حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
بولين حداد اسم اقترن بالموهبة التلقائية والتمثيل السهل الممتنع وايضاً بالتلون بالشخصيات، وهي اليوم تلعب دور كارما بمسلسل ” عشرة عمر” التي تفقد طفلتها وتكتشف انها لا تزال على قيد الحياة والتي تلعب دورها النجمة الصاعدة ماريتا حلاني، التي لاحظنا من خلال بعض المشاهد في البرومو الاول للعمل ان شبهاً كبيراً من حيث الشكل يجمع بين النجمة الممثلة بولين حداد والنجمة الشابة ماريتا.. كما ان للتدريس وللاخراج وللعمل المسرحي لدى بولين حصة كبيرة في حياتها المهنية، ومن هنا كان لنا معها هذا الحوار فألى مجرياته.
*حدثينا عن دورك في ” عشرة عمر”؟
-العمل من كتابة لبنى مرواني واخراج احمد حمدي وانتاج مروى غروب، وأًجسد شخصية كارما السيدة الطيبة والحنونة والراقية التي تعيش صراعات نفسية مريرة وحزناً عميقاً بسبب مرورها بظرف معين يغير مجرى حياتها..
* تجسدين دور الام؟
صحيح، اذ أحمُل في سن مبكرة، وأُمي تأخذ طفلتي وتقول لي انها ماتت لاكتشف بعد ذلك انها لا تزال على قيد الحياة..
*تحملين بالحرام؟
-(تضحك وتقول) صحيح، ومن هنا تعيش كارما الوجع وبعدها تظهر البنت، لتعيش كارما نوعاً آخراً من الصراع، ولا تسكت وتظل مصرة على استرجاع ابنتها والدفاع عن نفسها.. (وتعلق) أحببت الشخصية جداً لانها موجودة بالحياة، فكثيرات يعشن هذه التجربة تحت تأثير ظرف معين، والاجدر بالاهل ان يعمدوا للوقوف الى جانب بناتهم بدلا من معاقبتهن.. كارما كانت مسلوبة القرار ولم تكن تعي ان ما قامت به شيء مرفوض، وبالمقابل نجد ضمن سياق الاحداث اننا لا نحلل الحرام بل علينا ان نتجنبه ولو حصل تحت أي ضغط او ظرف يجب معالجته بدلاً من الوقوع بمعاناة اخرى.. (وتعلق) كارما اعتقدت ان الشاب الذي احبته هو كل الامان لحياتها، وكان اختيارها “غلط بغلط” لانها صغيرة والحب غلبها والطامة ان المصيبة ظلت وصمة عار في حياتها طول العمر.. بالاضافة الى ان عدة خيوط تتشعب ضمن سياق الاحداث
*جسدت دور والدة ماريتا الحلاني ولاحظنا شبهاً كبيراً بينكما؟
-بالفعل، وحتى صناع العمل لاحظوا هذا الشيء من خلال الكاستينغ، بالاضافة الى ان المشاهد التي تجمعنا تتجلى بها الكيميا بيننا..
*كيف وجدت ماريتا؟
-جميلة وطيوبة ومجتهدة وتلقائية، وأهم من كل هذا متواضعة جداً وتحب الفن..
*كونك متمرسة بالتمثيل وتدرسينه كيف تقيمينها؟
-ممثلة بالسليقة كما انها اخذت دورات بالتمثيل، هي موهوبة جدا ولفتت انتباهي منذ مشاركتها في مسلسل ” عشرين عشرين”.. ماريتا عفوية وكلما كان التمثيل عفوياً يصل لقلب المتلقي بسرعة، كما انها تعمد الى تصقيل موهبتها سواء بالتمثيل او الغناء.. واثناء تصوير ” عشرة عمر” وجدتها تمثل بلا تصنع وهذه النقطة لصالحها واتوقع لها مستقبلاً كبيراً بالتمثيل، لاني ايضاً تابعتها عبر “التيك توك” حيث تقدم اسكتشات بغاية التلقائية والهضامة
*في المشاهد التي جمعتكما هل كنتما ترتجلان بعض المواقف؟
-اكيد ومخرج العمل سمح لنا بذلك، لان مشاهدنا مشحونة بالعواطف والصراعات النفسية، فكنا احيانا نرتجل كلمة او ايحاء،لا سيما في مشهد اللقاء الاول بين كارما وابنتها التي فقدتها وهي طفلة، كان مشهداً موثرا للغاية.
*كنت ضيفة شرف في “ستليتو” وتركت اثراً طيباً؟
-صحيح كنت صديقة كاريس بشار (التي لعبت شخصية الما) المحبة التي تساعدها، وريم (الشخصية التي قدمتها) هي المعنى الحقيقي للصداقة الحقة التي باتت نادرة جدا، لا سيما وان كل صديقات اللواتي ظهرن في “ستيليتو”، كن مخادعات لصديقاتهن ويعشن معهن صراعات منذ الدراسة على عكس ريم المهضومة والتي تضفي الحيوية والفرح لكل من حولها، خصوصاً لصديقتها الما التي تعمد الى منحها الثقة بنفسها وبث الطاقة الايجابية بروحها
*اعتدنا ان نراك كل رمضان بثلاثة اعمال؟
-هذا العام اكتفيت بـ”عشرة عمر” ودور كارما كبيراً وتطلب مني تفرغاً تاماً، وبالمقابل لم اتلق عروضاً اخرى.
*تقدمين اكثر من شخصية بموسم واحد هل يرهقك هذا الامر ام انه موهبة وشطارة؟
-تقمص الشخصية والانصهار بها حالة رائعة وصعبة بلا شك، لكن بالمقابل التلون من دور لاخر بنفس الموسم هو حالة صعبة ايضاً وتتطلب مهأرة.. من جهتي استطيع ان البس مطلق شخصية واعيشها بكل حواسي ومع كلمة ستوب اخلعها والبس شخصية اخرى.. وانا بحكم عملي بالمسرح أُجيد هذا التنوع.
*على سيرة المسرح كيف تقيمينه هذه الفترة؟
*جيد جداً ولفتني الوعي لدى الاهل الذين يسجلون اولادهم لدراسة التمثيل المسرحي بغية تعزيز ثقتهم بأنفسهم، بصرف النظر عن امتهان التمثيل وخصوصا الاطفال منهم.. (وتضيف) قدمت قبل سنوات مسرحية ” مغامرات فكتوريا العجيبة” من تاليف جيرار افيديسيان وبطولة النجمة ندى ابو فرحات، وجسدت عدة شخصيات، يعني كنت اتقلب بالادوار وبوقت قصير جداً، كما قدمت مسرحية من تاليفي واخراجي خاصة بالاطفال بعنوان ” النجم العربي الصغير”وعرضناها في ابو ظبي وكان ابطالها طلاب معهد الفنون.
*العمل الذي شاهدته مؤخراُ واعجبك؟
-” الثمن” وفريق العمل كان كله رائعا بالتمثيل
*مع قبلة سارة ابي كنعان ونيكولا معوض التي اثارت ضجة؟
-القبلة كانت ضرورية وفق سياق الموقف ولم تكم فجة على الاطلاق، وكما اسلفت الكل جسد الشخصيات ببراعة.. سارة موهوبة ونيكولا مبدع وباسل خياط استاذاً بالتمثيل ورزان جمال حضورها جميل للغاية
*مع المشاهد العاطفية بالدراما؟
-اذا كانت لخدمة النص والموقف لابد من تقديمها بشكل راقي، وايضا احيانا يتم استخدام الخدع والحيل في التمثيل، كما هناك الايحاء، يعني بالتمثيل بالامكان ان نتحايل على المشاهد ونقدم ما نريد ونجعل المُشاهد يصدق ان ما يحصل على الشاشه امامه حقيقة وليس تمثيلا وهنا تكمن الشطارة.. واذا كان الاستغناء عن القبلة يتم الاسنغناء عنها بمشهد يوحي ان قبلة حصلت بين الحبيبين.. لكن في السينما الموضوع يختلف اذ ان القبلة تكون في الغالب ضرورية لخدمة العمل وهنا تكون الكرة بملعب الفنان او الفنانة من حيث القبول او الرفض.
*الفيلم الذي احببته؟
-شاهدت مفرق طريق” وأحببته جداً، شادي حداد “كتير مهضوم”،كما احببت جداً فيلم ” اصحاب ولا اعز” ولا أعرف لماذا هاجموه بهذا الشكل، علماً انه فيلماً رائعاً وحبكته جميلة جداً، ولو بحثنا وراء تفاصيله نرى انه يحذرنا من الوقوع بمخاطر عدة قد تصادفنا بالحياة.
*علمت انك التقيت بالنجمة نيللي كريم؟
-صحيح، وذلك في مهرجان الدوحة قبل سنوات، نيللي ممثلة رائعة وقوية وتعرف كيف تلبس الشخصيات المتنوعة، كما انها جميلة شكلا ومضموناً ومتواضعة الى ابعد حدود، وعندما تعرفت اليها عن كثب احببتها أكثر لتواضعها الجم ،حيث انها كانت تتعامل مع الجميع بمحبة.
*في صورك الاخيرة بينت انوثتك الطاغية؟
-تضحك وتقول الفكرة كانت للستايلست صديقتي العزيزة اخصائية التغذية شيرين منسي التي اقنعتني ان اتصور بشكل مغاير عن السابق كوني عملية وبالفعل افتنعت بفكرتها وتصورت بشكل يظهر انوثتي وبشكل كلاسيكي راقي بعيدا عن الابتذال.