كتب/ بول شاهين
مع غيابِ كبارنا واحد تلوَ الآخر، ننتقل رويداً رويداً من “العصر الذهبي” إلى “عصر اللا شيء”. كيف لا؟ وهُم مَن صنعوا كلّ الخير والفرح والجمال فأغنونا بفنِّهم وإبداعاتِهم وأوقدوا بداخلنا شعلةَ الحب والوطنية والسعادة. وتركوا لنا إرثاً خالداً لا يموت مثلما فعل روميو لحود.
لستُ بوارد تعداد أعماله الكثيرة سواء في المسرح أو التأليف أو التلحين ولكنني أقول: من دونك “ما بتشرق شمس العيد” ولا “بتبشّر بنهار جديد” فمعك كانت “سعيدة ليلتنا سعيدة” ولهذا “طال السهر وليالي العيد”. ولكنّ لبنان يطالبك في عيد استقلاله ويقول “خدني معك على درب بعيدة” فتجيبه بحزن “لا شفت العيد ولا درب بعبد وبعتم الليل رميوني”. فهل حقاً “القنديل انطفا بالليل وحبابي نسيوني”؟ بالطبع لا فمَن بنى القلعة مع الصبوحة حصناً وطنياً فكان مصير “يللي تعدّوا عا دارِك تحطّم قلبن عا حجارِك”، ونقل معها الأغنية والدبكة اللبنانية إلى العالمية فترجم “عالندا” التي غنّتها صباح في الأولمبيا – باريس وكان مضمونها رسالة فرح وسعادة ” Une chanson et quatre pas qui apportent le bonheur à celui qui n’en a pas” . ومَن أوصل “بنت الجبل” مع سلوى إلى الرقيّ والثقافة لن يُمحى من القلب والذاكرة.
ذكرى استقلال بلا مضمون ولا عيد ولا احتفالات، وطنٌ وشعب بلا رأسٍ وكذلك فنّ لبنانيّ بلا روميو لحود..
. فعلى أمل أن نصحوَ يوماً من الأيام على لبنان الذي رسمته مع رفاقك الذين سبقوك إلى دار الخلود أمثال: عاصي – منصور – وديع – صباح – وملحم دون أن ننسى موريس عواد ووليد غلمية إضافة إلى الكثيرين غيرهم،..
أستحلفك يا أستاذنا الكبير أن تتابع مسيرتك من فوق بكلماتٍ ونغماتٍ. لا تخلد إلى الراحة حيث ذهبتَ فرسالتك لم تنتهي، بل مُنَّ علينا من دنيا البقاء يا أيها العظيم روميو لحود بعطائِك الفني ومحبتك الكبيرة كي لا يبقى عَنّا “العيد … بعيد”.