حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)
والده النجم القدير كمال الشناوي وزوجته ابنة شقيق العندليب عبد الحليم حافظ، ووالدته الفنانة هاجر حمدي، وهو ترك الكلية الحربية وأمتهن الأخراج، وكونه عاش بالوسط الفني وعاصر العباقرة والكبار فمن الطبيعي أن يكون في جعبته الكثير من الأسرار.. انه المخرج محمد كمال الشناوي الذي التقيته في بيت العندليب عبد الحليم حافظ وكان مه هذا اللقاء الحصري.
*البداية طالباً في الكلية الحربية ومن بعدها انتقلت للاخراج حدثنا عن تلك المرحلة؟
-قبل حرب 1973 دخلت الكلية الحربية، وذهبنا السودان وعدت من هناك، واشتركنا في الحرب، ومع ذلك ظل الفن ببالي، ومع الوقت اخترت أن انتقل الى دراسة الاخراج.
*خطوة الانتقال كيف تلقاها والدك النجم كمال الشناوي.؟
-كان يعلم اني أُحب الفن وأُراقبه عندما كان يكتب السيناريوهات، ودائما كنت أقول له اني أريد العمل بالسينما فكان يقول لي ” طب شد حيلك وبعدين نتكلم”،(ويضيف) انتسبت للكلية الحربية وقال ليحينها:” بلاش تغامر، الفن فيه مغامرة”، وبعد تخرجي من الحربية ازداد تعلقي بالفن، وقررت أن أصبح مخرجاً سينمائياً، عندها قال لي امسك العصايا بالنص وأنتسب لمعهد السينما لكن لا تترك وظيفتك كظابط، فوافقت، وأخذت الخطوة لاضعه امام الامر الواقع وقدمت استقالتي للقائد الاعلى، وذهبت الى معهد السينما وقدمت امتحانا ونجحت فيه، وهو لم يكن يعلم، وبعد فترة أعلمته بالامر فزعل، واقنعته انه من حقي أن أعمل بالمجال الذي أُحبه، فوافق خصوصاً عندما كانت علاماتي كلها بدرجة جيد جداً، وعُينت عميداُ بالمعهد لكني كنت أُريد أن أصبح مخرجاً، وليس مُدرسا وبالفعل قدمت مجموعة من الافلام التجريبية.
*الم تحاول أن تخوض التمثيل كون والدك ممثلاً كبيراً؟
-“انت قلت بنفسك ممثل كبير”، وسيضعونني بالمقارنة مع والدي ، لم أحاول ولم افكر، وليس شرطاً اذا كان والدي نجماً أن أكون مثله.
* بماذا كان ينصحك؟
– حين كان يرى أفلامي، كان يُعجب بها ويعتبرها مُثتميزة، مشروع تخرجي انجزته مع الفنان محمود المليجي، وأعلمت والدي فقال لي:” لماذا محمود لأمثل انا مكانه”، فقلت له:” لاء في حاجتين مرفوضين، الاولى محمود المليجي يليق به الدور اكثر منك، ثانيا هذا مشروع تخرجي وسيقولون ان والده دعمه وهذا مالا اقبله”، فتفهم الامر، وعندها قال لي انه لن يُكلم محمود المليجي لانه زميله وقد يكون مشغولاً ولا يريد أن يُحرجه، عندها قلت له:” انا سأتصرف”، اخدت الرقم منه واتصلت به واتفقت معه اني لن اقول له اني ابن كمال الشناوي، وبالفعل كلمته وعرضت عليه الامر، فوافق بشرط أن يقراء السيناريو، ومددنا موعداً، وذهبت اليه وجلسنا سوياً وأعطيته السيناريو، فقال لي:” لاء مش عاوز سيناريو احكيلي القصة”، فرويت له فأعجب بالفكرة فوافق وسألته كم تريد أجراً، واذ به يقول لي كم امكانياتك؟ فقلت له 250 جنية، فنظر اليه نظرته الشهيرة، فقلت له وانا مرعوباً:” هذه امكانياتي وليس تقديرك يا استاذ”، عندها قال لي:” ساقدم العمل لك ببلاش وهكذا كان”، ووالدي كان في عجمان يصور مسلسلاً، وعندما عاد وسألني اخبرته بما حصل، عندها أصر أن يتصل به ويشكره بنفسه وبالفعل هذا ما حصل، وتفاجأ الفنان المليجي من اني ابن كمال الشناوي واستغرب اني لم اقل له، ويوم التصوير عاتبني فقلت له اني كنت أريده ان يقدم لي الفيلم بمزاجه وليس اكراماً لوالدي، ونجح العمل وكان الاستاذ محمود المليجي رائعاً ومحترفاً، وفكرة الفيلم كان عن صندوق الدنيا.
*تُقيم في بيت العندليب عبد الحليم حافظ؟
– صحيح، زوجتي ابنة شقيقت، اسجل معك هذا اللقاء في بيت عبد الحليم وبالصالة التي كان يسجل فيها الاغاني،وهو من اختار حسين كمال لاخراج فيلم ” ابي فوق الشجرة”، يومها الموسيقارعبد الوهاب و الاستاذ مجدي العمروسي تفاجأ وكان ان “كسر الفيلم الدنيا” لاسيما الاغاني منها، “قاضي البلاج”و ” جانا الهوى” التي صورها في لبنان.
*ماذا عن والدتك الفنانة هاجر حمدي؟
*والدتي كانت مثقفة جدا تفهم بالسياسة وتربوية الى أبعد حود، كانت فنانة راقصة وتفهم بالفن ومن بعدها انتقلت للعمل بتصميم الازياء، وصارعندها اتيليه كبيراً، وعملت مع زوجات القيادات الكبيرة بمصر، وعندما كنت صغيراً كنت أذهب معها للعمل بالاتيلية لتعلمني على تحمل المسؤلية، كانت “ست جدعة وكريمه وخدومة” وربت كل اخواتها وتفتخر بهم.
*تزوج والدك النجمة ناهد شريف ماذا عنها؟
-“عاوز اقولك حاجه مرة ماما قالتلة ليه يا كمال سبت ناهد دي أحسن واحدة اتجوزتها”، ناهد كانت رائعة واخت صديقة وانسانه وتحب والدي جداً.
* والدك كان زوجاً صعباً؟
-كان غيوراً،( يضحك ويقول) كان شقيا لذا انفصلت عنه النجمة ناهد شريف.
*أكثر واحدة أحبها كمال الشناوي من زوجاته؟
-بأمانة مدام سمر كانت نعمة الزوجة وعلى راسي من فوق، وظلت معه طوال ايام مرضه، انا كنت معها، لكنها هي الاساس، ولا زال التواصل بيننا وعلاقتي بها رائعة.
*كيف كانت شخصيته بالفترة الاخيرة؟
-جلست معه في “اي ار تي” وكان مقرراً ان ينفذ عملاً عن سيرة حياته، لكن تم توقيفه، لانهم كانو يريدون أن يختصروا بالانتاج على حساب النوعية، ولو انجز العمل بوجودة كان سيكون سبقاً لانه هو الراوي. وانا سجلت له الكثير من حكاياته.
*مثلا؟
-“اخد على خاطرو مرة” من المخرج عز الدين ذو الفقار، بعد تزوج من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وذلك حينما طلبا منه أن يذهبا لوالدها حتى يُبارك زواجهما لانه كان مُعارضاً، فذهب الى والد السيدة فاتن وحاول ترطيب الأجواء ، لكن والدها كان مُصراً أن يجعلها تتطلق من عز الدين وتتزوج من آخر هو أي الأب اختاره لها، فعجز والدي عن اقناعه، وذهب وأخبرهما بما حصل، وبعد فترة تفاجأ بالشخص أي العريس يزورهما، فأستشاط غيظاً وقال لهما :” كيف تستقبلانه في بيتكما”، وكان ردهما أنهما يسايران الوضع حتى يُبارك والدها زواجهما، ومع ذلك والدي لم يقتنع و”زعل من عز الدين”، لكنه في الحقيقة كان يُحبه جداً ويُقدر فاتن حمامة كثيراً،كانوا اصدقاء ويتعاملون مع بعض بمودة ومحبة خالصة.