حصرياً محمد سلطان.. “ماذا عن خلاف فايزة احمد والعندليب و علاقتها بالفقراء وكيف غنت ست الحبايب؟”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)

لا يُمكن أن تمر فرصة وأكون متواجدة بها في أم الدنيا مصر، الا وأحرص على السؤال عن الموسيقار الكبير محمد سلطان، وأعمد أن أزوره في بيته وسط ذكرياته وقططه وصوره مع حبيبة الروح والفؤاد فايزة احمد.. وزيارتي له كانت قبل فترة برفقة عازف الاورغ الشهير مجدي الحسيني ودارت بيني والموسيقار سلطان هذه الدردشة التي بدأها بالحديث عن كروانة الغناء فايزة احمد فقال:

فايزة أعظم إنسانة عرفتها بحياتي ولم أتركها لحظة طوال فترة مرضها، كانت صديقتي وأمي وزوجتي وأم أبنائي، كانت حب عمري الذي ظل مستمرًا حتى اليوم.. لم أفكر يوماً في الانفصال عنها لأي سبب تركت كل شيء هام بحياتي لأكون بجوارها، أحياناً كانت تنشب بيننا خلافات كأي بيت طبيعي وهذا وارد، إلا أني لم أكن أعلم كيف تعاش الحياة بدونها ولم أفكر لمرة واحدة في الزواج بعد رحيلها.

(وأضاف) : فايزة كانت أحسن مني مليون مرة كانت أخلاقها أخلاق ملائكة، وصوتها كنت أشعر أنه يهبط علي من السماء، كيف لي أن أنسى أجمل أيام عمري التي قضيتها معها رحمة الله عليها ذهبت فايزة وأخذت معها كل شيء جميل.

*وماذا عن اغنية “ست الحبايب”؟

-أغنية خالدة لم ولن يأتي مثلها ورغم مرور 63 عامًا إنتاجها وإذاعتها إلا أنها لم تأت غيرها لتوضع معها في مقارنة فهي لحن محمد عبدالوهاب الذي أعتبره أبي في الموسيقى وفي الحياة وغناء أجمل الأصوات التي سمعتها أذني فايزة أحمد وكلمات العملاق حسين السيد، هي أغنية حميمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومن يستطيع أن يسمعها دون أن تدمع عيناه؟!.

-فايزة كانت طيبة جدا ومؤمنة وبتاعة ربنا، ومحبة للناس وعلشان كدة حبيتها، كانت تقرأ القرأن وترتله مثل الشيوخ، وتخشى الله وتقول دائما خاف الله، حتى أنها عملت أغنية اسمها “خاف الله،” وكانت خيرة تعطف على الفقراء، “ماحدش فى الدنيا حبنى زى فايزة، كانت بتحبنى زى أبويا وأمى ويمكن أكتر، وبالنسبة لي ماكنتش مراتي بس كانت مراتي وبنتي وأمي وأختي وآمنت بي كملحن”.. (ويتابع) “كانت حاسة إن عمرها قصير وكانت دايما تقولي أنا حاسة إني مش هاعيش كتير وهاموت صغيرة، مرضت وماقامتش من المرض وفي إحدى المرات سألتني: أنت عارف أنا عشت قد إيه؟ قلتلها إنتي صغيرة يا فايزة، لأنها ما كانتش كملت الخمسين، قالتلي 17 سنة، الفترة اللي عشتها معاك هي حياتي وعمري”.

(وتابع): فايزة كانت بتحب فنها وصوتها جدا وفي مرضها كانت خايفة صوتها يتغير، وكانت تقول لي مش مهم أموت بس صوتي يفضل سليم، كانت خايفة على صوتها أكتر من خوفها من الموت”.

*هل صحيح انها كانت على خلاف مع عبد الحليم حافظ؟

– لا صحة لما ردده البعض عن وجود خلافات بين فايزة أحمد وعبد الحليم حافظ،  كانا صديقان وكل منهما يؤمن بموهبة الآخر، كما جمعتهما صفات مشتركة ومنها الغيرة على فنهما والطيبة والعطف على الفقراء.

*مارأيك بالموسيقى اليوم في مصر؟

-الموسيقى في مصر بخير وستظل تتقدم إلى الأمام دائما، لما بها من عدد كبير من الملحنين الموهوبين، (وتابع): ساهمت فى نجاح مطربين كثيرين جميعهم على مستوى عالي من الرقي أمثال هاني شاكر، سميرة سعيد، محمد ثروت، نادية مصطفى، وميادة الحناوي، وآخرين، وكان لي دوراً كبيراً في وضعهم في المكانة التي يستحقوها، وكنت مخلصا في عملي بشدة لكي ترتقي مكانة مصر الموسيقية إلى أعلى المراتب.. (وختم حديثه، قائلاً) : بخصوص الأجيال الجديدة، لم أعد أتابع أحد منهم الآن، وأتمنى التوفيق للجميع لتظل مصر رائدة ومتقدمة في كل المجالات لأنها أم الدنيا.