حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)
طموحة مكافحة وحالمة، عشقت الفن منذ نعومة أظافرها، لكن القدر شاء أن يضعها في مكان بعيداُ عن الاضواء ومع مرور الايام قررت بين ليلة وضحاها ان تترك منصبها الكبير في أحد المصارف وتحقق حلم التمثيل الذي كان يراودها منذ طفولتها، خصوصاً انها قارئة نهمة ومشاهدة ممتازة لكل الاعمال الفنية.. وتحقق الحلم و لمع في علم التمثيل نجم ممثلة أحبها الجمهور العربي وعشق تلقائيتها هي ليلى عز العرب التي التقيتها بالقاهرة في هذا الحوار الحصري الذي سجلته معها قبل سنوات قليلة واعيد نشره اليوم
*ما سر الفنانة ليلى عز العرب ونجاحها وانتشارها وحب الجمهور لها؟
-طوال عمري كنت أحب التمثيل، وأتمنى أن أمتهنه، وكنت أمثل في مسرح المدرسة حتى الثانوية العامة، بعدها دخلت الى الجامعة، وعملت بمجال المصارف وتزوجت وانجبت أولاداً وصرت جدة، (تضحك) كان مركزي بالمصارف مهماً جداً لكن عشقي وحلمي بالتمثيل ظلا بداخلي، وفجأة بين ليلة وضحاها قلت لأجرب وأخوض غمار التمثيل، وكانت مثلي الاعلى بالفن النجمة نيللي التي أعتبرها اسطورة لن تتكرر، وكنت أتمنى أن أكون مثلها فيما لو إحترفت الفن قبل سنوات، لاني بطبعي أحب الشمولية بالفن، (وتتابع) الظروف والزمن والعمر حكموا عليّ أن أقدم دائماً الدور الثاني، وهذا متعارف عليه بالوطن العربي، بينما في الغرب هناك كُتاب يكتبون لكل الفنانين لكافة المراحل العمرية ويقدمونهم كنجوم، المهم انا سعيدة ومتصالحة مما انا فيه وارحب بدور الام والجدة والسيدة المتسلطة وكل الادوار التي العبها، حتى لعبت ادوار الكوميديا في ” عصمت ابو شنب” و” الكبير اوي” وغيرهما.
*تركت عملك بالبنك وخضت التمثيل يعني دخلت بمغامرة غير مضمونة النجاح؟
-صحيح، لكني ضمناً جازفت بطريقة التفكير المصرفي، يعني مخاطرة محسوبة، لقد جربت الوقوف في البداية امام الكاميرا في مشهد كومبارس صامت، ثم اعلان، بعدها صارت تأتيني ادواراً صغيرة، وصرت أسمع من الكثيرين اني من الشخصيات التي لم تعد موجودة بالوسط أي من حيث العمر والكاريكتير، وعندما تلقيت عرض ” الف مبروك” بعد سنوات إستقلت من البنك وتفرغت للتمثيل.
*هل عارضك أحد من أولادك او زوجك؟
-أولادي رحبوا جداً، زوجي إعترض أول الامر جداً، ثم ما لبث ان سعد وفرح بنجاحاتي ويدعمني ويشجعني.
*في شبابك منعك أهلك من دخول الفن؟
-اكيد،كان يريدونني أن امتهن مهنة نخبوية، رفضوا أن امثل مما جعلني أعيش صراعاً معهم، حتى بعد أن انتهيت من دراستي الجامعية، حاولت أن التحق بالفنون المسرحية والسينما، لكن والدي رفض تماماً.
*يعني تمثلين بالفطرة بعيداً عن الدراسة الاكاديمية؟
-صحيح، ودخلت ورشة تمثيل قبل فترة، كما اني قارئة جيدة لكل الكُتاب.
*في مسلسل ” فوق مستوى الشبهات” كان دورك مركباً وملفتاً وحقق لك انتشاراً جماهيرياً في لبنان؟
-علماً اني لم أكن أتكلم كثيراً بالمسلسل، وأعتبره من أقوى أدواري، كل انفعالاتي تتركز على معالم الوجة والتعبيرات ونظرات العين، وعلى فكرة كنت في هذا العمل والدة النجمة يسرا للمرة الثانية اذ سبق ان قدمت دور والدتها في ” الشمع الاحمر” للمخرج سمير سيف رحمه الله، يومها عرض عليّ دوراً آخراً لم يستهويني فطلبت من الدكتور سمير سيف ان يعطيني دور والدة يسرا فوافق، لكن ” فوق مستوى الشبهات ” حقق نجاحاً ساحقاً أكثر من ” الشمع الاحمر”، تركيبة الام في ” فوق مستوى الشبهات ” كانت غريبة صامتة ومصدومة ومن هنا كان التمثيل القوي.
*تستحضرين مواقفاً مؤلمة مرت في حياتك في المشاهد الدرامية؟
-ضروري، لاني بطبعي أحب أن ابكي حقيقة وليس تمثيلاً.
* في”ليالي اوجيني” كنت الام المُسيطرة ومع ذلك أحببنا شخصية ماجدة التي جسدتها؟
-الشخصية لئيمة ومتسلطة جداً ولم أتعاطف معها ابداً، شخصية ماجدة عندما قرأتها على الورق كنت أعتقد انها ليست موجودة في الحياة، وبعد أن قدمت المسلسل كثر قالوا لي أن ماجدة اما تشبه والدتهم او حماتهم او قريبتهم، وفي التصوير قال لي المخرج هاني خليفة أن لا أخاف وأن أتحايل على الشخصية حتى أقدمها بتلقائية تصل للناس بسرعة، وهذا ما حصل بالفعل.. ماجدة كانت قاسية قضت على شخصية ابنها وحرمته من حبيبته صوفيا التي جسدت دورها انجي المقدم.
*في فيلم ” عصمت ابو شنب” قدمت الكوميديا بكل رقي خصوصاً امام لطفي لبيب؟
-انا واستاذ لطفي نقدم ديو جميل جداً بالكوميديا، وسبق ان عملت معه بفيلم ” بشتري راجل” مع النجمة نيللي كريم.. احب جداً لطفي لبيب.
*تلبسين الشخصية لفترة أم تخرجين منها بسهولة؟
-مع كلمة ستوب أعود لليلى عز العرب الانسانة، حتى في الاستراحة اثناء التصوير أعود لشخصيتي الحقيقية.
*تشعرين أن الكُتاب يركزون بأدوار البطولة على سن معين؟
-اكيد، في الخارج ميريل ستريب بطلة، والفنان الوحيد الذي ظل بطلاً لاخر فيلم هو النجم فريد شوقي رحمه الله لانه إمتهن الانتاج، على عكس عماد حمدي الذي ابتعدت عنه الاضواء.
*تشعرين انه ليس زمنك هذا الزمن؟
-انا شخصية ديبلوماسية ومع ذلك أشعر اني خارج إطار هذا الزمن، لكن قدري أن أخوض التمثيل في مرحلة عمرية معينة، كما اني لا زلت محتفظة بليلى عز العرب وثباتي الانفعالي وتفهمي للجميع.. وكل الوسط الفني زملائي، ولي أسرتي واصدقائي من خارج الوسط.
*حدثينا عن الاعمال التي كنت تشاهدينها قبل خوضك غمار التمثيل؟
-كنت أحب شادية الله يرحمها، منذ اول فيلم لها حتى ” لا تسألني من انا”، شادية لن تتكرر غنت ومثلت واضحكتنا وابكتنا وقدمت كل الالوان بأمتياز وعرفت كيف تلون من جلدها، نجمات عصرها كان لهن إطار معين لكن شادية كانت تتلون بتلقائية.
*علماً ان هناك نقاد كثر يمدحون بالنجوم اللواتي لهن اطار معين بالتمثيل وكذلك بالمخرجين مثل يوسف شاهين رحمه الله؟
-صحيح، لكن الاستاذ يوسف مختلف تماماً وصاحب مدرسة، المشاهد العادي يهمه أن يرى الممثل وهو يتنوع، وبالنسبة ليوسف شاهين فهناك كثر تعاملوا معه وبقيوا على بصمتهم مثل نور الشريف وعزت العلايلي ومحمود المليجي ومحمود حميدة وعلي الشريف لسبب انهم لم يتربوا على يد يوسف شاهين.
*هل يمكن ان ترفضي ادواراً معينة؟
-لا، يستهويني تقديم كل الشخصيات، في دور ماجدة المسيطرة في ” ليالي اوجيني” الناس كرهت ماجدة ولم تكرهني(تضحك وتضيف) احدى صديقاتي اتصلت بي وقالت لي بالحلقة التي تموت بها ماجدة” الحمدلله ارتحنا من شرك بالمسلسل”، وكنت سعيدة بهذا التعليق لانه أشعرني اني نجحت بتجسيد ماجدة.
*ما رأيك بالدراما اللبنانية؟
-كنت بالسابق مُشاهدة ممتازة اليوم بعد إمتهاني الفن صرت كسولة، كنت أحب الاعمال التاريخية جداً، وعلى فكرة كنت أشاهد كل الاعمال بأستثناء المسلسلات التركية المملة الذين همهم الترويج لسياحتهم،(وتعلق) احببت الدراما السورية بالعمل التاريخي جداً مثل ” المأمون”، ومن لبنان يوجد تنوع وانتعاش جيد للغاية.(وتضيف) احببت مسلسل ” باب الحارة” لغاية الجزاء الثالث فقط.. الوحيد الذي نجح بالعالم العربي بالمسلسلات المجزئة هو الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة لانه يعلم جيداً كيف كان يبني السياق الدراما على مدى سنوات.
*من تلفتك من نجمات لبنان؟
-أحب سيرين عبد النور جداً.
*ماغي ابو غصن؟
-لها كاراكتير خاص بها، لا تقلد احد.
*نيكول سابا؟
-أمورة جداً.
*ورد الخال؟
-شاطرة وأسمع عن نجاحاتها ببيروت.
*عابد فهد؟
-أعشق هذا الممثل.
*جمال سليمان؟
-له منطقته الخاصة.
*تيم حسن؟
-أحبه جداً، وكان رائعاً في ” الملك فاروق” واجمل مافيه لا يبذل مجهوداً بالتمثيل لانه تلقائياً.
*اياد نصار؟
-رائع.
*ظافر العابدين؟
-“ده برنس”.. حالياً يُعرض له مسلسلاً في لبنان.
*الجيل الجديد عينه على العالمية؟
-لن يستطيعون الوصول مالم يعرفون قيمة المحلية، أديب نوبل نجيب محفوظ من محليته وصل للعالمية وهنا تكمن قيمته وعظمته، وعلى فكرة الافلام المكسيكية رائعة ومحلية ويقدمون بيئتهم.
*شاهدت فيلم نادين لبكي” كفرناحوم”؟
-للاسف لا، لكن أعشق هذه الفنانة منذ أن كانت تقدم الاخراج، وأمنيتي قبل ان أترك التمثيل أن أمثل بأحد أعمالها، ومن مصر اتمنى أن أعمل مع ساندرا نشأت، وكثر يقولون اني أخطب المخرجين أي أطلب ودهم وهذا لا يُعيبني طالما كان المخرج جيداً ولا يهمني مساحة الدور، وطبعاً اتمنى التعاون مع شريف عرفة ومروان حامد وكثر.
*ماذا عن السير الذاتية وعينك على من؟
أحب السير الذاتية جداً، وأحب أن أجسد شخصية روز اليوسف وقد التقيت بأبنها أحمد عبد القدوس، وهذا يشرفني.. قرأت حياة فاطمة اليوسف اللبنانية المصرية وعملها بالمسرح ثم انتقالها الى الاعلام كانت رائعة ومكافحة ولها محطات مهمة سياسياً ودرامياً وانسانياً على عمرها..(وتضيف) بفترة التجارب التمثيلية قدمت دور المنتجة عزيزة امير بمسلسل عن حياة يوسف السباعي للنجم محمد رياض.. ايضاً أحب شخصية آسيا داغر التي ساهمت بصناعة السينما والسيدة ماري كويني وغيرهما وكل من له بصمة راسخة وحياته فيها دراما كالكاتبة مي زيادة ومكتشفة الذرة سميرة موسى، ايضاً عيني على شخصية ” ست الملك ” أخت الرشيد علماً ان لغتي العربية جيدة جداً مع ان كثر يقولون عني ” الخواجاية”.
*هل تشعرين بحياة مزدوجة وصعبة بعد الشهرة؟
-ابداً، انا حتى اليوم أنزل واشتري أغراض المنزل وأتسوق وأبقى على طبيعتي، والاضواء لم تغيرني كل ما في الامر انه صار عندي جمهور يحبني يسلم علي ويتصور معي، وانتهى الامر ” وده شيء جميل”، حتى سيارتي أقودها بنفسي.
*وماذا تسمعين؟
-انا مزاجية، في الصباح اسمع فيروز، وفي اوقات معينة أسمع الشعبي، واحياناً الطربي.
*اكثر اغنية لفيروز تحبينها؟
-“يا انا يا انا انا وياك”.
*وماذا عن الصبوحة؟
-حبيبة قلبي لكن اغنية ” ساعات ساعات” تنقلني الى عالم آخر.