متابعة/ حسانة سليم
توفيت الفنانة رجاء حسين، صباح اليوم، عن عمر ناهز 85 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركة خلفها تاريخيًا فنيًا كبيرًا.. ولدت رجاء حسين في الأول من فبراير 1937 بمحافظة القليوبية، وبدأت مسيرتها الفنية مع فرقة نجيب الريحاني عام 1958، عملت في المسلسلات الإذاعية قبل أن تقتحم عالم السينما والدراما..وسوف يتم تشييع الجنازة من مسجد الشرطة بالشيخ زايد بعد صلاة الظهر، وذلك حسبما أكد الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية.. وفي وقت سابق، خضعت الفنانة القديرة لعملية جراحية في المعدة الفترة الماضية، وذلك بعدما تعرضت لأزمة صحية بسبب ارتفاع إنزيمات الكبد..
وتزوجت رجاء حسين من الفنان سيف عبدالرحمن بعد قصة حب جمعتهما على خشبة المسرح حيث تعرفت عليه عن طريق الفنانة سناء جميل والتى أتت به فى أحد العروض المسرحية وتعرفا سويا ومنذ هذه اللحظة قرر سيف الارتباط بها واعترف لها بإعجابه بها من قبل أن يلتقيا، حتى تكللت قصة حبهما بالزواج، وأسفرت الزيجة عن طفليهما كريم وأمل.
وكشفت رجاء حسين عن إن قرار انفصالها عن زوجها بعد 51 عاما من الزواج جعلها تشعر بالانطلاق، متابعًا: “أولادي كانوا سببًا في تأخر اتخاذي لهذا القرار، مكنتش عايزة أولادي يتربوا مع جوز أم أو مرات أب لو انفصلت، أنا كنت أشعر الآن كأنني طفلة متمردة وانطلقت للحياة”..
وأضافت حسين، خلال حوارها مع الإعلاميتين سهير جودة، ومفيدة شيحة، ببرنامج الستات، المذاع عبر فضائية النهار، قانون الأحوال الشخصية لابد أن تكون به بعض المواد تنظم الطلاق، لا يمكن أن يكون الطلاق شفويًا، مضيفًا: “نسبة الطلاق في مصر حاليًا في زيادة مرعبة، وأطفال الشوارع تتزايد بسبب ارتفاع حالات الطلاق”.
وأشارت الفنانة رجاء حسين، إلى أن استشهاد ابني في 2014 وزواج ابنتي جعلني أشعر كأنني أتممت رسالتي في الحياة، ودلوقتي أصبحت أكثر جرأة في انطباعاتي وأرائي ولذلك قررت أن أتخذ قرار الانفصال.
بدايتها الفنية
ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1939 بمحافظة القليوبية، أحبت الفن وعاشت من أجل تحقيق حلمها في الدخول إلى هذا العالم السحري، وعندما بلغت التاسعة عشرة من عمرها وفي عام 1958 التحقت بفرقة نجيب الريحاني، حيث أصقلت موهبتها وأعطتها الكثير من الخبرة في كيفية إظهار قدراتها الفنية.. اختارها المخرج العالمي يوسف شاهين وهي في بداية مشوارها عام 1976 للمشاركة في فيلمه “عودة الابن الضال”،والذي كان نقطة تحول كبيرة في مشوارها الفني،حيث تعلمت من خبرات يوسف شاهين الكثير ما جعلها تنال شهرة واسعة من خلال هذا التعامل المهني، وجسدت دور والدة ماجدة الرومي بالعمل.
تمتلك رجاء حسين رصيدًا أكبر من المسلسلات، أهمها “مارد الجبل، اللص والكلاب، على باب زويلة، أحلام الفتى الطائر، ذئاب الجبل، المال والبنون، شجرة اللبلاب، الشهد والدموع، وريا وسكينة” وغيرها من الاعمال..ومن أبرز أفلامها “أفواه وأرانب،(شقيقة فاتن حمامة)، حدوتة مصرية، لسكندرية كمان وكمان، المتوحشة، أبناء وقتلة”، كما شاركت فى فيلم “نواره” والذى يعد آخر أعمالها فى مجال السينما ، وشاركت فيه عدد من النجوم على رأسهم منة شلبي ومحمود حميدة وشيرين رضا ، والعمل من إخراج هالة خليل ، كما كان لها مشاركة فى فيلم “يوم للستات” مع المخرجة كاملة أبو ذكري والفنانة إلهام شاهين.. وفى المسرح حرصت رجاء حسين على ان يكون لها رصيد فني فقد قدمت عشرات الأعمال المسرحية ومنها “عنترة ، فى بيتنا رجل ، النسر الأحمر ، جحا والبنورة “..
وعن يوسف شاهين قالت بحوارات صحفية:” – قدمت معه خمسة أفلام، هي: «العصفور»، و«عودة الابن الضال»، و«حدوتة مصرية»، و«إسكندرية ليه»، و«إسكندرية كمان وكمان». وتم التعارف معه من خلال زوجي وقتها الفنان سيف عبد الرحمن الذي كان يعمل معه آنذاك عام 1963 فيلم «فجر يوم جديد» مع سناء جميل، وتعرفت عليه واختارني في دور المرأة الصعيدية في فيلم «العصفور» ونجحت جدا وتوالت بعدها أعمالي معه ولولا ارتباطي بالعمل في عدة مسلسلات كنت قدمت مزيدا من الأفلام السينمائية مع يوسف شاهين لأنه يشترط التفرغ على من يعمل معه وهذا هو الصح، لأن الممثل عندما يركز في الدور فإنه يبدع كثيرا ويقدم أحسن ما عنده.”..
وعن مشاركتها فاتن حمامة بفيلم ” افواه وارانب قالت:”بالفعل قدمت معها فيلمي «أفواه وأرانب»، و«أريد حلا»، وهي فنانة عظيمة تستحق هذا اللقب عن جدارة، لأنها تحب فنها وتذاكر دورها جيدا كما كانت تتمتع بموهبة كبيرة ووجه بريء مكنها من أداء كل الأدوار ببراعة من الفتاة البسيطة إلى المرأة اللعوب في «لا أنام» وقدمت روائع كثيرة منها «الحرام» وكانت سيدة محترمة جدا وتعي جيدا أهمية احترام المواعيد فتكون أول من يتواجد في البلاتوه،”
وعن غادل امام الذي مثلت معه ” احلام الفتى الطائر ” علقت:” لا أجد كلاما أقوله عن هذا الرجل، وهو لم يلقب بالزعيم من فراغ وإنما من عمله وجهده وجديته وشخصيته وعظمته وهو على خلق ومن المتفردين وليس له علاقات تشوبه، وأذكر أنه كان هادئا جدا وقت التصوير وقمة في التواضع وهو إنسان جميل جدا.”..
وعن استشهاد ابنها قالت:” بصراحة رغم كوني مؤمنة جدا بقضاء الله وأن الموت حق علينا جميعا وأن أمي وأبي وإخوتي ماتوا جميعا ورغم أني سيدة عاقلة وحججت بيت الله الحرام 11 مرة بخلاف عشرات العمرات، إلا أن خبر استشهاد ابني أصابني بصدمة غير طبيعية لأن «قلبي شافه قبل عيني» وكنت أنتظر أنه هو الذي يحملني للقبر فإذا بي أفاجأ أنني أنا التي أحمله لقبره، فما أصعب تلك اللحظات على قلب الأم، وكان بيني وبين الجنون لحظة، وكنت أدعو الله اللهم اربط على قلبي كما ربطت على قلب أم موسى عندما ألقت ابنها في اليم، و«هل تفتكري إني نسيته؟! أبدا» سأظل متألمة بفراقه حتى ألقاه، وجزء من إيماني هو اليقين بأنني مهما عشت من عمر فلا بد أن أذهب لله لأن كل من عليها فان، وكلنا في زوال.”
تعرضت الفنانة رجاء حسين فى حياتها الى صدمة كبيرة ، بعدج ان فقدت ابنها الضابط ، وعلى الرغم من الصبر والقوة التى كانت تظهر بها فى البرامج التليفزيونية ، إلا أنها كانت تبكي فى كثير من الأحيان حين يأتي سيرته . . تم تكريم رجاء حسين باحتفالية “أيقونة المرأة المصرية”، وتسلمت درع التميز من السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية؛ تكريما للنماذج المشرفة والرموز المصرية المتميزة والملهمة بمناسبة يوم المرأة العالمي، مارس 2022.كما تم تكريمها فى الدورة الاخيرة من المهرجان القومي للسينما ، وقد حضرت حفل التكريم ، الا انها لم تسطع أن تحضر الى الندوة التى تمت مناقشة أعمالها فيها.. رحم الله رجاء حسين واسكنها فسيح جناته.