الأحد , نوفمبر 24 2024

أياد نصار: “لم نتعرض للتهديد من الجماعة وحسن البنا ليس ولياً، وزياد الرحباني وصل لمرحلة الترف الفكري”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)

هذا الحوار اجريته مع الفنان اياد نصار أبان الثورة في مصر حيث كان يُحضر لمسلسل ” موجة حارة” ونشرت هذا اللقاء عبر صفحات “الجرس” حينها واليوم اُعيد نشره في خانة الارشيف لاهميته..

أياد نصار من الممثلين المتمكنين من أدواته التمثيلية حيث انه يمتلك حرفية عالية بالأداء السهل الممتنع وهذا العام تألق عبر مسلسل”موجة حارة”للكاتب اسامة انور عكاشة الذي حقق نسبة عالية من المشاهدة.. في البداية إعتقد أياد لدى إتصالنا به إننا نفتعل معه مقلباً ليعرض في برنامج ما، لكن عندما علم أننا من لبنان من مجلة “الجرس” رحب بي أشد ترحيب وحضر في الموعد المحدد لإجراء وقال لي ضاحكاً..

_”ماتزعلي مني أنا ما بحب أطلع ببرامج المقالب ولو حصل وسجلوا معي وإكتشفت إنو مقلب بطلب منن إنو ما يذيعوا الحلقة”

*أنت شخصية حازمة تكره المزاح؟

-“لا والله أبداً بالعكس أنا قريب من كل الناس بس هيك سبحان الله مابحب المقالب”.

(موجة حارة) قضية انسانية بعيدة عن السياسة  فلماذا هاجموه؟

*لنتحدث عن”موجة حارة” للكاتب اسامة انور عكاشة الذي كتب العمل قبل رحيلة وكان يتنباء بموجة الحر التي ستعصف في مصر؟

– فعلاً كان سابقاً لعصره وهذا أحد أهم العوامل التي دفعتني لقبول العمل لمجرد انه يحمل توقيع الكاتب المبدع الذي التقيته مرة واحدة في حياتي، وكان قد شاهدني في مسلسل”الأمين والمأمون” وأبدى إعجابه بأدائي وقلت له ان أقصى أمنياتي تمثيل عملاً من تأليفه، ورغم أنه رحل عن دنيانا لكن أعماله خالدة للأبد،(ويتابع) في المسلسل شرح تفصيلي للشخصية التي يصوغها الكاتب ويغوص في دهاليزها وهذا قلة أن نجده اليوم بهذا الشكل الأحترافي، والحق يُقال أن الكاتبة مريم نعوم عالجت الموضوع بأمانة، أضافة ألى أن مخرج العمل هوالصديق العزيز محمد ياسين منذ أن نجحنا سوياً في مسلسل”الجماعة” ونحن نفكر بتقديم عملاً يناسبنا حتى تم الإستقرار على رواية”منخفض الهند الموسمي” ورشحني لدور” سيد العجاتي” التي أصلاً أحببتها لمجرد أن قرأتها،(ويتابع) المسألة بالنسبة لي تكاملية، فالجميع شارك بصنع تلك الشخيصة سواء الكاتب، أو رؤية المخرج وأضافاتي للشخصية وعملي الستايلست والمكياج

*أحداث الموجة استمرت لأسابيع قليلة ضمن سياق الاحداث؟

– لكنها كان مُتعبة والشخصيات مرهقة والجمهور بات يُقبل على مثل تلك الأعمال التي فيها دسامة، منذ أن قدمنا “الجماعة” حصلت نقلة في الدراما حيث أن صُناع السينما خاضوا غمار الفيديو سواء مخرجين أو فنيين أو مدراء تصوير، حتى المسلسلات صارت تتماشى مع المنطق السينمائي من حيث إيقاع المشهد ولغة  الجسد التعبيرية ومن هنا كان المُشاهد مهياءً نفسياً لقبول مسلسلات دسمة، (ويضيف) من الصعوبات التي واجهتنا في “موجة حارة” المشاهد الخارجية التي كنا نصورها في وقتها الحقيقي خارج البلاتوة بعز الظهر لأضفاء المصداقية.

*أرهقتك الشخصية؟

-جداً، في أول أيام التصوير كانت مشاهدي في مديرية المباحث فذهبت للمخرج محمد ياسين وبيّنت له مخاوفي لأنها شخصية مرهقة جداً ومع ذلك صورت أربع مشاهد مستر- سين، (يصمت ويقول) أحببت الشخصية لأنها عميقة وكرهتها في لحظات عندما يتغيّر ضمن موجة الحر أي الظروف التي يمر بها.

النجم اياد نصار والاعلامية ابتسام غنيم

أكره المُسميات وفكرة الممثل الحقيقي هي التي تعنيني.

*”موجة حارة” واجة إنتقادات من التيار الأس.لامي قبل عرضه؟

– سمعت مثل تلك التعليقات من قبل عرض العمل، ولا أعرف كيف يسمح البعض لأنفسهم بمهاجمة عمل قبل ان يشاهدوه “موجة حارة” هو قضية إنسانية بعيداً عن السياسة هو يتكلم عن البني آدم وكيف أن الأنسان كائن متوحش وليس بريئاً بالمطلق.

*لكن الظروف أحياناً تكون السبب بهذا التحول الجذري من البرأة إلى الشر المطلق؟

– الشخص الطيب الوحيد هو الطفل الحديث الولادة، وكلنا بداخلنا تراكمات لعقد نفسية من الطفولة الى الكبر، وانا أؤمن تماماً انه لا يوجد شخصية متوازنة كلنا مجموعة عقد وتراكمات نحب بالمطلق ونكره بشكل متوحش ويكون قلبنا طيب بشكل غير طبيعي

*يعني لا تؤمن بالوسطية؟

– نحن نندفع برغباتنا هذا هو البني آدم، في هوليوود يوجد ثلاث ممثلين قلبوا شكل التمثيل وهم مارلون براندو وجيمس دين ومونتي غوندي دون هم صنعوا الشكل المرسوم النمطي للبني آدم سواء كان محترماً أو شريراً أو متوحشاً ولا أخفي عليك من أني أحاول أن أحقق هذه المعادلة كممثل من خلال فهمي لعلم النفس وأن البشر عبارة عن عقد نفسية.

*كل الشخصيات بالنسبة اليك كذلك سواء على الورق أم في الحياة؟

– الشخصيات التي أُقدم على تمثيلها أغوص بأعماقها لأشعر بها وألامسها، والتي التقيها في الحياة لا أستطيع أن ألتقط تركيبتهم ونقاط ضعفهم،(يضحك ويقول) لست ذكياً لهذه الدرجة، وكوني على يقين أني خُدعت مراراً وقدر الأمكان أعمد لتوظيف فهمي لمهنتي في حياتي الخاصة لكني فشلت للأسف

*يعيش المعلم وبيتعلم؟

-(يضحك كثيراً ويعلق)” أي والله والضربة الي ما بتكسر بتقوي”.

لولا والدي لذهبت بأتجاه حسن البنا ومحمود درويش كان حلمي.

*لعبت دور المرشد حسن البنا في”الجماعة” لكن العمل غيّب زيارته للقدس، صداقته مع الأقباط وأنشاء مسرح للتمثيل وكيف قُتل ودفنه المسيحي مكرم عبيد وكان التركيز على دور الجماعة وما يطمحون اليه؟

– “الجماعة” من البداية لم يكن عملاً توثيقياً لشخصية المرشد حسن البنا بل تقديم فكر معين، ونشأته والتغير الذي طراء عليه، انا مثلك قرأت عن شخصية حسن البنا وكنت في الثانية عشرة من عمري ولا أنكر انه أخذ جزاءً من حياتي وفي مرحلة معينة كنت أحبه ولا أنكر ذلك ولولا والدي لذهبت في إتجاه معين، (يضحك ويقول) الله سترنا، والدي كان يحثنا على القرأة كل شيء اليمين واليسارالليبرالية وغيرها شرط أن لا نتّبع إتجاه معين، فكما قرأت رسائل حسن البنا قرأت أيضاً لينين وسارتر والوجودية وكل شيء تقريباً

*بماذا لامسك حسن البنا؟

– كنت أحترم فكرة ألأصرار التي بداخله وبما اني كنت في الثانية عشرة من الطبيعي أن تستهويني تلك الأفكار لا سيما التزمت الديني، لكن فيما بعد وعيت وأدركت أن المطلق هو الرب سبحانه وتعالى وليس حسن البنا او أي مرسوم أنساني.

*تأثرت في جزئية أغتياله؟

– لم أجسد المشهد بالعمل لكن لي تفسيراتي لأغتياله وهي ضمن المنطق، لنتفق بالنهاية أن حسن البنا ليس نبياً وليس قديساً ولا ولياً هو شخص عادي صاحب فكر معين تحرك ضمن هذا الفكر ، وبالتالي انا كأياد نصار بمشروعي كممثل أرفض أن أقدم شخصية مقدسة، لذا أنزع عنها القدسية وأتعامل معها كبشر مثلي تماماً، وحتى الشخصيات المقدسة لاأمثلها لأنها قد تُسبب لي مشاكلاً، ومن هنا حسن البنا قدمته بعيداً عن الطيبة والشر وظهرت أن له فكر خاص وأحياناً هؤلاء المهووسون بالفكر يصبحون مدعاة  للشفقة.

وجورج خباز رائع وكارمن لبس شاطرة.

*هل صحيح انكم تعرضتم للتهديد كي لا تقدموا الجزاء الثاني من”الجماعة”؟

– لا ابداً غير صحيح، صار هناك هجوماً شديداً على “الجماعة” قبل عرضه لكن لم نتعرض للتهديد بصراحة، ثم أن المسلسل كان موضعياً لسبب واحد ليس لأننا راعينا الموضوعية بل لأن كاتب بقيمة وحيد حامد لا يفوته من أن الفن يجب أن لايتحول إلى معلم بل عليه أن يكون حريصاً لطرح أسئلة من خلال مشروعه الفني ولم يفرض على المشاهد قيماً ومواعظاً، الفن الحقيقي هو الذي يُبيّن لك الصح من الغلط ويجعلك تفكرين وهذه أهمية الفن خطورته فعندما يتحول لمدرسة يسقط ويصبح برنامجاً تعليمياً تثقيفيا لذا كانت اهمية”الجماعة” بطرح الأسئلة التي تدفع المشاهد للمعرفة الأنسانية

*كيف تقراء مستقبل المنطقة بظل الظروف الحاصلة جراء تفشي التيارات المتطرفة؟

-حتماً يوجد هناك أشخاصاً يفوقوني قدرة على التحليل السياسي، لذا لا أستطيع أن أحلل وأتنباء بل يُمكن أن أستشرق شيئاً كفنان لدي مشروع ثوري بالفن خذي مثلاً فيلم(الأرض) الذي أخرجه يوسف شاهين اليس هذا العمل ثورة بحد ذاتها، و”هي فوضى” آخر أفلامه حملت ثورة أيضاً كونه كان فناناً حقيقياً ويستشرق.

بداخلي فنان ثوري لكني أجهل التحليل السياسي.

*ماذا تستشرق؟

– الفن موجود وضروري طالما العالم غير رائع وعندما يصبح العالم كذلك يختفي دور الفنان، الفنان موجود بكل مكان في لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية أو عمل مسرحي أو بقصيدة وغيرها من الفنون التي لها مليون شكل، لذا استشرق أن فكرة تضييق الخناق على الفن وحصاره أمر لن يتحقق على أرض الواقع

*انت تتعب على نفسك كممثل أكثر من السعي للنجومية؟

-فكرة النجومية تُضحكني، وحتى كلمة بطولة لا تعنيني وتُشعرني وكأني في حلبة المصارعة، لست مهووساً بالنجومية انما فكرة الممثل القوي هي التي تسبب لي هوساً وأحاول دائماً أن أجد مساحة لنفسي في فلك تمثيلي مهم، كل الشخصيات التي قدمتها إشتغلت على تركيبتها الأنسانية ومنها فيلم”بنتين من مصر”،مسلسلات “خاص جدا”،”الجماعة”،”صرخة أنثى”، “موجة حارة” وغيرها من الأعمال

*تستهويك السير الذاتية؟

– “شوفي كان حلمي انو قدم حياة الشاعر محمود درويش”.

 

*لكن فراس أبراهيم سبقك هل أعجبك؟

– لا ،وقد قلت ذلك مرة بتصريح لي وحصل أن التقينا وعاتبني فقلت له أن العمل سيء ولم أقصده هو أي لشخص فراس الذي كان قد رشحني لأحد الأدوار بالعمل لكني إعتذرت لأن من الأساس حلمي تجسيد محمود درويش، الذي لا زال حتى اليوم بالذاكرة لذا اليوم أعزي نفسي بالقول أن لن أصنع ذاكرة لمحمود درويش لأنه موجود بيننا في دواوينه والانترنت

*بالأمكان تقديمه من زاوية معينة؟

– معقول ممكن تقديم مرحلة تواجده في مصر لأن القصد منها التأكيد على العلاقات الفلسطينية المصرية من الناحية الثقافية.

أحببت عمر الخطاب لكن لاأجرؤ على تمثيل أدوار الصحابة

*يوجد كثر من المفكرين والثوار والمناضلين من يلفتك؟

– يوجد كثر لكن أحياناً تستحوذ على الواحد منا فكرة وعندما لا تتحقق يتخلى عن المشروع برمته

*تحب السير الذاتية؟

– اذا كانت مكتوبة بذكاء

*مثل من؟

– أحببت”الملك فاروق”

*واسمهان؟

– لاء لم أحبه

*جبران خليل جبران؟

-لم أتابعه كاملاً

*الأعمال الدينية مثل “مريم المقدسة”، “يوسف الصديق”،”عمر الخطاب” وهل مع ظهور الصحابة في الأعمال؟

-انا لا أحب أن أجسد أي من الشخصيات المقدسة، لكني أحببت “مريم المقدسة” و”عمر الخطاب” تابعته لكني كممثل لا اجرؤ على تقديم شخصية الصحابي عمر ابن الخطاب.

 أحب دريد لحام و”مرايا” ياسر العضمة.

*في”الرسالة” شارك فيه عمالقة مثل عبد لله غيث وانطوني كوين وغيرهما؟

-لديهم وجهات نظر ، وأنا ألعب في المنطقة التي أجود بها وأتعب على نفسي بعيداً عن المسميات التافه مثل البطل المطلق والنجم الأوحد وغيرهما

*يؤخذ عليك انك جدي لكنك في الواقع مهضوم هل تجرؤ على تقديم دور كوميدي؟

– ممكن جداً إذا كان فيه رسالة مهمة بأطار مهضوم

*كوميديا من تحب؟

– دريد لحام رائع وزياد الرحباني عبقرياً وهو جزاء من ذاكرتي من أيام”فيلم أميركي طويل” نحن جيل زياد الرحباني الذي وصل الفكر لديه لمرحلة الترف هو بفكره أكثر من ميلياردير وسقط كل من حاول تقليده ومن وقعوا بفخه، ايضاً أحب صوت جوزيف صقر الذي غنت له فيروز “سلملي عليه” لأنه رحل ولن يتكرر، وأتذكر برنامج”العقل زينة)”الذي لن يتكرر.

*كيف تحلل العقلية اللبنانية على مختلف انماءاتها؟

-بصراحة يوجد جزاء من الميديا ظلمت الشخصية اللبنانية، لبنان بلد المواهب والفكر والثقافة والحضارة وأحب من الممثلين كارمن لبس شاطرة جداً، وجورج خباز رائع، وأيضاً برامج الكوميدية السياسية فيها تنفيساً ومساحة كبيرة من الحرية مثل”لا يُمل” و”أسأل شي”، اليوم في مصر يحذون حذو اللبنانيين مثل باسم يوسف ببرنامجه”البرنامج”، وقبله داوود حسين في”شارونيات” كان رائعاً كما لا يمكن إغفال تجربة ياسر العضمة في”مرايا” لكن يظل سقف الحرية في لبنان أعلى بكثير

*لكن حتى الكوميديا التهريجية مدرسة مثل برنامج benny hell show؟

-بالظبط وكان له متابعين من كل العالم

*لماذا نسيت شوشو؟

– “ايه والله ” كان عملاقاً وفناناً بكل معنى الكلمة سبق عصره بمسرحياته وضحى كثيراً في سبيل المسرح اللبناني الله يرحمو .

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *