كتبت/ حنان فضل لله(نقلاً من موقع حرف عربي+)
لم يتأثر الإعلام العربي- بمعظمه- باستشهاد الطفل الفلسطيني- 7 سنوات، فـ ريان سليمان ليس من مشاهير السياسة والدين والرقص والغناء والإعلام.. لم يتأثر كما يجب.. ولا حتى منظمات حقوق الطفل والإنسان؟.. “تانتات” الجمعيات عندنا لا وقت لديهن للاطلاع على أخبار المساكين.. حتى نائبات الأمة.. وهنّ في غالبيتهن من الأمهات.. لم تتحرّك أمومة أي منهن على طريقة القتل، والعمر الوردي، وتوقّف قلب ريان خوفاً.. خوفاً يا الله!!
بالأمس مات ريان مقتولاً مظلوماً.. ومن المفترض أن ينطلق ملاكاً إلى السماء.. أما على الأرض التي ينجّسها كل “قحاب” المرحلة.. من “بوطة” إعلام، وفن وسياسة ومجتمع ودين ونيو ميديا وفوقهم جمهور شبق، تشدّه الفضائحية في السياسة والدين والفن والإعلام.. هل لأن ريّان لا يحقّق لهم نسب متابعة ومشاهدة عالية؟
طز بالمتابعة والترند ونسب المشاهدة.. التي باتت مقصد كل “جوعان” شهرة..
طز بكل القيم الإنسانية إذا لم تحرّك ساكناً فينا.. من “لبَدَ” ولم يعبّر عن تضامن ما.. عن حرقة قلب ما..
شعوب منحطّة لا يليق بها إلا إعلام منحطّ يشبهها، تحركه غرف سوداء، فينصاع كالبعير، كيف إذن له أن تقوم قيامته لموت طفل خوفاً من مطاردة محتلين مدججين بالأسلحة..
طزّ بكل القيم الدينية إن لم تعتبر قتلَ ريّان تكملة لـ “كأنما قتل الناس جميعاًً”..
“ولِكْ” يمكنك أن لا تحب فلسطين، وأن لا تتضامن مع القضية ولا مع شعب الداخل الذي يقاوم للحفاظ على أرضه وكيانه ووجوده باللحم الحي.. باللحم الطريّ الحيّ..
يمكنك أن تلعن القيادات التي باعت شعبها.. أن تسخر من رئيس السلطة وأن تصفه بأبشع العبارات أخفّها “الخائن لوطنه، المطبّع الرخيص، وليس أكبرها “الداسوس”..لكن أن لا يرفّ لك جفنٌ في موت ريان؟ أي إسلام؟ أي مسيحية؟ أي دين؟ أي إلحاد؟ وعروبة؟ وقومية؟ ووطنجية هذه؟! يمكنك حتى أن لا “تقفّي” فرض صلاة، وأن تنادي “تحجّب” زوجتك وبناتك، مخافة أن يُثرن فتنة ذكور “يهيّجهم” شعر امرأة أو زند بنت، فتقع الواقعة وتهتزّ عواميد الدين وإيمانك معاً..
في خبر ريان المظلوم المقتول.. المقطوف عمره باكراً جداً جداً.. لا أفخاذ تهتز.. لا صدر مغنية ربع كم يرجّ وهي توسّع فتحة “القَبَّة” نكاية بالجميع.. حتى بالذوق العام.. ولا مؤخرة رقاصة تغني، أو مغنية ترقص، لا شدق فاجرة “تُبَوْجِقُ” عبر الشاشة.. ولا ضحكة ماجنة لمذيع تلفزيوني شهير، “يحرّ” أمام الكاميرا ويقبض تحت الطاولة أو فوق السرير لا يهمّ.. إنه زمن الغواني!!