة، بينما الفن بالنسبة لي قيمة كبيرة.
اوقفت برنامج(اكاديمية ليلى غفران) لانهم سرقوه واستديو الفن لن يتكرر بالوطن العربي.
*ماذا عن الالبوم الجديد؟
-قصدك الالبوم الاخير عنوانه”شكراً يا جرح”،ومضمون الاغنية عبارة عن سيدة تشكر جرحها على كل شيء وتقول كلماتها، شكراً يا جرح/ علمتني مين معايا ومين عليا/ ومين نزل دموع عنيا/ ومين الي خاني/ شكرا يا جرح.
*لو ضرب الالبوم هل ستعدلين عن قرار اعتزالك؟
– سأبحث عن رسالة جديدة اقدمها للناس، رسالة حب مودة بعيداً عن الفن
* لكنك زرعت هذه الاشياء بالفن واعدت غناء العمالقة؟
-يوجد اشياء اخرى مثل المؤهلات.
*والثورات وموجة التكفيرات ما رأيك بها؟
– والتطاول على الرموز هذا وضع غير مقبول وغلط فادح، انا لي ام واب لا يمكن ان ارفع عيناي بهما هل يعقل ان يأتي احداً ويكفرنا ويتطاول علينا ونحن نقدم البهجة والمتعة للناس من خلال رسالة خالدة، اصبحنا بزمن تغير التطاولات الولد الصغير يتطاول على والديه، تصوري يعني على الدنيا السلام، انا زعلانه مما حصل بالرموز في العالم العربي من اهانات، كما اني ضد ما حصل بليبيا وسوريا ولبنان وايضاً في مصر، وموجة التكفير تلك غير مقبولة ثم من هؤلاءالدعاة؟ ومن اعطاهم التوكيل ليكفروا فلان وعلان؟ الرب هو من يحاسبنا على افعالنا ولاننا بشر هو غفور رحيم والا لكان خلقنا كلنا دعاة” وجعلناكم فوق بعضكم “.
عدت الى طبيعتي (مين عارف يمكن بكره اموت)؟!
*رغم انك ضد الثورات لكنك انجزت اغنية للثورة المصرية؟
-صحيح ورثيت فيها الام الثكلى التي فقدت ابنها بالثورة، انا اريد ان افهم اين هذا الربيع العربي الذي يتحدثون عنه، يوجد مخطط لضرب الشرق الاوسط يعني انا اليوم لا اعيش بسلام ابداً وممكن في اي وقت “يتخرب بلدي المغرب لاسمح الله” زمان كانت بمصر وكل العالم العربي يعيشون بأمان وهدؤ، وكنا نقول ما نريده من دون خوف ونسافر ونحي الحفلات اليوم”مافيش حاجة كلو اتلغى” وكل الناس بلا عمل، متى سنستعيد رباطة جأشنا؟ متى سنتصرف من ضميرنا من دون تحركات خارجية؟ متى سنصبح آدميين ونتخلى عن تصرفات الارجوزات؟ اين الامآن؟ وحتى الفيلم الذي قدموه بهذا التوقيت والذي يسيء للنبي هو حقارة بغية الفتنة، والاخوة الاقباط بمصر والعالم ليس لهم علاقة بهذا العمل الدنيء الذي يمثل صناعه اي للفيلم فقط، وارى ان من خطّط للثورات يكمل انجازاته من خلال التخريب بالعالم العربي وتقديم اعمال سخيفة لاغراض ومآرب شخصية، لذا اناجي واتسأل متى سيصل صوتنا للعالم ومتى سنستطيع ان نقوم بأعمال لصالح انفسنا وبلادنا لتجاوز كل ذلك؟ اليوم انا بصدد تحضير اغنية بعنوان(محمد رسول الله) يعني الرد يجب ان يكون حضارياً وليس بالقتل كما حصل بقتل السفير الاميركي ببنغازي، مع العلم ان الاميركان هم من علموا الشباب العربي كيف يحمل ويستخدم السلاح يعني طباخ السم تذوقه بكل بساطة.
*هل ستعودين الى المغرب؟
-انا عاشقة لمصر وسأكون عصفورة تحط رحالها تارة بمصر وطوراً بالمغرب بلدي الذي اعشقه وسياساته، التي تعرف كيف تحتوي الأزمات بشكل لبق “وربنا يخليلنا” جلالة الملك محمد السادس الذي “يطبطب” على شعبه ويحتويه.
*هل ستزورين لبنان ام خائفة؟
-ياما زرت بلبنان وكانت الاوضاع غير مستقرة، ولا اخاف واعيش حياتي بشكل عادي مثل كل اللبنانيين ثم اني اؤمن من انه لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا.
الله غفور رحيم وخلقنا طبقات والا لكنا اليوم كلنا دعاة.
*رحيل وردة آلمك؟
-اكثر مما تتخيلين كانت مدرستي، هي من المطربات التي اسست مدرسة قائمة ذات خصوصية بها وبطريقتها بالغناء، وردة كانت ولا تزال بالنسبة لي قيمة كبيرة ماتت بهدؤ، وظُلمت كثيراً وقلبها لم يعرف سوى الحب.
*زعلِت من الفنان فضل شاكر عندما طلب من وردة الاعتزال قبل رحيلها؟
-انا زعلت منه عندما ذهب الى المغرب لاحياء حفلة هناك ضمن مهرجان موازين وشتم الرئيس الاسد، يعني معقول هو موجود ببلد ليس بلده، وليس من حقه ان يشتم اي رئيس جمهورية اي بلد كان، هو اتى ليغني ويقبض اموالا وليس ليسب ويورط المهرجان هل يظن نفسه بقناة اخبارية؟ ثم يكذب ويدعي قبل عدة اشهر انه سيعنزل ثم يتراجع عن قراره ليعود ويعلن الاعتزال، هو حر بتصرفاته لكن لماذا هو بوجهين ليكن (دوغري).
*ايضاً هو اعتبر ان وديع الصافي تبهدل في آخرته؟
-استاذ وديع يجب ان يُنصب له هرماً ثم من فضل شاكر ليعطي رأيه بوديع الصافي هذا الكبير الذي قلّ ان يجود الزمن بمثله؟ لقد نحت بالصخر حتى صنع اسمه”ده مش شوية انت يا فضل غنيتلك يومين وكنت مش مصدق نفسك بس استاذ وديع نحت الصخر ليقدم رسالة فنية خالدة مش يتسلق على النجوم ويجمع قرشين ويضع قدم فوق الاخرى”، وديع وابناء جيله تعبوا ولا يحق لاحد ان يأتي على سيرتهم عيب، ونحن اي انا وجيلي شربنا الاصالة منهم واتينا من بعدهم وعرفنا كيف يكون عندنا ثقافة فنية حتى عندما نتكلم ونصرح، لان الجمهور يرفض الوساخة وقلة الادب ،زمان كان عندنا جهابذة من المشايخ الفنانين مثل الشيخ سيد درويش ،الشيخ زكريا احمد ،الشيخ عيسى الامام والشيخ سيد مكاوي هل كل هؤلاء ليسوا مؤمنون؟
*ماذا عن برنامجك الهواة؟
-كنت سأنتجه واقدمه لكن الغيت البرنامج، لان برامج الهواة كثرت بالفترة الاخيرة وصرت اشعر ان فيها نصب واحتيال
*لكنك لن تحتالي؟
-اوكي لكني سأندرج بخانتهم وانا لا اريد ان اكون كذلك.
كلما اريد غناء(دار يا دار) اغص وابكي.
*اكثر برنامج مواهب احببته؟
-بصراحة انا ضد تعريب برامج الهواة، الم يعد عندنا ادمغة للتفكير وتقديم برامج تحمل هويتنا وخصوصيتنا
*بلبنان كان يوجد”ستديو الفن” لسيمون اسمر؟
-هذا حالة خاصة لن تتكرر، لذا وصل سيمون اسمر لمرحلة فنية الكل يحترمها ولم يأت مثيلاً له حتى اليوم، لقد ابتدع برنامجاً لازلنا نتندر به، لكن برامج اليوم تقليداً لدول الغرب،
*لو طلبو منك ان تكوني بلجنة تحكيم برنامج هل توافقين او تعتذرين؟
-لو الفكرة من عندنا اوكي مافيش مشاكل، لو غير كده اكيد لأ،(وتتابع) عندما فكرت ان انجز”اكاديمية ليلى غفران” وصرحت يومها كيف سيكون شكل الاكاديمية، للاسف الشديد اقتبسوا من الفكرة جزئية من برنامج” ذا فويس”، انا اكاديميتي كانت ستعمل على اكتشاف الاصوات الجديدة، وسأتولى تعليم الفائز الموسيقى وكيفية الغناء بمعنى اصنع الموهبة واقدمها للجمهور ليكون هو الحكم فيما بعد،حتى الالحان سأرسلها له على شكل نوتة وليس عبر موسيقى العود،انا يومها قلت مقتطفات عن الاكاديمية وسرقت، كنت اريد ان يكون الفائز ببرنامجي مثقفاً فنياً،لانه يوجد اشخاص كثر بالعالم العربي تخرجوا من برامج هواة وليس لهم علاقة بالدراسة الموسيقية.
*هل يمكن ان نرى حياتك يوماً بعمل درامي؟
-لا اعتقد لسبب ان كل الناس تعرف كل شيء عني تقريباً،ورسالتي وقفت عند مجموعة خطوات حلوة، كما ان محطات حياتي لا اعتقد ان من ممثلة قادرة على تجسيدها بحرفية وتوصل احاسيسي ومشاعري.
*ماذا حصل بقضية ابنتك هبة رحمها الله؟
-احتمال كبير او بالاحرى سمعت ان الولد اعدم
*سمعت ام تأكدتي؟
-سمعت وبكل الاحوال هل ستعود اليّ هبه؟
*مازالت علاقتك بزوجها مقطوعة؟
-طبعاً ولا اعرف اين هو الآن، وهذه ليست مشكلتي لان الغالي راح و”انجرحت كثير” لذا ستكون خاتمة اعمالي “شكراً يا جرح”.
*الاغنية اللبنانية التي تتمنين اعادتها بصوتك؟
-يوجد اغنية اعشقها وكلما افكر ان اعيد غنائها اغص، وكنت قد التقيت بالاستاذ العظيم وديع الصافي بعد ان اعدت غناء “جبار” للعندليب، فأخبرته اني اتمنى ان اعيد اغنية”دار يا دار” ورحب بالفكرة لكني انشغلت، وعندما اردت بعد ذلك اعادتها بصوتي صرت اشعر بالمرارة، لا اعرف لماذا كلما انوي ان اغنيها ابكي بلا توقف، وهذه الاغنية صعبة جداً ولها مكانة كبيرة في قلبي” بس فعلاً مش قادرة اغنيها بحس اني عايزة ابكي” واقول للاستاذ وذيع عبر صفحاتكم ربنا يديك طول العمر يارب.