حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
متواضعة، طيبة القلب وصاحبة ذوق رفيع،في داخلها فنانة تقدّر الفن الراقي والفنانين، عملت في شركات إنتاج كثيرة سابقا في إدارة التسويق والإنتاج، وتعلم جيدا ماذا يدور خلف كواليس شركات الانتاج من موظفين وعاملين، لذلك تعمل جاهدة كي تختار فريق عمل لشركتها “بروتيم برودكشن” التي أسستها منذ مدة، وبعد شهر تقريبا هناك عمل سيبصر النور يحمل أمضاء شركتها.. التي ستعمل من خلالها جاهدة على عودة الممثل اللبناني المُغيّب
إنها المنتجة كلودين ابو دياب حيث كان معها هذا اللقاء..*عينك كانت على الفن منذ طفولتك؟
-اطلاقاً، علماً اني كنت مُمنة على مشاهدة الافلام العربية والسلسلات اللبنانية، ولم يكن ببالي التمثيل على الاطلاق ولم أفكر بالعمل سواء بالاخراج أو الانتاج، وغندما كبرت درست أدارة الاعمال، وعملت بأدارة التسويق والادارة الفنية للمسلسلات التاريخية لعدة دول عربية ، وكنت أسافر كثيراً بحكم مواكبة تصوير الاعمال الضخمة التي كانت تتم في كثير من المناطق العربية.
*ومتى تمردت وقررت خوض غمار الانتاج؟
-بدأت العمل كمنتج منفذ، قبل أكثر من عشر سنوات، وصدقيني أنا أضع طاقتي في مطلق عمل أمسك زمامه، وأستنتجت في النهاية أن هذا المجهود يعود لغيري، اذ أن البعض كان لا يُقدر تعبي ويغار تيحصل “زكزكات”، مثلاً كوضع اسمي بطريقة غير مناسبة، او بالكاد يستطيع الُمشاهد أن يقرأه، وهنا قررت أن أفتتح شركة خاصة بي..(وتتابع) اليوم باب المنصات مفتوح للجميع من المجتهدين ولكل الاعمال الحقيقية والواقعية، وحالياً اتعاون مع المنصات، وبالتالي أُرحب بالتعاون مع التلفزيونات والمحطات القيمة التي تعطيني حقي وتقدرني وبالعكس.
* لكن العمل بالانتاج مُرهق ويحصل فيه الكثير من المشاكل واحياناً يتوقف المسلسل لمشكلة صغيرة تعترضه ؟
-صحيح، لكن معروف عني انه عندما ادخل مطلق عمل أجتمع مع الفريق وانبههم اننا لسنا زملاء فقط، بل عائلة واحدة نعتاش من تلك المهنة، ويجب أن نتكاتف ونعمل مع بعض بمحبة لتحل البركة على الجميع وتكمن الاستمرارية، ومن هنا زاد تمردي لأحقق هدفي بالانتاج الفني وبشركة تحترم تفسها والمتعاونين معها على السواء، بعيداً عن المحسوبيات و”السمسرة” لاني أعرف جيداً ماذا يحصل في كواليس الانتاج، وكيف يلمعون نجوم ويطفئون ممثلون، ويغيبون آخرون، ويقبضون من البعض لقاء ظهورهم على الشاشة، وهذا الأمر ليس مُفتصراً على الممثلين بل الكُتاب ابضاً، لذا تجدي هدفي البحث دائماً عن نصوص واقعية حقيقية، لان الورق هو من أهم عوامل النجاح، وقريباً في مطلع الشهر المقبل سنبدأ تصوير عُشارية بعنوان ” انتحار”، كما في جعبتي عدداً كبيراً من النصوص والسيناريوهات، وكما أسلفت لا تهمني الاسماء الطنانة الرنانة بقدر الخامة المتماسكة، كما يهمني ان يكون لدي ورشة من المؤلفين لاني أؤمن بالعمل الجماعي.
*المنصات هل ستحقق لك حلمك المرجو؟
-انشألله، لانها هي اليوم كاسحة، وكل الاجيال تُقبل على مُشاهدتها أكثر من التلفزيون.
*لكن بريق التلفزيون مُحال أن يبهت؟
-بالتأكيد، وذلك بظل شركات ضخمة تعمل على تقديم دراما قيمة، ويهمها أن تُحافظ على اسمها مثل شركة ” الصباح”.
*قبل سنوات عرض مسلسل ” صرخة روح” كان خماسيات وسباعيات ومضمونه صادماً وأثار ضجة..
-(تقاطعني وترد) وكان من أهم الاعمال قاطبة، لان حكاياته كانت حقيقية، كفانا خيالاً وافتباساً، شخصياً انتظر النص القوي ولو استغرقت كتابته سنة على أن اقدم عملاً مثل ” سلق البيض”.(وتضيف) احب الكوميديا ونحن في وقت أمس فيه للبسمة والضحكة بسبب الازمات التي نعيشها، وايضاً الفانتازيا مهمه، لكني أميل للأعمال الواقعية التي تتناول قصصاً وقضابا من واقع حياتنا ومجتمعاتنا.
*لديك خطة معينة؟
-طبعاً، سأبحث ن الممثلين الذين لا يعملون من سنوات، للأسف نفس الوجوه نراها في كل المسلسلات، صار العمل عبارة عن شللية، فهل يُعقل أن يجلس بالبيت 60بالمئة من الممثلين، في لبنان يوجد طاقات كبيرة لكنها مًغيبة، يعني مثلاً في مسلسل ” عروس بيروت” سعدت جداً لنجاح تقلا شمعون ورفيق علي احمد وصارا تريند.. (وتتابع) في لبنان للأسف القلة التي تحب النجاح لبعضها البعض واقتناص الفرص من الآخرين أمر بديهي، ولو عدت بالذاكرة الى الوراء ستجدين ان ابطال مسلسلات لبنانية كثيرة اختفوا مثل ” نساء في العاصفة” ” والعاصفة تهب مرتين” وغيرهما من الاعمال لسبب ان لا احداً ” بدق باب الممثل وبيعرض عليه دور”،. لانهم يريدون بروزتهم غيرهم على حساب غيرهم، يستفيدون منهم بالاتفاقات معهم من ” تحت الطاولة”.
*لان الشلليلة مُسيطرة كما أسلفت الذكر؟
-بالظبط، واليوم انا كصاحبة شركة لا اعتمد على مدير الانتاج اومدير العلاقات العامة ولا أي شخص، انا من سأشرف واعمل بكل التفاصيل، لانه ممنوع عندي السمسرة ” القبض من تحت الطاولة” وتلميع وجه على حساب تعتيم وجه آخر.
*لكن كثر يتقنون لعبة التمثيل على المنتج ةيكسبون ثقته ويصبحون هم الواجهه والادارة وكلمة الحق؟
-“لاء معي ما بيمشي الحال هيك”، لست ابنة اليوم بالمهنة ولا مانع عندي من زيارة اي احد والجلوس معه وشرب القهوة والتحدث اليه لافهم نفسيته، لا يُمكن أن اتعامل مع أياً كان بداخله نميمة وغيرة، والا سيُفشل شركتي ويُسيء لسمعتها، واعرف كيف أميز المُتملق من الشخص الذي يحترم نفسه ولا يجامل ويتفذلك..(وتضيف) اكره التكبر حتى لو كنت صاحبة شركة، من البديهي ان أنزل التصوير وأشرب القهوة مع العمال، واضطلع على سير العمل والاجواء..(وتتابع) تعاونت بعمل يقوم ببطولته النجم عباس النوري بعمل حمل عنوان ” هب الريح”، وشاهد كيفية تعاملي اثناء التصوير فخصني بثلاث فيديوهات أشاد فيها بي، وأعتبرها شهادة مهمة من نجم كبير وقدير أعتز وأفتخر بالتعاون معه.
*السينما ببالك؟
-أعشق السينما جداً، وطبعاً ببالي من خلال أعمال قوية وبسيطة في آن، يجب أن نقدم اعمالاُ بعيدة عن التعقيد، واحب جداً سينما نادين لبكي كما احبها هي ايضاً على المستوى الشخصي.
*الاعمال التي لفتتك هذا العام؟
-احببت كثيراً فيلم ” اصحاب ولا أعز” منى زكي كانت رائعة وكل فريق التمثيل كان ممتازاً، والفيلم برمته “مهضوم”، ولا أعرف سبب هذه الضجة التي افتعلوها، كما احببت مسلسل ” بطلوع الروح” وكان دور الهام شاهيم مُبهرا،ً وايضاً احمد السعدني ومنة شلبي وكل فريق العمل، والفتك الى ان مثل تلك الاعمال التي تتناول التطرف مهمة، ومن ضروري تناولها وعرضها على المنصات ليشاهدها الشباب ويعرف ان يُفرق بين الايمان الحقيقي والتكفير.
*حدثيني عن شركتك؟
-اسمها ” بروتيم برودكشن”، وايضاً لدي جمعية تحمل نفس الاسم لذوي الاحتياجات الخاصة، ومدرسة سباحة وكلهم املك عنهم العلم والخبر من الامن العام.
*عينك على من؟
-كثر اكن يهمني الوجوه المغيبة والشباب الواعد، وزرت النقابة وطلبت منهم ان يكتبون لي ورقة بأسماء القنانين الذين لا يعملون منذ فترة، كما طلبت من الكُتاب والممثلين المقربين ان يكتبون لي ورقة بالاسماء التي لا تظهر سواء في التمثيل او الكتابة او الاخراج او اي شيء يتعلق بمهنتنا.. والفتك ان التعاون بشركتي لن يكون مُفتصراً على لبنان بل على الخليج ومصر ايضاً.
*تحبين السير الذاتية؟
-كثيراً، لكن ليس ببالي اسم سيرة مُعينة، احببت مثلاً مسلسل ” ام كلثوم” للمخرجة انعام محمد علي، واحببت “اسمهان” للمخرج الراحل شوقي الماجري الف رحمة ونور عليه، تعاونت معه وكان في قمة الاخلاق والابداع، ومسلسل ” الشحرورة” عن خياة الاسطورة صباح كان جميلاً لكن ليته امتد الى اكثر من 30 حلقة ، كما اني مع الاعمال التي تعرض خارج الماراتون الرمضاني لتأخذ فرصتها من الانتشار والمشاهدة اكثر، وبالتالي يعمل الجميع طيلة فترة السنة.