حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
القضية لا تموت مهما اخفوا صوتها، لا بل تخلد وتكتب بالتاريخ..ريم البنا الفنانة الفلسطينية التي توفت منذ 4 أعوام بمرض خبيث،لم تتأثر بمرضها لا بل زادها شجاعة وقوة بقدر ما تأثرت عندما أرادوا إخفاء صوتها من خلال مشروب ما، لأن صوتها صدح صوت حق ومقاومة وشموخ… كلنا نسمع اغاني ريم البنا ونثور مع موسيقى صوتها ونرافقها في حفلاتها ام من خلال مقابلة تلفزيونية ما، لكننا لم ندخل عالمها الخاص و لا نعلم ماذا يدور معها بعد انتهاء كل حفلة والتوجه إلى منزلها العائلي، أرادت من خلال فكرة من الممثلة والمنتجة اللبنانية روان حلاوي ان تترجم حياتها الخاصة على مسرح المدينة، وهذا ما حصل لقد التقت ريم بروان و اتفقتا على الفكرة وبعدها ارسلت تسجيلات صوتية ما يقارب ١٩ تسجيلا لريم، وبعد سنوات قليلة توفيت ريم، وارادت روان حاملة الأمانة ان تنفذ الفكرة وهذا ما حصل، لقد افرغت التسجيلات على شكل نص مسرحي وهو من إخراج زوجها سليم الأعور وبطولتها وتم غرض 3 عروض على مسرح المدينة.. على ان تعود بعد جولتها الفنية ان تقدم عروضاً اخرى.. سررنا في elmaw2a3.net ان نجري مقابلة مع الممثلة والمنتجة اللبنانية روان حلاوي حيث كان معها هذا اللقاء..
* بداية مبروك العمل الجديد، متى التقيت بريم البنا؟ وكيف جاءت فكرة كتابة قصة حياتها؟
– في آخر مشوار لها في بيروت، التقينا بطلب منها كي اكتب لها سيرتها الذاتية على شكل مسرحية، فهي تعشق المسرح كثيرا، وبعدها وفي اقل من عام توفيت وبقيت جميع تسجيلاتها عن حياتها بحوزتي، هنا أحسست انها سلمتني أمانة، ويجب أن احققها ولو بعد مماتها، اتصلت بعائلتها واخذت الاذن منهم كي انفذ العمل..كل هذا حصل منذ سنوات قليلة سابقة،إنما جاء تأجيل العمل نظرا لظروف البلاد التي تمر بها ان كانت اقتصادية وثورة تشرين وكورونا وانفجار المرفأ،إلى أن قررت انا وزوجي المخرج والمنتج سليم الأعور ان ننفذ العمل هذا العام.*كيف أتت فكرة تنفيذ العمل في هذا الوقت تحديدا؟
_الهدف من تنفيذ هذا المشروع في هذا التوقيت تحديدا هو مجرد احساس انه حان الوقت كي يبصر النور، فهذا العمل اخذ الكثير من الوقت كي يكتب ويتحول إلى نص مسرحي، وبعدها تنسيق مع المخرج سليم الأعور لتركيب الدور،فجميع المشاهدين يعرفون ريم، وهنا كاتت المسؤولية كي نعطي الشخصية حقها بطريقة احترافية،وتعلمت اللهجة الفلسطينية واعتمدت لهجة ريم التي كانت في التسجيلات..والهدف من هذا العمل هو معرفة الناس لريم على المستوى الشخصي وليس فقط من خلال اغانيها وصوتها، كما وهو تكريم لريم البنا الفنانة الفلسطينية فهي صوت فلسطين وصوت المقاومة..* أثناء عرض المسرحية، أعلنت عن سكوب عن أن ريم البنا فقدت صوتها ليس بسبب السرطان، هل هنا كنت تودين ان تعلني ان الموساد أراد إسكات ريم من خلال سلاحها اي صوتها؟
-لست ادري ان كانت ريم قد افصحت سابقا عن هذا الموضوع، فهي فقدت قدرتها على الغناء ليس بسبب السرطان، وكانت دائما تقول ان احد الأشخاص بالسفارة الفلسطينية ظن بأن الذي حصل معها هو مفتعلاً كي تفقد صوتها، لأن صوتها كان سلاحها وتقاوم به. * تطرقتٍ في العمل لاستقلالية ريم،وأنها مثال لكل إمرأة حرة، هل كانت رسالة منك لجميع النساء؟-حياة ريم الشخصية مثال يحتذى به وهي مثل أعلى للكثير من النساء ليس فقط في العالم العربي، إنما في العالم أجمع، وريم تقول في التسجيلات ان هذا المرض أعطاها القوة و غير الكثير من مفاهيم حياتها مع انه مرض قاتل.. وللأمانة المهنية والشخصية كل ما ذكر في المسرحية هو نفسه الموجود في التسجيلات التي بحوزتي عن حياتها،واصريت انا بتأدية الدور وليس فنان آخر.
* من خلال حديثك ولقاءك مع ريم،ماذا قالت لك عن زهيرة؟
-حقيقة السيدة زهيرة الصباغ والدة ريم كان لها أثراً كبير اًفي حياتها وعلى علاقة وطيدة جدا بعضهما البعض فهي مثلها الأعلى، هنا أوجه تحية للسيدة زهيرة ولشقيق ريم السيد فراس البنا ، وسلام خاص من القلب لأولاد ريم بيلسان وقمران واورسالم فهم اعطوا لريم الدعم المعنوي والإيجابية الدائمة، اتمنى بعد عرض المسرحية ان تكون ريم فرحة وروحها ابتسمت لما قدمناه على المسرح.* و ماذا عن والد ريم؟
-بالنسبة لوالدها فالعلاقة بينهما كانت جيدة إنما ليست كعلاقتها بوالدتها،لأنه لم يستوعب او يتقبل فكرة ان ريم ستحترف الغناء وتكون فنانة معروفة.*ذكرتي بالعمل عن تعنيف زوجها لها،أخبرينا عن ذلك؟
-بما يخص زوجها هو من الجنسية الاوكرانية وموسيقي أيضا،درسا سويا في موسكو، لذلك هي تتقن اللغة الروسية، عانت من التعنيف معه من هنا نقول ان العنف لا جنسية له..التعنيف من زوجها سبب تأثير سلبي على حياتها ولم تكن علاقة ناجحة على جميع المستويات، هنا قررت ريم ان تتخذ القرار الحاسم وان تتنزع من حياتها كل ما هو مؤذي وان تكمل مع أولادها بشكل إيجابي.* الى اي مدة انصهرت بريم البنا؟
-التقيت بريم مرة واحدة، تعرفت عليها من خلال تسجيلاتها،قررنا انا والمخرج سليم ان توصل للجمهور شخصيتها بطريقة صحيحة، وكما لو انها هي من تؤدي الدور إلى المسرح، لذلك اشتغلنا جيدا على الملابس والازياء والمكياج، وعملنا جاهدين ان توصل احساس ريم، العمل كان متعباً جدا إنما اعتبره دوراً جميلاً انصهرت بي من رأسي حتى اخمص قدمي، وهو ومن الأدوار التي اعتز بها طيلة حياتي طيلة مسيرتي الفنية..* بعد مسرحية ريم البنا، ما جديد روان؟ وهل المسرح اللبناني بخير؟
-افتتح العمل في بيروت وكانت ٣ عروض لهذا الموسم وإنشاالله سنعيد العرض في بيروت خلال الموسم القادم، وسنعرض في بلدان أخرى ومهرجانات ومسرحية “يا ليل ما اطولك” للفنانة ريم البنا لا تقتصر فقط على الثلاث عروض التي عرضت في بيروت.. حاليا بصدد كتابة عمل مسرحي سيبصر النور السنة القادمة،المسرح اللبناني رغم كل الظروف والأحداث المتتالية التي حصلت إنما الحمدلله الحركة الثقافية جيدة، وأقدم تحية لكل صناع المسرح في لبنان ولكل ممثل مسرحي وأفراد العاملين في المسرح..