الإثنين , نوفمبر 25 2024

محسن محي الدين:” شبعت شهرة ولهذا السبب لم أحضر جنازة يوسف شاهين والناس مش بتصدقني”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)/ من الارشيف

محسن محي الدين من النجوم الذين لمع اسمهم في عالم التمثيل، صاحب موهبة متفردة وطلة مبهرة، يمثل كل الالوان ويجيد تقديم الاستعراض، كما انه مخرج ومؤلف بالوقت نفسه.. عمل بالفن منذ طفولته ووقف امام كبار النجوم مثل رشدي اباظة وفريد شوقي وفاتن حمامة وسميرة احمد وشكري سرحان وغيرهم.. الا ان تعاونه مع المخرج العالمي يوسف شاهين هو الذي شكل علامة فارقة في حياته الفنية.. وبعد فترة ابتعاد وعودة الى الساحة التمثيلية كان لابد من لقاء محسن واجراء حوار معه حول عدة مواضيع.. اللقاء تم بالقاهرة وكان هذا الحوار قبل ثلاث سنوات حيث كان محسن قد صار القاسم المشترك لبعض الاعمال الدرامية، واليوم أُعيد نشره في خانة الارشيف لانه من الحوارات التي اعتز بها مع نجم قلّ ان يتكرر على الساحة الفنية..

*23 سنة وانت مبتعد عن التمثيل هل أثر الاعتزال عليك عندما عدت الى الشاشة؟

-لم يؤثر شيئاً على الإطلاق، ولم أندم على هذه الفترة، بالعكس كانت من أحسن فترات حياتي، حيث نضجت فيها، وتعلمت الكثير، وقرأت، وعلمت ما المطلوب مني كإنسان، وخلال فترة الابتعاد كنت أمارس الفن ولكن بطريقة مُختلفة، فكنت متواجدًا بالميديا وأقوم بعمل أفلام كارتونية، وكتبت أفلامًا، لكنها لم تخرج للنور لأن وقتها قامت فيها حرب الخليج التي تأثر بها العالم بشكل عام والفن بشكل خاص..

*التخلي عن الشهرة والأضواء أمرًا  سهلاً؟

-عندما توقفت كُنت في قمة النجومية، فكُنت مُخرجًا ومُنتجًا وممثلًا، ولكنني أحببت نفسي وأحببت فهمها، فالشخص عندما يُحب نفسه يجب أن يطور منها، ويأخذ وقفة يراجع فيها ما فعل وإلى أين وصل؟، وعندما كنت خارج الفن كنت أقوم بفن أيضًا، فعندما أكون ناجحًا وسط أسرتي فهذا فن التعامل مع الأسرة، فالفن معناه رسم شيء لحياتك والتعامل معه بنجاحه وفشله.. ومن الممكن أن أعيش دون كاميرات، فالكاميرات شيء والفن شيء آخر، وأنا لا أبحث عن الشهرة والكاميرا لاني «شبعت شهرة»، وشاهدت العديد من النجاحات بحياتي ولا أحتاج أن أبرهن لنفسي أي شيء.

*اليوم كيف تنتقي اعمالك؟

-المُتحكم الأول في اختياراتي الفنية هو مدى أهمية القضية التي يتناولها العمل الفني، وهل هذا العمل يصُب في صالح المجتمع أم يضُره؟، كما أن هناك أخلاقيات يجب أن أراعيها في اختياراتي، فنحن لسنا أجانب «خواجات»، وهناك أشياء لا أقوم بتجسيدها لأنها لا تصلح دينيًا أو أخلاقيًا.

*تعاونت مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بفيلمين؟

-صحيح، الاول هو ” افواه وارانب” والثاني ” ليلة القبض على فاطمة”، في العمل الاول كنت في الـ15 سنة من عمري وعلمتني الكثير أثناء هذا الفيلم، وكانت حريصة أن اخرج وكافة الممثلين بأفضل صورة، اذ كانت تهتم بكل كبيرة وصغيرة في التصوير من اماكن البلاتوهات إلى أداء الممثلين والسيناريو، وتتعامل مع الجميع بتواضع غير عادي، سواء كان مع العمال أو زملائها أو الانتاج، سيدة بعيدة عن التكلف، مهتمة بشغلها، هادئة، معطاءة، مثقفة، داعمة للجميع، وفي العمل الثاني هي من رشحتني لاجسد دور شقيقها ، وكانت وقتها تحرص على التواجد داخل البلاتوه قبل موعد التصوير بساعتين، تعلمت منها الاتزام بالمواعيد، وانها لا تترك أي شيء للصدفة، دارسة جدًا لخطواتها، لذا ستظل خالدة بأعمالها.

*وماذا عن الاستاذ فؤاد المهندس في ” سك على بناتك”؟

-(يضحك ويقول)فؤاد المهندس “عمره ما حسسنا بأي مشاكل في مسرحية سك على بناتك، كان بيحب اللي حواليه يلمعوا”.

*لكن يوسف شاهين هو من اكتشف موهبتك الدفينة وقدمك كنجم؟

-اطلاقاً هو لم يكتشفني، بدليل اني تعاونت مع مخرجيين قبله من بينهم المخرج كمال ياسين، في ” اسكندرية ليه” قدمت الشخصية بمزاجي، وفي “وداعاً بونابرت” صار يسعى لتكتيفي فنياً وفي ” اليوم السادس” مع داليدا شعرت انه يريدني ان امثل بأسلوبه ومن هنا توقف التعاون بيننا.. (يضيف) “الكل يعلم جيداً اني حبيت التمثيل، وكنت بكسب فلوس وأنا طفل، كنت بقبض 50 قرش، وبعدين بقى 2 جنيه، وبعدها 4 جنيه، وده كان وقتها رقم، كان في موظفين بياخدوا 3 جنيه، وبدأت اعمل بالمسرح سنة 70 19مع المخرج كمال ياسين، والفنانة عقيلة راتب، وبعدين عملت 5 أو 6 أفلام، قبل ما أشتغل مع يوسف شاهين”.

 

*واختلفتما ولم تحضر جنازته؟

-ابداً، كل ما في الامر ان صديقي محمود عبدلله كان زميلي منذ ايام الابتدائية الى ان كبرنا وعملنا سوياً بالتمثيل، وعندما مرض ومات شعرت بحالة حزن عميق وانا في الجنازة، وقررت من يومها ان لا اشارك في وداع الاحبة، وحصل ان مات الاستاذ يوسف شاهين وراحت التأويلات والاقاويل تشاع هنا وهناك من اني لم احضر جنازته لاني على خلاف معه وهذا غير صحيح البتة.. (ويعلق)  يوم تشييع النجم محمود عبدلله وجدت كاميرات المصورين منتشرة في مكان الدفن مما اثار حفيظتي وعضبي لاني ضد المتاجرة بتلك المناسبات التي تثير الشجون والحزن على فراق الاحباب وتخرج الشخص من تلك اللحظة حيث يكون منفردا مع نفسه ويتذكر اعماله ومشواره مع الله ومع صديقه الذي رحل توا، فهي لحظة فاصلة يجب ان تمر في منتهي الخشوع والصمت وليس بالهرج والمرج.. (ويعلق) دعوت من كل قلبي للمخرج يوسف شاهين، بالرحمة والمغفرة لكن الناس “مش بتصدق تبريري””.

*فيلمك ” شباب على كف عفريت” كان أول عمل شبابي عام 1990 وظُلم لكنه فتح بوابة الافلام الشبابية؟

-صحيح، الفيلم لم ظُلم وهو من انتاجي واخراجي وبطولتي ونسرين ومحمد منير، تم عرض فيلم فى فترة كساد سينمائي، وتوقيت غير مناسب خاصة مع بداية بطولة الأمم الإفريقية، وقبل أيام من شهر رمضان  المبارك، وكان هناك حرباً كبيرة بين المنتجين وقاموا بمؤامرة ضدي وحصلت حرب الخليج بعد ان نزل فيلمي وأستعدت اموالي ومكانتي.. يعني الحرب التي حصلت انصفتني” لانها حصلت بموسم الصيف وفيلمي كان بدور العرض قبلها بينما افلامهم نزلت بتوقيت حدوث الحرب ولم تحقق ايرادات.. نجاح الفيلم رغم الظروف السيئة التي كنا نمر بها جعلني أُعيد حساباتي مع ربنا سبحانه وتعالى الذي برحمته أنقذني من مصير فشل فيلمي”..

*الزمن تغير بين الامس واليوم؟

طبيعة المجتمع وطبيعة الفن كلها اختلفت، ففي الوقت الحالي يمكن أن نشاهد العمل مرة واحدة أو مرتين، عكس أفلام النصف الثاني من القرن الماضي، فقد كان العمل يشاهد مراراً وتكراراً، فبعد حرب الخليج الأولى تقريباً حدثت فجوة كبيرة بين الأجيال السينمائية، حيث تم استبدال كل الجيل القديم بجيل جديد، بفارق جيلين تقريباً وهذا أحدث فجوة كبيرة، ثم تطورت الأمور وأصبحت سريعة ومتلاحقة جداً، ولذلك لا يوجد الآن من يمكن وصفه بأنه فتى الشاشة الأول أو «الجان الأول» أو غيره، ولكن كله يأخذ وقته ويحل محله آخرون بسرعة كبيرة.

في فيلم ” افواه وارانب”

*تزوجت من النجمة نسرين بعد وفاة والدك بـ40 يوم؟

-صحيح، لكني اعرفها من قبل من خلال برامج الاطفال التي كنا نتشارك بها، بعدها تزوجت نسرين من الفنان والملحن الكبير محمد ضياء وقلت لنفسي يومها “مش كنتي تستنيني شوية يا نسرين” والتقينا بعدها في عدة أعمال منها “أبواب المدينة” وسافرت فرنسا وانقطع التواصل بيننا، وحصل ان التقيتها بفرنسا واعطيتها دواءً لوالدي فأصرت على ان تذهب الى بيتنا وتطمئن عليه بنفسها وتسلمه الدواء، وبالفعل تعرفت الاسرة على نسرين ومن بعدها رحل والدي وعدت الى مصر واخبرتني امي ان وصية والدي كانت هي ان اتزوج من نسرين التي رأى فيها رجاحة العقل والجمال الحكمة والموهبة والرقي.. وعلى فكرة هي ممثلة رائعة واستثنائية وكل اعمالها رائعة من “الشهد والدموع” الى”رحلة السيد أبو العلا البشري”،” عالم عم أمين”،كما انها حاصلة على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للموسيقى (الكونسرفتوار).

*الاعمال التي تحن اليها؟

-“عالم عيال عيال” مع رشدى أباظة وسميرة أحمد، و”أفواه وأرانب” مع  فاتن حمامة، “إسكندرية ليه” مع المخرج  يوسف شاهين. و”ليلة القبض على فاطمة”. أما عن المسرحيات  فأعتز جدا  بمسرحية «سك على بناتك» مع الكوميديان العظيم فؤاد المهندس، ومسرحية «على بيه مظهر» مع الفنان الجميل محمد صبحي.

 

*وفيلم “الاحتياط واجب”؟

– جدا هذا الفيلم ، جمعني وكل زملاء رحلة الكفاح شريف منير وعبدلله محمود وعلاء عوض ووائل ونور واحمد سلامة وكان معنا الرائع احمد زكي الذي لعب دور الاستاذ بأقتدار والجميلة مديحة كامل، وايضاً القدير عزت ابو عوف والقديرة ليلى طاهر .. هذا الفيلم غمز ثلاث اجيال بقالب واحد وكان من الافلام الكوميدية الهادفة.

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *