زادت حملات التوعية في السنوات الأخيرة للتعريف بمرض التوحد Autism، واكتشافه في وقتٍ مبكر، ومعرفة أعراضه عند الأطفال والتي يمكن تمييزها في مرحلة عمرية مبكرة. والعمل على تطوير المهارات وتقديم الدعم المناسب لكل حالة، وفي المقال نتعرف إلى أهم أعراض التوحد الشائعة، وأسبابه المحتملة، وطرق التعامل مع الطفل التوحدي.
التوحد:
اضطراب طيف التوحد (ASD)، أو التوحد، هو مصطلح عام يُستخدم لوصف مجموعة من اضطرابات النمو العصبي الناجمة عن اختلافات في تطور الدماغ. يؤثر التوحد في كيفية تواصل الطفل وتفاعله مع الآخرين، وفي سلوكياته وقدرته على التعلم، وقد تظهر أعراض التوحد لأول مرة عندما يكون الطفل في اشهره الاولى، ما يعني أنه يمكن يظهر على الطفل مجموعة واسعة من الأعراض ومتفاوتة في الشدة، وينتج عنه اختلافات في التواصل الاجتماعي والسلوكي.
يُبدي طفل التوحد سلوكيات وأعراض تختلف بدرجة تطور الحالة ومنها:
* تأخر المهارات اللغوية.
* تأخر المهارات الحركية.
* تأخر المهارات المعرفية أو التعليمية.
* فرط النشاط، أو الاندفاع.
أعراض التوحد تختلف من طفل لآخر، ويُوجد بعض العلامات والسلوكيات الشائعة قد يظهر معظمها أو بعضها على الطفل التوحدي عادةً بوضوح خلال مرحلة الطفولة المبكرة بين سن 12 و 24 شهرًا، وقد تظهر الأعراض أيضًا في وقتٍ لاحق ، وتختلف الاعراض بحسب كل حالة ومدى تطورها وممكن انت تترافق بمشاكل صحية .
– المشاكل الأسرية التي يمكن أن تنتج عن مرض التوحد:
يعتبر التوحد تحديًا كبيرًا للأسرة المعنية،حيث يؤثر على العديد من جوانب الحياة اليومية والعلاقات الأسرية. من بين المشاكل الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تنشأ في الأسر التي لديها أفراد مصابون بالتوحد
يتعرض الأهل وأفراد الأسرة لصعوبات كبيرة (نفسية -اجتماعية-اقتصادية-جسدية). حيث يؤثر هذا المرض على جودة الحياة اليومية ويسبب توترًا نفسيًا وعاطفيًا في حياة الأسرة، والتي تختلف نتائجها على علاقة الزوجين التي تتأثر بها بحسب نوع الحالة وبمدى التقبل والتفهم والتعاون والمشاركة في تحمل المسؤولية وايضا بتطوير النفس وتثقيفها عن كيفية التعامل مع طفل التوحد لتطويره على كافة النواحي العقلية والنفسية والجسدية والصحية والاجتماعية وايضا على تنمية المهارات والاندماج في المجتمع ..في هذا المقال، سنتناول بعض المشاكل الأسرية التي يمكن أن تنتج عن مرض التوحد وكيفية التعامل معها.
المشاكل الأسرية التي يمكن أن تنتج عن مرض التوحد:
1. صعوبات التواصل: تعد صعوبات التواصل من أبرز مظاهر مرض التوحد ،يجد الأهل صعوبة في فهم مشاعر طفلهم ، فيرفضون التقبل ويصابون بالاكتئاب والاستنكار لحالة طفلهم وخاصة اذا كان الولد البكر، وهم من كانوا بانتظار طفلهم الاول والذي كان (قبل سن الثالثة) طفل عادي وتحول بعدها وفي ليلة الى طفل لا يشبهه ابدا، فيبدأون بلوم انفسهم والتعبير عن مشاعرهم بطرق غير صحية تخلق اجواء التوتر والمشكلات الاسرية وخاصة انها تتزامن مع ضغوطات مادية نظرا للمتطلبات والتكلفة المرتفعة التي تتطلبها، وخاصة في ظل غياب دور الدولة والمؤسسات الاجتماعية. يمكن أن تؤدي هذه الصعوبات إلى سوء التفاهم وعدم القدرة على التواصل الفعال بين الزوجين مما يؤثر على العلاقات الأسرية.
2. الاضطرابات السلوكية والسلوكيات التكرارية: قد يعيش الأهل تحديات في التعامل مع السلوكيات التكرارية والروتينية التي يتميز بها الأشخاص المصابون بالتوحد. ويجب على الاهل وأفراد الأسرة التعرف على الاعراض والصعوبات التي يواجهها الشخص المصاب، مما يمكنهم من تطوير تفاهم أعمق وتقديم الدعم اللازم، وخاصة يمكن أن تؤدي هذه القيود الضيقة إلى تقليل التنوع والمرونة في حياة الأسرة.
3. التحديات التعليمية: يعاني الأطفال المصابون بمرض التوحد من صعوبات في التعلم والتحصيل الدراسي، مما يضع عبئًا على الأهل في تقديم الدعم اللازم لهم. ويحتاج الأطفال إلى تعليم مخصص وبرامج تعليمية خاصة، مما يتطلب من الأهل التضحية بالوقت والجهد والمال.
4. الضغوط النفسية: يمكن أن تسبب رعاية الأطفال المصابين بمرض التوحد ضغوطًا نفسية على الأهل، وخاصةً إذا لم يكن لديهم دعم كافي من المحيط القريب والدولة والمؤسسات الاجتماعية. بالاضافة الى التحديات اليومية التي يعيشها كل منهما
5.الاحتياجات الخاصة والرعاية المستمرة: قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتوحد إلى دعم إضافي ورعاية خاصة لمواجهة التحديات اليومية وتحسين جودة حياتهم. قد يضطر أفراد الأسرة إلى تخصيص وقت وجهود إضافية لتقديم هذا الدعم والرعاية.
كيفية التعامل مع المشاكل الأسرية المرتبطة بالتوحد:
1. التثقيف: يُعَدُّ التثقيف حول مرض التوحد أمرًا أساسيًا لفهم طبيعة الاضطراب والتعاطي معه. ينصح الأهل بالاطلاع على المصادر الموثوقة والتحدث مع أخصائيين متخصصين لزيادة فهمهم لهذا الاضطراب.
2. الدعم النفسي: يحتاج أفراد الأسرة إلى الحصول على الدعم النفسي والعاطفي للتغلب على التحديات اليومية. يمكن أن يكون الاستعانة بمجموعات دعم أو الحديث مع مستشار نفسي مفيدًا جدًا.
3. الحفاظ على التواصل: يجب أن يتم الحفاظ على التواصل الجيد بين أفراد الأسرة. يجب أن تكون هناك فترات من الوقت المخصص للتفاهم والاستماع لاحتياجات بعضهم البعض.
4. تقديم الدعم التعليمي: يمكن أن يكون توفير الدعم التعليمي المناسب أمرًا حيويًا لتحسين فرص نجاح الأطفال المصابين بالتوحد وهذا ما يسهل على الطفل والاهل عملية التواصل والفهم، وخاصة عندما يبدأ الاهل مرافقة طفلهم مشواره الطويل والمختلف بكل تفاصيله عن حياتنا الطبيعية، والراحة النفسية والتي تتبعها راحة جسدية والشعور بالأمان والسكنية عندما تتطور حالة طفلهم الى الأفضل بفضل المتابعة من الأهل والأخصائيين المختصين لمتابعة حالات التوحد والدعم الطبي والنفسي الاجتماعي والاكاديمي كلها مجتمعة تساعد طفل التوحد وذويه على تخطي الصعاب التي يصادفونها.