كتب/ زاهي حميّد
خطوة جديدة على طريق إنعاش الحياة المسرحيّة الّلبنانيّة تجسّدت عبر مسرحيّة “بضاعة ناعمة”… هذا العنوان الكفيل بإثارة الفضول حول ما قد يكون عليه مضمون العمل وما هي تلك البضاعة النّاعمة الّتي تتحدّث المسرحيّة عنها.. البضاعة النّاعمة هي للأسف كلّ واحد منّا.. لماذا بتنا “بضائع” وهل العوامل الخارجيّة والأشخاص المحيطون هم وحدهم السّبب أم نحن شركاء أيضاً بكتابة مشوار حياتنا ورسم طريقنا في الحياة؟ هذا ما تطرحه المسرحيّة عبر نماذج من الحياة؛ لكلّ منهم قصّة يعاني منها في زمن بات التّعامل فيه بين البشر بعيداً عن الإنسانيّة. فبتنا نصنّف النّاس بحسب أخطائهم أو عيوبهم الّتي تصبح وسماً يرافقهم طوال حياتهم سواء كانوا هم سبباً في تلك الأخطاء والعيوب أم لا..
كاتب المسرحيّة، منتجها، وبطلها الممثّل رالف س. معتوق الّذي عوّدَنا على تقديم الأفكار المختلفة وطرحِها بأساليب جديدة، نفّذ فكرته مستعيناً بثلاثة نماذج قد وجدوا أنفسهم في زمانٍ ومكانٍ مجهولَين ليكتشفوا شيئاً فشيئاً أين هم ويشاركونا ذكرياتهم، تجاربهم ومعاناتهم. فقد شاركه البطولة كلّ من القديرة سمارا نهرا والممثلة فرح بيطار.. مشاركة سمارا نهرا في المسرحيّة خطوة إيجابيّة في طريق التّنويع والتّجديد في مشوارها الفنّي الطّويل، كما أنّها أبدعت في تجسيد دورها ونجحت في إضافة جرعات كوميديّة على روح العمل.. الممثّلة فرح بيطار لعبت دورها على أكمل وجه وأثبتت مسرحيّاً أنّها صاحبة موهبة جدّيّة، فالمسرح هو الإمتحان الأصعب لأيّ ممثّل وقد نجحت فرح وتفوّقت فيما قدّمته.
مخرج المسرحيّة مازن سعد الدّين وضع لمسات جديدة مختلفة جعلته ينجح في تقديم عمل يتّسم بالسّلاسة وبعيد عن النّمطيّة حيث نفّذ الفكرة دون تطويل فلم نشعر بالملل لدقيقه خلال المشاهدة.
كما انّه كان يبدو واضحاً التّناغم بين الممثّلين الثّلاثة الّذين تشاركوا بطولة “بضاعة ناعمة” وأثبتوا مع مخرج العمل انّهم أبطال في تنفيذ أفكارهم وتقديمها وفي حبّهم للمسرح الّذي هو بحاجة لمواهب حقيقية مغامِرة في سبيل إنتعاشه وبقائه واجهة للفن في لبنان.