حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
مادونا صباغ الطفلة المعجزة كبرت واصبحت اخصائية نفسية، وهي اليوم ترتدي الروب الابيض وتعالج الحالات التي تقصدها، وتصب كل اهتمامها بحل مشاكل ومساعده مرضاها، من جهة اخرى ولان حب الفن لا يزال يجري بعروقها قررت التركيز عليه هذه الفترة فاطلقت اغنيتين الى جانب اعادة غناء ” قال جاني بعد يومين” لسميرة سعيد بصوتها.. مع مادونا التي تعيش في قبرص وزارت لبنان مؤخراً كان لنا معها الحوار التالي الذي خصتنا فيه.
*تفضلين لقب الدكتورة مادونا على لقب المطربة؟
-حالياً انا دكتورة، كون كثر يعرفونني من خلال المرحلة الحالية من حياتي، لكن بالمقابل، كثر ممن كانوا يعرفونني منذ سنوات طويلة لا يزالوا يعتبرونني مطربة فقط..
*مادونا كنت الطفلة المعجزة كونك غنيت ومثلت كليبات وايضاً لحنت يعني عرفت الاضواء والنجومية منذ طفولتك ومن بعدها ركزت على دراسة علم النفس، تخافين من غدر الفن؟
-ركزت على علم النفس تحديداً لاني أحب أن أساعد الناس على حل مشاكلهم، بداخلي شيئاً يحثني دوماً للوقوف الى جانب الذين يمرون بمشاكل نفسية وعصبية، كما أن بداخلي شوقاً كبيراً لمساندة المحتاجين، وعندما غصت بدراستي أيقنت أن الرب أعطاني القدرة على مساعدة حل مشاكل الناس، وأرتأيت أن أفيد أخي الانسان، انا في هذه الدنيا ليس لاجل الغناء والرقص والشهرة ، وأعترف من ان الفن اكثر من رائع وموهبة ربانية أشكره عليها، لاسيما اني اؤلف الاغنيات والحنها، لكن بالمقابل سعيدة جداً كوني اخصائية نفسية أستمع للناس وأساعدهم وأحل مشاكلهم، وهنا اشعر بقوتي ومدى افادة مجتمعي ومحيطي، وهذا ليس تقليلاً من شأن الفن ولا الغناء الذي اعشقهما من طفولتي كما تعلمين.
*اغنيتك الاخيرة” بتضحي انا” هل قصدت بها شخصية معينة؟
-(تضحك وتقول) ابداً، واعلم انك تعلمين اني بفترة معينة من حياتي كنت أعيش قصة حب مع شخصية مشهورة، والموضوع انتهى تماماً من زمان، لكن الاغنية كتبتها من عصارة وجداني وليس استحضاراً لمرحلة سبق ومررت بها.
*لماذا أعدت أغنية الديفا سميرة سعيد ” قال جاني بعد يومين”؟
-الاغنية رائعة ولا تموت ابداً، كما اني من عشاق الديفا، وهذه الاغنية تحديداً، موضوعها الذي صاغه الشاعر عبد الوهاب محمد من أجمل الموضوعات، كلماتها راقية وتحاكي المشاعر، كما انها اي الاغنية كانت رفيقتي بمرحلة ما من حياتي، اذ كنت مغرمة بالشخص الغلط كالعادة،(وتضحك وتتابع) مثل تلك المواضيع تحرك مشاعري، وأحب أن اغنيها، وقررت ان افعل ذلك وهكذا كان، مع كل التقدير والاحترام للمطربة النجمة سميرة سعيد التي لن يغني احداً الاغنية مثلها وبأحساسها العالي.
*اطلقت “بتضحي انا” و” قال جاني بعد يومين” بتوقيت معين هل قصدت زكزكة الشخص الغلط الذي يعيش اليوم مرحلة جديدة من حياته؟
_(تضحك ملياً وتقول) ابداً ابداً، وسأكون صريحة معك ومع نفسي، هذا الحب اليوم لم يعد يعني لي شيئاً البتة، حتى عندما أرى صورهُ لا اتأثر ابداً وكأنه لم يكن يوماً بحياتي.
*تلومين نفسك على سؤ الاختيار؟
-تعلمين جيداً اني لمت نفسي بما فيه الكفاية ولفترة طويلة، لاني أحببته اكثر مما أحببت نفسي.
*اعلم انك ساندته ووضعته على سلم الشهرة؟
-(تتنهد وتقول) ” ياريت ما نحكي بالماضي، بالسابق صار تجريحاً متبادلاً بيننا بما فيه الكفاية، وانا اتمنى له حياة سعيدة والاستقرار”.
*اذن لماذا أعدت غناء ” قال جالي بعد يومين”و” بتضحي انا” سوياً؟
-صدفة ليس الا، وصدقيني، لم التق بعد بالشخص المناسب حتى اللحظة.
*تشعرين اليوم كونك أصبحت بمرحلة النضج والعمق صار الاختيار عليك صعباً؟
-هذا الكلام والدتي دائماً تقوله لي، لكني لست كذلك ابداً، (تضحك وتعلق) تقول ان كل اطباء النفسيين اختياراتهم صعبة ودقيقة، اذ كوني أحلل الشخصيات، وتحركات الطرف الآخر تكون تحت عدسة عيني، يجب ان يكون الحبيب يملك ثقة قوية بنفسه وومشهود له بصراحته او سيهرب، لان الغلط معي ممنوع، وهذا ما يحصل دائماً.
*حللي لي المشهد الغنائي برأيك؟
-” مابدي حدا يزعل مني”.
*لكن يوجد دخلاء ولعبة تريندات وأصوات مظلومة؟
-رأي قد لا يكون مهماً، وكثر يعتبرونني ” دقة قديمة”..
*لكنك سبقت عصرك بالرقص والكليبات والرقص؟
–عندما أطلقت اغنية ” انا مش هيه” علق البعض من ان الاغنية “موديل قديم”و” مين بعد بغني متل وردة”، لكن لانك سألتيني سأسمح لنفسي بالرد واقول للمنتقدين والمعلقين :” لي عظيم الشرف أن أغني على منوال المطربة الكبيرة التي لن تتكرر وردة، واعتبر تعليقهاتهم الهجومية مديحاً عظيماً لي وليس اهانة، ” شو هالتعليقات وهل صارت اغاني وردة مضرباً للسخرية؟ يا عيب الشوم”، الاغاني المنتشرة اليوم كلها لا تعجبني، “99 بالمئة” منها نسخة واحدة، نفس الايقاع واللحن والموضوعات تشبه بعضها، شي متعب للاذن، والغناء اللايف كلو نشاز”، نسبة قليلة جداً من المطربين لازالوا يحافظون على تنوعهم وتقديم نوعية دسمة من الاغنيات مثل معين شريف، ملحم زين، وائل جسار ناصيف زيتون، شيرين واصالة كل هؤلاء يختارون مضامين قوية ولديهم بريستيج بالغناء لا يتزحزحون عنه.. ايضاً اليسا تعرف كيف تختار نوعية اغنياتها.
*الصوت الذي يفرفح قلبك؟
– كنت ولازلت عندما احب جد، بحبو كلو على بعضو”، فالمطربة المفضلة لدي باسكال مشعلاني، احبها جداً على المستويين الشخصي والفني، قمة الادب والاخلاق والتواضع كما انها جميلة الجميلات..
*هل سنراك بحفلات فنية دكتورة مادونا ام ستبقين مطربة سيديهات؟
– هذا السؤال أطرحه يومياً على نفسي واتسأل هل سيؤثر ذلك على مرضاي؟ كما عليّ ابلاغ الشركة التي اتعاون معها قبل توقيع اي عقد فني، شخصياً انا قادرة ان اكون المطربة والطبيبة، وطوال فترة دراستي كانت الفنانة بداخلي تتحرك، وكل “ويك اكند” كنت افصد ” الكارا اوكيه” لاغني فقط وأموه عن نفسي، الفن يجري بدمي، وسأكون صريحة معك اليوم لا يطلبونني لاحياء الحفلات لاني أرفض ان أُحيد عن خطي الفني، ففي الحفلتين الاخيرتين تمك انتقادي ” ليش عم تغني طرب؟ يا جماعة هيدا جوي، انا بحب غني فيروز وعازار حيبيب في أول وصلاتي، وبعدها صباح وبعدها عبد الحليم وميادة وختاما ام كلثوم”.. يريدونني أن أغني الاغاني الدارجة وانا لن أُغير شخصيتي، أحفظ سيدي وأسمعه، لا أستطيع أن اتقولب كرمى لبعض الاذواق، لا يهمني ” شو دارج، وكمان ما بدي أعمل عمليات تجميل”، علماً اني لست ضد التجميل ولا من يتجملون.
*من طلب منك التجميل؟
-أشهر مكتب يقوم بترتيب حفلات للفنانين بالخارج، التقيت به، قال لي” مادونا بعدك حلوة وفينا نظبطلك كونترا لحفلة”، هذا حصل قبل سنة، وافقت وطلب مني ان أرسل له صوراً لي، وهذا ماكان واذ به يكلمني ويقول لي:” معقول مش عاملة ولا عملية تجميل، في لوك معين للفنانة بالوجه والخدود والشفاه المنفوخة”، فأجبته ” مابدي انفخ شي ولا سافر ولا غني وانسى الموضوع”.. وبالفعل الغيت العرض، واليوم ليس لدي مانعاً من الغناء بحفلة ناعمة او بأوتيل اقدم باقة من الاغنيات بالفرنسية والانكليزية الى جانب الاغنيات التي احبها، لكني مستحيل أن ادخل موجة غناء اليوم.
*هل تفكرين بأعادة أغنية ثانية بصوتك؟
-اكيد، لكن لن أقول اسماء الاغنيات كي لا يسبقني احداً بتنفيذ الفكرة.
*بالسابق تمنيت عليك غناء داليدا ؟
-“وكان معك حق ياريت غنيت اغانيها”، اليوم افكر بتقديم اغنيات ميدلي لمجموعة من نجوم الغناء من لبنان وفرنسا واوروبا ومصر وغيرهم، (وتضيف) يوجد شخصاً مهماً وكان مديراً لاعمال أكثر من فنان وساعدهم على الوصول وللمعان نجمهم، التقيت به بالاستديو وقال لي:” انت راجعة ولازم حدا يساعدك بالتنظيم والحملات الاعلامية والاعلانية”، سعدت والشاب جنتلمان وقادر على نتفيذ افكاره الفنية، وصودف اننا كنا سوياً وطلبت منه ان أرتجل من السيارة لاشتري بعض الاغراض، فامتعض وقال لي:” معقول انتي تشتري غراض؟ الفنان مش لازم ينزل عالدكان يشتري غراض، شو بدك؟ انا بجبلك”، عندها نزعت الفكرة من رأسي تماماً هذا البريستيج المزيف والشو اوف ارفضه تماماً، في الخارج أكبر نجوم الغناء يتعاملون مع محبيهم ببساطة ويتصرفون بتلقائية في يومياتهم.. “خلص انا بتابع كل شي لحالي وما بدي حدا معي، واذا نجحت بكون كتر خير الله، واصلاً لما كنت واصلة وين كانوا الي عم يتفذلكو”.
*لماذا تعيشين في قبرص؟
-لدي اقامة أعيش هناك منذ اربع سنوات، درست مدة سنة بالجامعة وغنيت ببعض المطاعم، وسعيدة هناك البلد حلوة والشعب طيب جداً وقريبة من لبنان.
*اصبحت جدية وديبلوماسية ومتحفظة وناضجة جداً؟
– صحيح، أشعر بذلك، لكن بداخلي لازالت مادونا الطفلة بداخلي ، لكن كل ما في الامر صار لي تحفظات وأرفض أن يفرض احداً قراراته عليّ.