حوار/ابتسام غنيم
عندما نقول اسم فؤاد شرف الدين يتبادر الى أذهاننا على الفور السينما اللبنانية التي تضمنت الاكشن في عز الحرب الاهلية، ومشاهد المطاردات والتفجيرات التي كان أول من قدمها شاك نورس العرب أو الكابتن الذي برع بفنه امام ووراء الكاميرا فؤاد شرف الدين، بالاضافة لتألقه في مصر بعدد من الاعمال الدراما مثل”الملكة نازلي”،”الدالي”،”الهاربة”،”خطوط حمراء”،”حلاوة روح”،” فخامة الشك”، “حرب كرموز” وغيرها من الاعمال.. والنجم والمخرج فؤاد شرف الدين هو من أبرز نجوم الزمن الجميل الذي أعطى الكثير للسينما والدراما في لبنان منذ السبعينيات حيث أبدع تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً وهو المعروف بوطنيته والتزامه منذ أيام الحرب وحتى اليوم، حيث شاهدناه في شهر رمضان كضيف شرف في مسلسل ” عشرين عشرين” وكانت اطلالته إضافة جميلة قدّمها شرف الدين لأرشيفه الطويل وللمسلسل الجديد، فهو والقديرون أمثاله قيمة مضافة لأي عمل يشاركون به نسبة للخبرة الطويلة في الفنّ ولأسمائهم الكبيرة التي لطالما شرّفت الوطن والفنّ العربي.. معه كان اللقاء التالي..
*حدقني عن فيلمك اللبناني الاخير”#صرخة الأبرياء“؟
-مازلت انتظر بالرغم من ان فيلمي اصبح جاهزاً، ولا ينقصه سوى الاعلانات وحفل الافتتاح وهذا الامر يلزمه مصاريفاً كثيرة، وليس بأمكاني التغطية لأني انتجت وأخرجت #الفيلم من جيبي، (ويضيف)منذ العام 1982 صدر مرسوماً من وزارة الثقافة يقضي بمساعدة ثلث ميزانية الاعمال التي تُحض على حب الوطن، وانا لا اريد الثلث بل أقل من ذلك بكثير ومع ذلك لا حياة لمن تنادي..(ويعلق) ما يعز عليّ اني افنيت عمري بالفن، في عز الحرب اللبنانية لم اترك #لبنان ادخلت الاكشن للسينما اللبنانية منذ أول أفلامي”حسناء وعمالقة” عام ،1979 وكانت الاوضاع سيئة، وقامت بتغطية كواليس الفيلم احدى الصحف الاجنبية التي كتبت عن مشاهد قفزي من الهليكوبتر من دون الإستعانة بدوبلير، من انه يوجد ستيف ماكوين في اميركا يقدم الأكشن، وجان بول بلموندو في اوروبا، و#فؤاد شرف الدين في الشرق الاوسط، وبعدها لُقبت بالكابتن نسبة لعملي بالإخراج ثم بـ”تشاك نورس العرب”.
* عملت مع الراحلين النجم خالد صالح والمخرج شوقي المجري رحمهما الله في مسلسل ” حلاوة روح” حدثني عن هذه التجرية؟
– وسعدت جداً بهذه التجربة مع مخرج مبدع مثل شوقي الماجري الذي كنت اتمنى ان يتكرر لقائنا لكن المنية وافته، والعمل كان مهماً جداً ويضع الاصبع على الجرح لذا تم منع عرضه ثانية لأسباب سياسية، ولا تنسي ان النجم خالد صالح رحمه الله ايضاً تألق جداً بالمسلسل، وشخصياً اعتبر خالد كانمن أقوى ابناء جيله بالتمثيل.. (ويضيف) قدمت بالعمل دور رئيس #مافيا اميركياً من تكساس وكانت التجربة جيدة جداً، واليوم اتواجد بالقاهرة للتفاوض على بعض الاعمال الفنية.
*تؤيد الخلطات العربية؟
-جداً لاني مع تبادل الثقافات والاضطلاع على الحضارات الاخرى وبالتالي لتعزيز الفن العربي بشكل عام، ولنقوم بتحقيق وحدة فنية قوية عربية، خصوصاً اني ضد العنصرية والتعصب.
*قبل سنوات كنت الفنان اللبناني الوحيد الذي وُضِع له “بانو” اعلاناً بشوارع القاهرة عن مسسل”الهاربة” مع #تيسير فهمي؟
– وكلي فخر ان يُقدرني المصريون كونهم متذوقون للفن والفنان الحقيقي، وبالمناسبة تيسير من الممثلات المتمكنات الرائعات كما انها صديقة غالية جداً على قلبي.
*ايضاً بفيلم ” #حرب كرموز” تصدرت الافيش؟
-هذا العمل افتخر انه بمسيرتي الفنية، والنجم امير كرارة الذي كنت عدوه بالفيلم من النجوم المميزين على الساحة الفنية سواء في الاداء الفني او التعامل الانساني، ايضاً المخرج بيتر ميمي الذي أكن له كل التقدير، اتمنى من كل قلبي ان يجمعني به عمل جديد،(ويعلق) فيلم ” حرب كرموز”، تدور احداثة قي الاربعينات وجسدت فيه دور الجنرال الانكليزي آدمز الذي يحاصر قسم شرطة كرموز، ويدخل بمواجهة مع الجنرال يوسف المصري(امير كرارة)، وتدور معارك طاحنة بين الانكليزي الذي اجسده والمصري اي #أمير كرارة، ومناخ العمل فيه توعية للحس الوطني لدى المتلقي، واشارة واضحة لضرورة التعلق بكرامة الوطن وشرف المواطنين.
*هذا العام شاهدناك كضيف شرف في مسلسل ” #عشرين عشرين“؟
-سعدت جداً بهذه الاطلالة اذ يكفي اني قدمت دور العميد المتقاعد الذي لديه ولدين في #السلك العسكري (نادين نجيم ورامي عياش)، ويفقد ولده ويشجّع إبنته على الإستمرار في عملها ودفاعها عن الحق وملاحقة المجرمين..
*مثلت في مسلسل”خطوط حمراء” مع النجم #احمد السقا الذي يُعد من اهم نجوم الأكشن من الشباب؟
-صحيح، وكنت بأحاديث سابقة قد اشدت بأدوار الأكشن التي يقدمها احمد السقا ومرت الأيام والتقينا، وللأمانه هو في منتهى التهذيب والأدب،في أول يوم تصوير لي اتى وسلم علي وحضنني وكان لا ينادينني الا بكلمة يا #استاذ، وصار كل يوم يطلب من مساعديه وعددهم سبعة أن يبقوا معي، وكان يصر أن أبقى بـ (الكارفان) المخصص له لانه مكيفاً، مع العلم انه بطل العمل وأنا ضيف شرف، لكنه قدرّ اني فناناً لبنانياً لي تاريخي كما إضطلع على أرشيفي كاملاً وتحدثنا عن الأكشن المصري واللبناني والاميركي والفروقات بينهم (يضحك ويقول) كنت في المسلسل خصماً لاحمد السقا كوني أجسد دور رجل مافيا لبناني يتاجر بالسلاح بالدول العربية، وتحصل مطاردات بيني وبينه هذا بالسياق الدرامي، لكننا بالواقع أحباء وأصدقاء جداً وقد أهديته فيلمي”ايفانوفا” وسعد به جداً “بصراحة هالشاب آدمي وإبن أصل وممثل محترم”.
*طفولتك كانت قاسية؟
-جداً اكثر مما تتخيلين، مررت بظروف عائلية صعبة والدي شيعياً من السياد وجدي كذلك، وكلاهما تزوجا من سيدتان مسيحيتان وانا تزوجت من أرمنية مسيحية رحمهما الله، وعندما انفصل والداي كنت صغيراً اتت الشرطة إلى مدرستي واخذتني إلى قصر العدل وسلمتني لأبي ، ومع ذلك بقيت أحن إلى أمي وأخوالي وهم من منطقة دير الأحمر(يضحك ويتابع) عندما كنت صغيراً كان أهل أمي يحببونني جداً لأني أشقراً، بينما هم من ذوي البشرة السمراء وكانوا يأخذونني إلى #دير الأحمر ويدللونني جداً، لدرجة ان خالي أخذني ذات يوم إلى الخوري وعمدني، وهكذا عشت منفتحاً على كل الأديان، بمراهقتي تعلمت أكثر من مهنة لأتابع تعليمي بالمدرسة الليلية بالعزارية ، أول شهيداً بعائلتي كان أبن خالي موريس الأحمر وينتمي إلى حزب الكتائب ، بعدها تصديت تهجير المسيحين في منطقة رأس النبع حيث كنت اسكن، وبالأجتياح #الاسرائيلي حصل بيني وبينهم اي للصهاينة اكثر من صدام، أذكر عندما كنت بالجيش أطلقت قذيقة بازوكا على دبابة #اميركية بناء على أوامر اللواء عبد الحميد سلام، وفي الملاكمه كنت بطلاً وتسلمت جائزة من الرئيس كميل شمعون، عشت مع كل الطوائف والمذاهب والأديان ولم أتعامل مع احد إلا وفق نفسيته وأخلاقه، لاني اؤمن من ان الدين لله والوطن للجميع (يضحك ويتابع) حين كنت طفلا سألت مرة جدي #المسلم “انا مسلماً لكني مُعمد اين ادخل إلى الجامع أم الكنيسة؟” فنظر اليّ وقال لي”انت وين بترتاح؟” قلت على الفور”بالكنيسة لانو الخوري بيعطيني بونبون” فضحك وقال لي “إفعل ما يحلو لك” وفي سن المراهقة صرت أقرع جرس #الكنيسة بنفسي.
*حياتك حافلة بالمحطات الخطيرة؟
– قريباً ستسجلين مذكراتي بنفسك لأني ساحول #قصة حياتي لعمل درامي وسترون العجب، عشت أياماً صعبة دفعتني للعمل بعدة مهن يدوية مثل الحدادة والخياطة والنجارة وهذا لايُعيبني لأن #العمل شرف، وبالتالي حتى يتسنى لي متابعة تعليمي ،كما كنت اهوى الرياضة وتدربت على يد نمر لبنان البطل خليل ابي خليل، ثم بالملاكمة بـ”نادي الكتائب” على يد بطل لبنان هرانت غازاريان، ثم في نادي “ادونيس” على يد البطل عبد الرزاق حجاوي،عام 1961 احببت ايفا قابكيان وتزوجتها خطيفة وانجبت منها اربعة اولاد منهم ابنتي الممثلة جمانه،كنت أحلم أن أصبح ظابطاً لكن #ظروف الحياة عاكستني، ومع ذلك كلي اصراراً على الصمود ومتابعة مشواري الفني حتى اخر لحظة من عمري، ومصراً بالتالي على خروج فيلمي”صرخة الابرياء” الى النور لاني وضعت فيه تحويشة عمري وأريد أن يراه القاصي والداني لأن قرصات مضمونه مؤلمة ومن قلب الواقع اللبناني.