كتبت/ ايناس الشامي
الاخصائية الإجتماعية ندى السوقي، مُذ تفتحت عيناها على الحياة وفي داخلها أحاسيس دفينة تجاه الخدمة الاجتماعية على اختلافها وتنوعها، نذرت نفسها متوجهة نحو العمل الخيري الإنساني ،فعملت مع الجمعيات الخيرية والنسائية، فكان التوجيه والإرشاد بشغف لا مثيل له والتعرف والإحتكاك بين البشر بما يشبه الفضولية، إنما ذلك يصب في خدمة ومصلحة الإنسان من خلال مشاركتها همومه وشؤونه وشجونه على كافة الصعد، لا سيما الإجتماعية منها (لفقر ،الطفولة،النساء المعنفات)بنحو إيجابي.. ومن خلال موقع Elmaw2a3.Net كان لنا شرف مقابلتها والتحدث معها..
وعن سؤالنا لها عن تخصصها وفي أي جامعة درست أجابت انها تخرجت من الجامعة اللبنانية/ علوم إجتماعية “إختصاص علم إجتماع عائلة” .على سبيل المثال: التدخل الأسري، تسوية النزاعات الزوجية، النساء المعنفات، الابناء وسلطة الآباء.بالاضافة الى الخبرات في الارشاد التربوي، صعوبات تعليمية، تأخر مدرسي، إكتشاف القدرات وتطويرها، العمل مع المسنين …إضافة لذلك معتمدة لدى المحاكم المذهبية.. وأنها تتابع دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في هذا الإختصاص.. منذ صغرها كانت ميالة وشغوفة للعمل الخيري الإنساني الإجتماعي والإندماج في كافة المجتمعات والوقوف منها على مشاكلهم وبعض أمورهم الخاصة والعامة والسعي لمساعدتهم وتنمية قدراتهم، خصة الأطفال منهم. ومساعدة النساء المعنفات عبر تقديم المشورة والنصح، وانقاذ المظلومين والحد من الظلم الاجتماعي عبر التوعية والارشاد …
وأضافت للحديث عن دورها الرئيسي في المحاكم اي انها اخصائية اجتماعية تلعب دور المصلح الاجتماعي، وتقوم بعدة مقابلات وجلسات مع الزوجين مجتعين او منفرين جاهدين القاء الضوء على المشاكل الاساسية التي تعكر جو العائلة وبعدها تقرب وجهات النظر طبعا بمشاركة الزوجين تقديم الحلول المناسبة التي تساعد كليهما للوصول الى الحلول المناسبة للطرفين. وتذكيرهم دوما باهمية الاسرة وباهمية دورهما كأب وأم،والمشاكل النفسية والاجتماعية والصحية للابناء والعقبات التي تواجههم في حال تفكك العائلة.وتذكيرهم دوما بان الحياة الزوجية والاسرية هي علاقة حب واحترام وتكامل وتناغم وتنازلات وتضحيات ومشاركة …فتحاول إصلاح ذات البين بهدف لم شمل العائلة والتخفيف من نسب الطلاق المرتفعة..
وأضافت انها متفاجئة جداً لما لمسته مِمَنْ تعاطت معهم لإيجابيتهم في التقبل لمشاركتهم امورهم الشخصية والسرية،وللتفهم والإصغاء وتقبل النصح والإرشاد بكل سرور، ولمعرفة والاطلاع على دور المرشد الاجتماعي للتخفيف من المشاكل الأسرية وعلى تنوعها، وكثرتها وتعقيداتها،والتي تتطلب مجهود لتقريب وجهات النظر وإيجاد الحل المناسب ما يرضي طرفي النزاع. طبعاً مع دراسة مُسبقة عن سلوكيات الزوجة أو الزوج وسبب هذا الجنوح نحو التصرفات والأهواء الخاطئة في حياتهم، والوقوف على سبب هذا التفكك الأسري من الأساس، وما نتج عنه من مشاكل وآفات في المجتمع اللبناني دون إستثناء. اما عن الدور الذي تلعبه في هذا السياق للحد من هذا الجنوح والمشاكل وغير ذلك فهي تحرص دائماً على تعميم الفائدة بما تملك من إختصاص وخبرات ودراسات على أكبر قدر ممكن من المواطنين، المدارس على إختلافهم منها: إقامة ندوات ومحاضرات توعية وتوجيه وإرشاد خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية والأسرية والشباب المقبل على الزواج، كما تولي إهتماماً بالغاً بالصعوبات التعليمية وتنمية القدرات والمواهب، وقبل كل هذا تبدأ من الاساس بمعالجة الأهل قبل الأولاد للوقوف منهم على حياتهم الزوجية ومعيشتهم ومشاكلهم اليومية وثقافتهم العامة، وتستخلص من كل ما ذُكر بعنوان رئيسي سببه عدم التوافق في الزواج غير المتكافيء، مما ينعكس ذلك سلباً على حياتهم وتربية أسرتهم والوصول إلى أبغض الحلال الطلاق وتشرد وتسيّب الأولاد. وهنا لا بد من لعب دور هام مؤثر من خلال وظلم من كلا الطرفين، ومؤخراً بدأت تنشر مقالات ومواضيع توعوية متنوعة( دوافع العلاقات الجنسية البديلة، دور الأب والأم، الطفولة المبكرة، إختيار الشريك، الحياة والمشاكل الزوجية، الحياة الزوجية السعيدة ،دور الاهل في تربية الاطفال…)
ولا بد في هذا اللقاء من التحدث عن موضوع العلاقات الجنسية البديلة المرفوضة قطعاً للتنبه وعدم الوقوع في شرك أية علاقة جنسية خارج اطار الزواج، فالحياة الزوجية الناجحة هي عبارة عن توافق فكري ثقافي وجنسي واجتماعي بين الزوجين والشراكة الحقيقية التي يسودها الود والإحترام المتبادل، وهنا لا بسعها إلاّ أن تذكر قول للدكتور قاسم كالوت:”ان اي خلل في احد مقومات الاسرة يقود الى دمارها وتفككها ولاسيما الشق الجنسي حيث يحتل نسبة ٨٠٪من سر نجاح الاسرة والخلل في هذا العنصر طبعا سيقود الى علاقة جنسية بديلة، وبالتالي على الأهل أن يلعبوا دوراً في هذا السياق نحو توجيه أولادهم على تربية جنسية سلمية.. كما تترك لهم هامش مساحة خاصة للمقبلين على الزواج حرية إختيار الشريك لا أن تفرض عليهم رأيها بهذا الخصوص، وللأسف للآن لم نلحظ أي تربية جنسية معتمدة من الأهل تجاه الأبناء..
تضيف إلى ذلك وسائل التواصل والإنترنت الذي يدخل كالحرامي كل منزل دون حسيب أو رقيب، وعدم قدرة الأهل على مراقبة أبنائهم وبات كل شيء مباح، وقد اكتشفت من خلال عملها الكثير من حالات الانحراف والشذوذ خاصة وجود مثليين من الجنسين الرجال والنساء.. وفي الختام تشدد على توعية الأهل وإكتساب ثقافة وعلوم وتنمية قدرات الأبناء ومصادقتهم ومصارحتهم ومنحهم ثقة عالية لأجل بناء شخصيتهم على النحو الأفضل بذلك كي يحدّ من أية جنوح أو نزوات يلجأون إليها.. وعن طموحها قالت إنه لا يتوقف عن حدود معينة لطالمنا وهبنا الله الفكر والمعرفة والثقافة والانفتاح والرؤية الصائبة ، انما بدأت التحضير لنيلها شهادة الدكتوراه في هذا التخصص ومتابعة هذه المسيرة خدمة للإنسانية والمواطن على حدٍ سواء بحيث التربية المدنية باتت شبه مفقودة لدى مجتمعاتنا.